أول تعليق إيراني رسمي على الضربات الأميركية على العراق وسورية: مغامرة وخطأ استراتيجي

03 فبراير 2024
شنّت واشنطن ضربات ليلاً على أهداف في سورية والعراق (جيفري مايتم/الأناضول)
+ الخط -

دانت الخارجية الإيرانية بـ"شدة"، اليوم السبت، الضربات الأميركية على مناطق في سورية والعراق، واعتبرتها انتهاكاً لسيادة البلدين ووحدة أراضيهما، و"مغامرة وخطأ استراتيجياً آخر ترتكبهما الإدارة الأميركية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان، في أول ردّ إيراني على الضربات الأميركية، إن هذه الهجمات "لن تكون لها نتيجة سوى المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة"، مشيراً إلى أن الضربات الأميركية في سورية والعراق واليمن "تحقق فقط أهداف الكيان الصهيوني، وتُشغل أميركا أكثر في المنطقة، وتحرف الأنظار عن جرائم الكيان في غزة".

وأكد كنعاني أن بلاده تجدّد تحذيرها من خطر اتساع أبعاد وجغرافيا الحرب والمواجهات في المنطقة، مضيفاً أن "استمرار هذه المغامرات يهدّد السلام والأمن الإقليميين والدوليين"، مع دعوته مجلس الأمن إلى القيام بمسؤولياته لمنع استمرار هذه الهجمات "الأحادية وغير القانونية"، والحؤول دون اتساع دائرة الأزمات.

وفيما ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الجمعة، أن الهجمات استهدفت منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني، إلا أن بيان الخارجية الإيرانية خلا من الرد على هذه التصريحات.

وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن "جذور التوترات والأزمات في المنطقة هي احتلال الكيان الإسرائيلي واستمرار عملياته العسكرية في غزة وحرب الإبادة بحق الفلسطينيين بدعم أميركي لا محدود"، لافتاً إلى أن عودة الاستقرار والأمن إلى المنطقة تتوقف على التركيز على معالجة جذور الأزمة.

إلى ذلك، قال السفير الإيراني في سورية، حسين أكبري، اليوم السبت، في تغريدة على منصة "إكس"، إن الهجمات الأميركية الليلة الماضية، والتي وصفها بإنها "إرهابية"، كانت تهدف إلى "تعويض هزائم الكيان الصهيوني في غزة، وإحداث فراغ على الحدود العراقية السورية لأجل تقوية الإرهابيين التكفيريين"، على حد تعبيره.

وأضاف أكبري أن الهجمات الأميركية "خلافاً للمزاعم بأنها استهدفت مواقع المستشارين الإيرانيين، استهدفت البنى التحتية المدنية السورية".

وشنّ الجيش الأميركي ضربات جوية على أهداف في سورية والعراق رداً على مقتل ثلاثة من جنوده في هجوم على قاعدة بالأردن.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان مساء أمس الجمعة، أنه "هذا المساء، وبناءً على توجيهاتي، نفذت القوات الأميركية ضربات على منشآت في العراق وسورية"، موضحاً أن "الضربات استهدفت منشآت يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة القوات الأميركية".

وأكد بايدن أن "الضربات الأميركية الانتقامية ستتواصل في الأوقات والأماكن التي نحددها"، مشدداً على أن "أميركا لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم".

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام تابعة لـ"الحوثيين"، الجمعة، بأن الجيش الأميركي شنّ عدة غارات داخل اليمن، فيما قال مصدر عسكري أميركي إنّ الهجمات جاءت ضد أهداف عسكرية للحوثيين تعتبرها واشنطن "تهديداً وشيكاً".

وقبل بدء الضربات، حضر الرئيس جو بايدن مراسم وصول رفات الجنود الأميركيين القتلى في هجوم الأردن إلى الولايات المتحدة. وجنود الاحتياط الثلاثة الذين قتلوا يوم الأحد الماضي من ولاية جورجيا، وهم الرقيب وليام جيروم ريفرز (46 عاماً)، والجندية كينيدي لادون ساندرز (24 عاماً)، والجندية بريونا أليكسوندريا موفيت (23 عاماً). وانضم بايدن إلى عائلات القتلى في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير.

المساهمون