أولمرت وليبرمان يحذران من نتائج كارثية للحرب على غزة

12 يوليو 2024
إيهود أولمرت (يسار) وأفيغدور ليبرمان، القدس 29 يناير 2007 (غالي تيبون/ فرانس برس)
+ الخط -

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت من أن تل أبيب ستُحاكم في نهاية المطاف وستصدر مذكرات اعتقال بحق قادتها السياسيين والعسكريين على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقال في مقال بصحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، إن إسرائيل لن تحظى بأي دفاع عندما تُتهم بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين في الضفة، وأضاف محذراً: "إذا واصلنا التسامح مع الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فسيتم فرض عقوبات جدية ومؤلمة على إسرائيل، ولن يكون لدينا دفاع جيد"، مشيراً إلى أنه "سيتم إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء والوزراء والقادة شخصياً، لكن دولة إسرائيل هي التي ستحاكم في النهاية".

ويصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، منذ أكتوبر / تشرين الأول الماضي، بموازاة حربها المدمرة على غزة، ما أدى إلى استشهاد 571 فلسطينياً في الضفة بالإضافة إلى نحو 5 آلاف و350 جريحاً. وقال أولمرت في مقاله: "الجميع يعرف التقارير عن المستوطنين (..) الذين يهاجمون وينهبون ويدمرون ويحرقون ويقتلون الأبرياء، ويهاجمون أيضاً الجنود الإسرائيليين الذين لا يقدمون المساعدة بجرائمهم" مشيراً إلى تواطؤ جيش الاحتلال وشرطته في جرائم المستوطنين "غالباً ما يكون في أعمال الشغب في هذه الأماكن ضباط من شرطة حرس الحدود، ومن المستحيل طمس الحقائق التي تجعل الكثير منهم يغمضون عيناً واحدة، وأحياناً حتى اثنتين، عندما تحدث أعمال إجرامية من مثيري الشغب اليهود بجوارهم".

وتوجه إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقول: "أحذر نتنياهو: يقترب اليوم الذي ستصدر فيه مذكرات اعتقال بحقك بسبب الجرائم التي ترتكبها إسرائيل كل يوم في الضفة الغربية، بدعم من حكومتها، بينما تغض الطرف عمداً عنها"، وأضاف: "عندما توجه هذه الاتهامات إليك، سيدي رئيس الوزراء، لن نجد بيننا، أو في الساحة الدولية الداعمة لنا، شخصاً واحداً ذا ضمير، يستطيع أن يدافع عنك". كما حذر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من صدور مذكرة اعتقال بحقه لأنه "مسؤول عن الأمن، يمكنه التحرك والنضال ضد السياسات المتهورة لنتنياهو و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش".

وحمّل أولمرت مسؤولية اعتداءات المستوطنين لحكومة الاحتلال اليمينية وقال: "لم يكن لأي من هذا أن يحدث لولا الإلهام والمساندة والدعم الذي قدمه كبار قادة البلاد، وعلى رأسهم (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير، وزير التيك توك الذي يسيطر على الحكومة مثل المتنمر العنيف، ومعه سموتريتش"، وأضاف: "يدعم سموتريتش وبن غفير استيطان المستوطنين اليهود في قطاع غزة وجنوب لبنان (..) ومن أجل هذا الهدف الوهمي هُم يشجعون على حرب شاملة في الشمال، وهي حرب غير ضرورية وغير مبررة"، مؤكداً: "هذه الحكومة تريد حرباً في الشمال لتحقيق حلمها الكبير: حرب الجميع ضد الجميع، وتدمير متبادل، وطرد الفلسطينيين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل"، وأضاف محذراً "إنني أحذر بن غفير، وزير التهديد والتحريض ودعم شباب التلال، من أنك لن تتجنب أوامر الاعتقال (..) ستحصل على أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بسبب المسؤولية التي تتحملها والتي تفتخر بها".

من جهته قال وزير الأمن الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني، إن نتنياهو "يقود إسرائيل إلى الدمار"، محذراً من أنه "إذا استمرت الحكومة الحالية حتى العام 2026 فلن تكون هناك دولة"، وقال في تصريحات لصحيفة معاريف العبرية، اليوم الجمعة: "إذا استمر هذا الكنيست مع الائتلاف (الحكومة) الحالي حتى عام 2026، فلن تكون هناك دولة إسرائيل" وأضاف: "لا شك أننا في خضم أخطر أزمة منذ قيام الدولة، أزمة ذات أبعاد كبيرة، سياسية وأمنية واقتصادية، ولكن كل أزمة هي أيضاً فرصة، ويجب أن نستغلها".

وتنتهي ولاية الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو في العام 2026، بعد تشكيلها نهاية العام 2022، وإذا لم تُجرَ انتخابات مبكرة في إسرائيل التي تتصاعد المطالب الشعبية بها، فإن الحكومة ستبقى حتى نهاية ولايتها. واتهم ليبرمان نتنياهو بأنه "لا يعرف كيف يدير أي شيء، إنه حقاً شخص موهوب للغاية وواحد من أفضل المسوقين، إن لم يكن الأفضل، في السياسة العالمية وليس في إسرائيل فقط" وأضاف "نتنياهو لديه أيضاً قدرة خطابية، لكن قدرته على الإدارة ضعيفة وتصل إلى الصفر".

ورأى ليبرمان أن "كل ما يحفز نتنياهو هو الرغبة في البقاء في السلطة، يوم آخر وأسبوع آخر وشهر آخر، هذا كل شيء"، معتبراً أن "النظام السياسي بأكمله (في إسرائيل) مريض، حيث استولت جماعات المصالح ببساطة على الحكم، وهذه الظاهرة آخذة في الازدياد"، وقال إن "نتنياهو يقود البلاد إلى الدمار"، واعتبر أن "إسرائيل تواجه تحدياً أمنياً غير مسبوق"، مؤكداً أن "الأولوية الآن هي للأمن، وبدونه لن يعود أحد إلى الشمال (قرب حدود لبنان) ولا إلى الجنوب (المستوطنات المحاذية لقطاع غزة)"، وأضاف ليبرمان "إذا لم نستعد للردع، فلن يكون لهذا البلد الحق في الوجود. منطقتنا غابة، وعندما تبدأ الوحوش الجارحة بشم رائحة الدم، حتى أولئك الذين لم ينووا مهاجمتك في المقام الأول سينقضون عليك أيضاً" وفق تعبيره.

وقال محذراً: "الآن نحن نقطر دماً، نحن نسفك الدماء كل يوم، ولا نتوصل إلى قرار، هذا هو أخطر شيء"، مشيراً إلى أن "النصر ليس بالتصريحات، في حرب الأيام الستة (1967)، لم يسأل أحد من فاز ومن خسر. حتى ما يخص الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، لم يسأل أحد من فاز (..) يجب أن ننهي الحرب، وبمجرد أن تبدأ بشرح أنك فزت، فقد خسرت بالفعل".

(الأناضول، العربي الجديد)