أكدت أوكرانيا، الإثنين، أن قرار الولايات المتحدة إجلاء عائلات دبلوماسييها في كييف "سابق لأوانه" في ظل مخاوف من غزو روسي محتمل.
وقال الناطق باسم الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولنكو، في بيان: "نعتبر أن خطوة من هذا النوع من قبل الجانب الأميركي سابقة لأوانها وتعكس حذراً مبالغاً فيه".
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين، أن التكتل لن يطلب سحب عائلات دبلوماسييه من أوكرانيا كما فعلت الولايات المتحدة، مضيفاً أن لا حاجة "للتهويل" فيما المحادثات مع روسيا لا تزال جارية.
وقال بوريل لدى وصوله إلى لقاء يجمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وتتخلله مشاركة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر الفيديو: "لا أرى سبباً للتهويل طالما أن المحادثات جارية، إلّا إذا زوّدتنا الولايات المتحدة بمعلومات تُبرّر قرار" مغادرة أوكرانيا.
وكانت الولايات المتحدة قد أمرت عائلات دبلوماسيّيها في كييف بمغادرة البلاد "بسبب التهديد المستمرّ بعمل عسكري روسي"، كما نصحت مواطنيها بتجنّب السفر إلى روسيا. في حين أعلنت بريطانيا سحب بعض الموظفين وأقاربهم من سفارتها في أوكرانيا.
ووفق ما أعلنته الخارجيّة الأميركيّة في بيان الأحد، فإن واشنطن سمحت بالمغادرة "الطوعيّة" لموظّفي سفارتها في كييف، ممّا يزيد من التوتّرات بين روسيا والغرب بشأن الأمن الأوروبي ومن المخاوف المتعلّقة بغزو محتمل لأوكرانيا من جانب روسيا.
وأضافت الخارجيّة الأميركيّة في بيانها أنّ الموظّفين المحلّيين والموظّفين غير الأساسيّين يمكنهم مغادرة السفارة، إذا رغبوا في ذلك. وقالت إنّ على المواطنين الأميركيّين المقيمين في أوكرانيا "التفكير الآن" في مغادرة البلاد عبر الرحلات الجوّية التجاريّة أو وسائل النقل الأخرى.
وجاء في البيان أنّ "الوضع الأمني، خصوصًا على طول الحدود الأوكرانيّة، في شبه جزيرة القرم التي تحتلّها روسيا وفي دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، لا يمكن التنبّؤ به ويمكن أن يتدهور في أيّ وقت".
وحذّرت وزارة الخارجيّة من أنّ "الرعايا الأميركيّين في أوكرانيا يجب أن يُدركوا أنّ أيّ عمليّة عسكريّة روسيّة، في أيّ مكان في أوكرانيا، ستؤثّر على نحو خطير في قدرة سفارة الولايات المتحدة على تقديم خدمات قنصليّة، بما في ذلك مساعدة المواطنين الأميركيّين الذين يُغادرون أوكرانيا".
ودعت الوزارة الجالية الأميركيّة في أوكرانيا إلى الاطّلاع على "ما تستطيع حكومة الولايات المتحدة فعله وما لا تستطيع فعله لمساعدتكم أثناء (حصول) أزمة في الخارج"، كما نصحت وزارة الخارجيّة الأميركيّة المواطنين بعدم السفر إلى أوكرانيا بسبب احتمال حصول هجوم روسي.
وقالت مسؤولة أميركية كبيرة للصحافة: "نعتقد أنّ غزوًا روسيًا ... يمكن أن يحدث في أيّ لحظة". وأضافت: "لن تكون الولايات المتحدة في وضع يُمكّنها من إجلاء المواطنين الأميركيّين" في حال حدوث سيناريو كهذا.
وأشارت المسؤولة، التي طلبت عدم كشف هويتها، إلى أنّ سفارة الولايات المتحدة لا تزال مفتوحة، لافتة إلى أنّ القائمة بالأعمال كريستينا كفين "تبقى في أوكرانيا". ورفضت المسؤولة تحديد عدد الأميركيين الموجودين على الأراضي الأوكرانية، لكنّ نائبة وزير الخارجيّة الأميركيّة فيكتوريا نولاند قدّرت عددهم بين 10 و15 ألفًا في أوائل ديسمبر/كانون الأوّل خلال حديثها عبر شبكة "سي أن أن".
وكانت الولايات المتحدة حذّرت السبت من أنّها لا تُخطط لإجلاء رعاياها في أوكرانيا، داعيةً الأميركيّين في البلاد للعودة على متن الرحلات الجوّية التجاريّة.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد إن على المواطنين الأميركيين عدم السفر إلى روسيا بسبب "التوتر المستمر على طول الحدود مع أوكرانيا" محذرة من الصراع مع كييف حيث تحشد موسكو قوات بالقرب من جارتها.
وأعادت وزارة الخارجية إصدار تحذير السفر الذي يقول إنه يجب على الأميركيين عدم السفر إلى روسيا، قائلة إنه "يُنصَح المواطنون الأميركيون بشدة بعدم السفر براً من روسيا إلى أوكرانيا عبر هذه المنطقة.
الناتو يقرر إرسال طائرات وسفن لتعزيز القدرة الدفاعية شرقي أوروبا
قال حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بيان اليوم الإثنين، إنه سيرسل طائرات وسفناً إضافية لتعزيز القدرة الدفاعية في بحر البلطيق ودول أوروبا الشرقية مثل ليتوانيا. وستشارك في ذلك الدنمارك وإسبانيا، في حين ما زالت الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان الأمر.
(وكالات، العربي الجديد)