أوكرانيا تحاول استغلال قمة "ناتو" للحصول على مزيد من الأسلحة

09 يوليو 2024
مكان انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، 8 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

تُشكّل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) هذا الأسبوع في واشنطن لأوكرانيا، التي تطالب منذ أشهر بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، فرصة ليحمل رئيسها فولوديمير زيلينسكي داعمي بلده على منحه مزيداً من الأسلحة لمواجهة القوات الروسية. وسيحضر زيلينسكي القمة المنعقدة بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي، والتي ستجمع قادة دول قدّمت لكييف مساعدات عسكرية بعشرات المليارات من الدولارات لمساعدتها في مواجهة الحرب الروسية.

وفي الأيام الأخيرة، كشف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن قمة "ناتو" واشنطن ستركز على ثلاثة مواضيع رئيسية: الأول؛ تعزيز دفاع الحلفاء والردع، وهو "العمل الأساسي لحلف شمال الأطلسي". والثاني؛ دعم جهود أوكرانيا للدفاع عن ذاتها، وهو البند "الأكثر إلحاحاً" على جدول الأعمال. والثالث؛ الاستمرار في تعزيز شراكات "ناتو" العالمية "خصوصاً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، في محاولة لاحتواء صعود الصين وروسيا. ومع أنه من غير المرجح أن تتلقى أوكرانيا الدعوة التي تريدها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، تُشكّل أنظمة الدفاع الجوي أكثر مساعدة واقعية يمكن أن تحصل عليها كييف في هذه القمة.

ويلتقي قادة حلف "ناتو" في العاصمة الأميركية واشنطن بين اليوم الثلاثاء وبعد غد الخميس، في قمة مصيرية لحلف شمال الأطلسي كان يفترض أن تكون احتفالية في الذكرى 75 عاماً على إنشاء التكتل في الرابع من إبريل/ نيسان 1949، الذي صمد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، واستطاع جذب أعضاء جدد في السنوات الأخيرة، مع قائمة انتظار لعدد من الدول على رأسها أوكرانيا. وعلى مدار ثلاثة أيام، تخطف قمة "ناتو" الأضواء من الحملة الرئاسية المشتعلة في واشنطن، أهم مركز للقرار في الحلف، وسط مخاوف من صعود قادة قد يذهبون إلى تغيير قواعد الأمن الخاصة ببلادهم وتفضيل الدفاع الذاتي وتحالفات جديدة، في ظلّ خلافات داخلية حول سياسات الحلف وتمويله، وتوسيع عضويته، رغم حجم التحديات الخارجية الهائلة.

ما تريده أوكرانيا من دول حلف شمال الأطلسي

يقول زيلينسكي منذ أشهر إن أوكرانيا لا تملك ما يكفيها من أنظمة للدفاع الجوي وقد طلب ما لا يقلّ عن سبع منظومات للدفاع الجوي من طراز باتريوت، بالإضافة إلى الأنظمة التي سبق للولايات المتحدة وألمانيا وهولندا أن منحتها. نهاية الأسبوع الماضي، أشاد الرئيس الأوكراني بشحنات أنظمة دفاع جوي، لكنه دعا كذلك إلى "مزيد من القرارات الملموسة" من أجل "حماية كل مدننا وقرانا والتغلّب حقاً على الإرهاب الروسي". وأضاف "سنعمل الأسبوع المقبل مع شركائنا على مثل هذه القرارات، وقد بدأت الاستعدادات".

واستغلت روسيا الثغرات في الدفاعات الجوية الأوكرانية لتنفيذ ضربات مدمرة على منشآت ومدنيين، وكذلك لمهاجمة القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية. وأمس الاثنين، قالت السلطات الأوكرانية إن أكثر من 30 شخصاً قُتلوا بضربات بعشرات الصواريخ استهدفت مدنًا في مختلف أنحاء البلد وأصابت كذلك مستشفى للأطفال في كييف. وأعلنت روسيا مسؤوليتها مؤخراً عن هجمات على ثلاث قواعد جوية أوكرانية، ما أثار تساؤلات حول كيف ستتمكّن كييف من حماية أسطول من مقاتلات "إف-16" من المقرر أن تصل إليها في وقت لاحق هذا العام.

ولطالما قالت أوكرانيا إن افتقارها إلى التفوق الجوي هو عامل رئيسي يحدّ من قدرة جيشها على التقدّم في ساحة القتال، وذلك بعد هجومها المضاد الفاشل الذي شنته العام الماضي. وسعى الداعمون الدوليون لأوكرانيا إلى حشد دفاعات جوية متعددة الطبقات مؤلفة من أنظمة منخفضة ومتوسطة وعالية الارتفاع يمكنها الحماية ضد مجموعة من التهديدات. لكن القيام بذلك من خلال مزج أنظمة غربية وسوفييتية في خضم صراع نشط أثبت أنه تحدٍّ كبير ولا تزال هناك أوجه قصور.

وتدرس الولايات المتحدة إمكانية التبرع بمنظومة باتريوت إضافية لكييف تعتبرها ذات قيمة خاصة، إذ إنها واحدة من الأنظمة الوحيدة القادرة على إسقاط الصواريخ الروسية الأكثر تقدماً. وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن العمل من أجل تعزيز الدفاعات الأوكرانية، في بيان وصف فيه الضربات الروسية الاثنين بأنها "تذكير مروّع بوحشية روسيا". وقال أيضاً: "سنعلن مع حلفائنا إجراءات جديدة لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية للمساعدة في حماية مدنها ومدنييها من الضربات الروسية".

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن تجري أيضاً محادثات بشأن احتمال نقل ما يصل إلى ثماني منظومات باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا. وتقود هولندا جهوداً لبناء نظام صواريخ باتريوت من مكونات مختلفة من مخزونات دول مختلفة. وسبق أن استجابت ألمانيا ورومانيا لطلبات زيلينسكي بشأن صواريخ باتريوت وتعهدت كل منها بمنح منظومة إضافية، فيما قالت إيطاليا إنها ستمنح كييف نظام دفاع جوي متقدماً من طراز سامب-تي.

أردوغان سيطرح المجازر بحق الشعب الفلسطيني

في الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيطرح قضية المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، خلال قمة زعماء حلف شمال الأطلسي، وذلك في تصريحات أدلى بها، اليوم، خلال مؤتمر صحافي بأنقرة، قبيل توجهه إلى واشنطن. وأضاف أردوغان أن تركيا تتابع بفارغ الصبر محادثات العاصمة القطرية الدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار بغزة، وأنها تأمل بالنتيجة المرجوة في أقرب وقت.

ولفت الرئيس التركي إلى أن "غزة تمثّل اختباراً لصداقة القيم المشتركة" لدول العالم. وانتقد عجز المجتمع الدولي على "إيقاف إسرائيل أمام هذا المشهد المهول"، مؤكداً أنه "من المستحيل أن يتنفس الضمير العالمي الصعداء من دون التوصل إلى سلام عادل ودائم في فلسطين". وأفاد بأن تركيا ستواصل حرصها على تصدير هذه الملفات في أجندة جميع المحافل، إلى جانب طرحه خلال اللقاءات الثنائية أيضاً مع قادة دول "البلدان الحليفة" وحكوماتها.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون