تلقت أوكرانيا تعهدات بنحو 6.5 مليارات دولار إضافية كمساعدات إنسانية إضافية في المؤتمر الدولي للمانحين، الذي عقد اليوم الخميس، في العاصمة البولندية، وارسو، بهدف تقديم مساعدات عاجلة للأوكرانيين مع استمرار التخطيط لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب.
وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش موراوفيسكي، أحد المضيفين المشاركين للمؤتمر، جمع 6.5 مليارات دولار في شكل تبرعات من دول وشركات، شارك العديد منهم بصورة شخصية فيما آخرون قدموا تعهداتهم عن بُعد.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، المضيفة المشاركة للمؤتمر، إن المبلغ فاق توقعاتهم.
استجابت الكثير من دول العالم للحرب في أوكرانيا بفيض من الدعم الإنساني. لكن استمرار الحرب، تسبب في ازدياد الاحتياجات الإنسانية في أوكرانيا. فبالإضافة إلى آلاف القتلى في الحرب، نزح ملايين الأشخاص.
وقال موراوفيسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى أكثر من 12 ألف طن من المساعدات الإنسانية يوميا، في الوقت الذي تتلقى فيه 3000 طن فقط، مشيرا إلى أن المؤتمر يظهر أن العالم ليس غير مبال بـ "حرب الإبادة الجماعية" التي تشنها روسيا.
بدورها قالت أندرسون إن الهدف هو مساعدة أوكرانيا في الوقت الراهن وفي المستقبل، قبل أن تضيف أن "أوكرانيا ستنتصر في هذه الحرب وسنقف إلى جانبكم".
وعبّر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، عن أمله في أن يمثل المؤتمر نقطة انطلاق لخطة مارشال لأوكرانيا، في إشارة إلى خطة رعتها الولايات المتحدة ساعدت في إنعاش الاقتصادات الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، فأكد في كلمته عبر الفيديو، على ما قاله ميشال بقوله إن الأموال المخصصة لأوكرانيا تعكس خطة مارشال وشدد على تطلعات الشعب الأوكراني في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال إن التمويل الذي تتلقاه أوكرانيا سيكون استثمارا في أمن المنطقة بأكملها.
من جانبها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، على الحاجة إلى "مئات المليارات من اليورو والإصلاحات" لإعادة بناء أوكرانيا وتمهيد طريقها إلى الاتحاد الأوروبي.
وانضمت شركة "غوغل" وشركة صناعة اللقاحات "أسترازينيكا" إلى الدول في التعهد بتقديم المساعدات.
15 مليار دولار كأسلحة ومساعدات
وخلال مؤتمر المانحين، قال رئيس الوزراء الأوكراني، دينس شميهال، إن بلاده تلقت أكثر من 12 مليار دولار في صورة أسلحة ومساعدات مالية منذ بدء الاجتياح الروسي في 24 فبراير/ شباط.
وشكر شميهال المشاركين على دعمهم الثابت لأوكرانيا طوال الحرب.
زيلينسكي يطلق منصة "يونايتد 24"
إلى ذلك، أطلق زيلينسكي منصة عالمية لجمع الأموال لمساعدة كييف على كسب الحرب أمام روسيا، وإعادة البنى التحتية للبلاد.
وقال زيلينسكي في رسالة فيديو بالانكليزية نشرها على حسابه في "تويتر": "بنقرة واحدة يمكنكم التبرع بأموال لحماية المدافعين عنا وإنقاذ المدنيين وإعادة بناء أوكرانيا"، معلنا عن منصة "يونايتد 24". وأضاف "كل تبرع مهم للنصر".
We launched United24 @U24_gov_ua global initiative.
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 5, 2022
Its 1st component is an online platform to raise funds in support of 🇺🇦. Other projects & programs will be added soon.
You can make a donation in 1 click from any country.
Together we will win!#united24 #thepoweroffreedom pic.twitter.com/notUt1P3ZF
وبعد تسعة أسابيع على الغزو الروسي، تعرضت مدن أوكرانية لدمار كبير. وقال زيلينسكي: "جميع المبالغ ستُحوّل إلى بنك أوكرانيا الوطني وتُرصد للوزارات المعنية"، مشيرا إلى أن حكومته ستحدّث المعلومات "كل 24 ساعة" حول كيفية استخدام الأموال.
ودعا زيلينسكي المواطنين العاديين في أنحاء العالم لمساعدة كييف على دحر موسكو. وقال "معا فقط لدينا القدرة على وقف الحرب وإعادة بناء ما هدمته روسيا"، مؤكداً أن أوكرانيا "ستتذكر دائما" هذه الإسهامات.
وتلقت كييف مساعدات عسكرية غربية لكن جيشها يبقى أصغر حجما بكثير من الجيش الروسي، فيما واظب زيلينسكي (44 عاما) على مخاطبة برلمانات العالم بشكل شبه يومي مناشدا تقديم المساعدة لبلاده منذ بدء الهجوم الروسي.
الكرملين: المساعدات العسكرية تؤخر عمليتنا
من جانبه، اتهم الكرملين دول الغرب بالحؤول دون نهاية "سريعة" للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة.
وردا على سؤال بشأن تقرير في "نيويورك تايمز" ذكر أن الاستخبارات الأميركية ساعدت أوكرانيا على قتل عدد من الجنرالات الروس، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو (حلف شمال الأطلسي) ككل سلموا معلومات استخباراتية ... للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل دائم".
وتابع "إضافة إلى تدفق الأسلحة التي ترسلها هذه الدول إلى أوكرانيا، فإن كل تلك الإجراءات لا تسهم في استكمال سريع للعملية".
غير أن بيسكوف قال إن تلك الخطوات "غير قادرة على إعاقة تحقيق" أهداف العملية العسكرية الروسية.
وأكد من جهة أخرى تشغيل الممرات الإنسانية لإجلاء مدنيين من مجمع آزوفستال لصناعات الصلب في ماريوبول، عقب إعلان الجيش الروسي عن وقف لإطلاق النار لثلاثة أيام في الموقع.
وقال "الممرات تعمل اليوم" مضيفا أن المصنع لا يزال محاصرا من القوات الروسية.
ولا يزال مدنيون ومئات الجنود الأوكرانيين محاصرين في المصنع الضخم، بعد إعلان القوات الروسية السيطرة على المدينة الساحلية التي دمرها القصف، في جنوب شرق أوكرانيا.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)