أهالي السويداء يواصلون تظاهراتهم المناهضة للنظام السوري

18 سبتمبر 2023
احتجاجات السويداء دخلت شهرها الثاني (العربي الجديد)
+ الخط -

تظاهر مئات السوريين، مساء اليوم الاثنين، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، جنوبي سورية، مشددين على مطالبهم بإسقاط النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالحل السياسي، فيما شدد الشيخ الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، حكمت الهجري، من خلال مقطع مصور بثه نشطاء، على أنه "يجب أن نحافظ على كرامة ساحة الكرامة في هذه الوقفة التي تمثل ضمير الناس".

ورصد مراسل "العربي الجديد" مظاهرات مسائية في ساحة الكرامة تطالب بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الدولية، وفي قرية الجنينة بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء، وفي قرية ذيبين بالقرب من الحدود السورية - الأردنية، جنوبي البلاد.

وأزال المحتجون صورة رئيس النظام السوري السابق، حافظ الأسد، من مدخل قرية ذيبين، ونصبوا مكانها صورة سلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة (رمزان سوريان وطنيان واجها الاحتلال الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي).

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال ناشط مدني فضل ذكر اسمه، إن "استمرار الاحتجاجات بشكل سلمي خال من العنف لمدة شهر كامل ودون انقطاع، مع ارتباك واضح بكيفية إخماده أو التعامل معه من قبل النظام، يدل على حالة من الانهيار البنيوي والاستراتيجي التي يحاول هذا النظام إخفاءها، وإظهار عكسها من خلال افتعاله التجاهل التام في الخطاب الرسمي".

ووجه الناشط المدني هاني عزام، عبر "العربي الجديد"، نداء إلى جميع السوريين في الداخل، قال فيه إنه "بعد ثلاثين يوماً على المظاهرات التي عمت السويداء جنوب سورية، يكاد المتظاهرون يشعرون بالوحدة رغم التعاطف الكبير والدعم المعنوي والمظاهرات التي عمت بعض المناطق في الشمال السوري. إلا أن ذلك ليس كافياً، ويجب على السوريين أن ينهضوا لتحقيق العدالة وتطبيق القرار الأممي الذي يضمن في النهاية الخلاص".

ويرى عزام أن "مظاهرات السويداء باستمرارها حتى اليوم هي إحراج حقيقي لكل العالم، ووضعت النظام أمام حالة من التخبط والفوضى والعشوائية، ويجب أن يتلقف السوريون هذه الفرصة النادرة".

من جانبها، ترى الناشطة الحقوقية سلام عباس (اسم مستعار) أن "المرحلة القادمة يجب أن تشكل منعطفاً جديداً في مسار الاحتجاجات"، مشيرة إلى أنه "يجب الانتقال إلى مرحلة جديدة تنبثق خلالها أفكار إبداعية وأجسام سياسية هدفها المركزي واحد".

وأوضحت أنه "آن الأون لأن يقوم الحراك بتصدير مشروعه الوطني السوري بشكله المنظم المنسق وإعلانه كبداية للخلاص من الهيمنة والقمع الفكري والسياسي، وطرح رؤى وأفق للحل، كما أنه يجب الخروج من حالة الشارع الروتينية المقتصرة على الهتاف والشعارات المكتوبة، وإبداع أساليب حضارية جديدة ضمن الساحة كي يحافظ على تجدد التواجد واستمرار الحراك".

وبينت عباس أن "الفرصة مؤاتية للإضاءة على المسألة الحقوقية والتركيز عليها، وعلى تطبيق الدستوري والقانوني منها، وطرح أفكار لمشاريع قوانين جديدة تضمن حق الفرد والجماعة، وتضمن الحريات العامة والخاصة، وغير ذلك".