قال مسؤولون كبار في البيت الأبيض إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول وضع أسس مع قادة إسرائيليين آخرين وقادة المجتمع المدني تحضيراً لتشكيل حكومة ما بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوردت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية أقوال المسؤولين في إطار تعليقهم على محصلة زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى المنطقة ولقائه بقادة عدد من الدول العربية قبل ختام جولته في إسرائيل.
وقال المسؤولون إنه في محاولة للالتفاف على نتنياهو، التقى بلينكن بشكل فردي مع أعضاء حكومته الحربية وقادة إسرائيليين آخرين، بما في ذلك زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لبيد.
وأشار المسؤولون أيضاً إلى أن بلينكن بدأ عمدًا رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، والرابعة له منذ بدء الحرب، بزيارة الدول العربية، بدلاً من إسرائيل، من أجل تقديم اقتراح عربي موحد لنتنياهو لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال اثنان من كبار المسؤولين في البيت الأبيض للشبكة إن بلينكن أطلع الرئيس جو بايدن على رحلته إلى المنطقة بعد عودته إلى واشنطن. ولفتت القناة في هذا السياق إلى أن "مسؤولي الإدارة أقروا بأن آمال بايدن النبيلة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط أصبحت الآن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإقامة دولة فلسطينية. ونتيجة لذلك، اعترف أحد كبار المسؤولين بأن تطلعات الرئيس لتحقيق سلام إقليمي دائم قد تضطر إلى انتظار حكومة ما بعد نتنياهو".
وقال المسؤولون إن الإنجاز الرئيسي الذي حققه بلينكن خلال الرحلة كان الحصول على التزام من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأربعة قادة عرب آخرين بالمساعدة في إعادة بناء غزة بعد الحرب. وأشار المسؤولون إلى أن الزعماء العرب اتفقوا أيضا على دعم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة يتم إصلاحها لتأمين غزة.
وأضاف المسؤولون أن ولي العهد السعودي عرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقية إعادة إعمار غزة ولكن فقط إذا وافقت على توفير طريق للفلسطينيين لإقامة دولتهم.
إلا أن نتنياهو رفض العرض، وأخبر بلينكن بأنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية، وفقاً للمسؤولين، الذين قالوا إن إدارة بايدن تتطلع إلى ما هو أبعد من نتنياهو لمحاولة تحقيق أهدافها في المنطقة، وعبروا عن ذلك بالقول: "لن يبقى هناك إلى الأبد".
ووفقا للشبكة، اعترف مصدر مطلع على المناقشات بين بلينكن ونتنياهو بأن "الكرة في ملعب رئيس الوزراء"، لكنه حذر من أن الموقف الحالي للحكومة الإسرائيلية بشأن اقتراح الزعماء العرب، بما في ذلك الصفقة السعودية، قد لا يصمد.
إحباطات إدارة بايدن
وحول زيارة بلينكن ونتائجها، قال المسؤولون للشبكة إن الأخير أبلغ نتنياهو بأنه في نهاية المطاف لا يوجد حل عسكري لحركة حماس وأنه -أي نتنياهو- بحاجة إلى الاعتراف بذلك وإلا فإن التاريخ سيعيد نفسه وسيستمر العنف. لكن المسؤولين قالوا إن نتنياهو لم يتأثر بكلام بلينكن.
وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن وزير الخارجية الأميركي كثف خلال زيارته الأخيرة الضغوط على نتنياهو بشأن مستقبل قطاع غزة، وكشف عن إحباطات إدارة بايدن المتزايدة.
وقال المسؤولون للشبكة إن وزير الخارجية عاد إلى واشنطن بعدما رفض نتنياهو جميع طلبات الإدارة الأميركية باستثناء واحد وهو التفاهم على أن إسرائيل لن تهاجم حزب الله في لبنان.