أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، أن بلاده مستعدة لإرسال قوات إضافية إلى دول البلطيق، وذلك قبل زيارة مهمة لواشنطن، حيث سيسعى لتعزيز تأثيره في الأزمة الأوكرانية، يأتي ذلك فيما طالب وزير خارجية أوكرانيا المواطنين بتجاهل "التوقعات المفزعة".
وقال شولتز، في مقابلة مع شبكة "إيه آر دي" الألمانية: "مستعدون للقيام بكل ما هو ضروري لتعزيز" وجود ألمانيا في عمليات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق.
وتقود ألمانيا عملية الحلف في ليتوانيا حيث تنشر نحو 500 عسكري.
ورداً على سؤال عن إمكان الاتفاق على تعزيزات في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الأطلسي منتصف فبراير/شباط، قال شولتز "نحن مستعدون لاتخاذ قرار".
بدورها، قالت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت في وقت سابق، في مقابلة مع مجموعة "فونك" الإعلامية، إنّ ألمانيا مستعدة لتعزيز وجودها في ليتوانيا.
وصرّحت لامبرخت "من حيث المبدأ، القوات متاحة للتعزيزات، ونجري الآن محادثات مع ليتوانيا لتحديد ما سيكون مفيداً".
ويأتي هذا التعهد وسط مخاوف متزايدة من أنّ روسيا تستعد لغزو أوكرانيا، ويتهم الغرب الرئيس فلاديمير بوتين بحشد أكثر من 100 ألف عسكري على حدود الدولة المجاورة.
من جهتها، تنفي روسيا أنها تخطط لغزو، لكنها تطالب الغرب بضمانات أمنية واسعة النطاق، بينها عدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
يسافر شولتز إلى واشنطن لعقد أول لقاء له منذ توليه المنصب مع بايدن
وفي ظل تعرضه لانتقادات متزايدة حول موقف ألمانيا الذي يبدو متناقضاً خلال الأزمة، يسافر أولاف شولتز إلى واشنطن لعقد أول لقاء له منذ توليه المنصب مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين.
كما يلتقي زعماء دول البلطيق في برلين هذا الأسبوع، ويسافر إلى أوكرانيا وروسيا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وشدد شولتز الذي خلف، في ديسمبر/كانون الأول، المستشارة المخضرمة أنجيلا ميركل، الأحد، على رفض بلاده إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وقال "لسنوات عديدة، كان للحكومة الألمانية توجه واضح هو أننا لا نقدم (الأسلحة) إلى مناطق الأزمات، وأننا أيضاً لا نقدم أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا".
وتابع أنّ الأمر في الأزمة الحالية يتعلق بـ"منع اندلاع حرب في أوروبا، وهذا ما أدين به لمواطني بلدنا".
كما جدد التأكيد أنّ ألمانيا مستعدة لتجميد خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الرابط بين روسيا وألمانيا، إذا غزت موسكو أوكرانيا.
وأردف "لقد درسنا كل الإجراءات، ولا شيء مستبعداً".
ولدى سؤاله عما إذا كانت واشنطن تعتبر ألمانيا "الحلقة الأضعف" في حلف شمال الأطلسي، أجاب شولتز "هذا انطباع خاطئ ولا يسود في واشنطن".
وزير خارجية أوكرانيا: لا "للتوقعات المفزعة"
في غضون ذلك، وفي الداخل الأوكراني، حثّ وزير الخارجية دميترو كوليبا المواطنين، الأحد، على تجاهل "التوقعات المفزعة" عن غزو روسي وشيك، قائلاً إنّ بلاده قوية وتحظى بدعم دولي غير مسبوق.
وقبل أسبوع، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ أوكرانيا ليست السفينة تيتانيك وهي تغرق، واتهم واشنطن ووسائل إعلام بإثارة الفزع الذي كان عبئاً على الاقتصاد، بينما "لا توجد دبابات في الشوارع".
وقال كوليبا على "تويتر" "اليوم، أوكرانيا تحظى بجيش قوي ودعم دولي غير مسبوق، وإيمان الأوكرانيين ببلادهم... يجب على العدو أن يخشانا، لا أن نخشاه".
Не вірте апокаліптичним прогнозам. В різних столицях прораховують різні сценарії, але Україна готова до будь-якого розвитку подій. Сьогодні Україна має потужну армію, безпрецедентну міжнародну підтримку та віру українців у свою державу. Це ворог має нас боятися, а не ми його.
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) February 6, 2022
وأعلن مسؤولان أميركيان، السبت، أنّ روسيا لديها الآن نحو 70% من القوة القتالية التي تعتقد أنها مطلوبة للقيام بغزو شامل لأوكرانيا، وإنها ترسل المزيد من مجموعات الكتائب التكتيكية إلى الحدود مع جارتها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، إنّ روسيا يمكن أن تتخذ إجراء عسكرياً "في أي يوم من الآن"، لكنها يمكن أن تختار الحل الدبلوماسي.
ولفت كوليبا إلى أنّ "العواصم المختلفة لديها سيناريوهات مختلفة، لكن أوكرانيا مستعدة لأي تطور".
(فرانس برس، رويترز)