ألمانيا: بدء محاكمة لاجئ متهم بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك جنوبي سورية

16 ابريل 2022
اللاجئ متهم بارتكاب جرائم حرب خلال قتاله إلى جانب قوات النظام في المخيم (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد ألمانيا محاكمة جديدة للمتهمين بارتكاب جرائم حرب في سورية، المعني فيها هذه المرة المدعو موفق دواه، وهو لاجئ فلسطيني متهم بارتكاب جرائم حرب خلال قتاله إلى جانب قوات النظام السوري في مخيم اليرموك، جنوبي دمشق عام 2014.

وقال ناشطون سياسيون في ألمانيا إن المدعي العام الألماني أحال دواه للقضاء في برلين، تمهيداً لبدء جلسات محاكمته بتهمة ارتكابه جرائم حرب سابقة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.

وأوضح المحامي أنور البني عبر صفحته في "فيسبوك"، أن المدعي العام أحال بتاريخ الخامس من الشهر الجاري، ملف المتهم دواه على المحكمة، لتحديد موعد لبدء محاكمة علنية له، وأصدر أمس الجمعة بياناً صحافياً حول القرار الاتهامي، حيث وُجهت للمتهم سبع تهم بالقتل، وثلاث تهم بالشروع في القتل، وثلاث حالات تتعلّق بالإيذاء الجسدي الخطير.

ويعد دواه أحد أبرز قادة المجموعات ضمن اللجان الشعبية التابعة لتنظيم "القيادة العامة" الموالية للنظام، ومتهم بمشاركته بجرائم اغتصاب للنساء من مخيم اليرموك في مسجد البشير، ومجزرة "حاجز علي الوحش" التي قتل فيها العشرات، ومسؤوليته المباشرة عن إطلاق قذيفة أربي جي على تجمع للمدنيين أثناء توزيع المساعدات.

وذكر الادعاء العام الألماني في بيان له أن المشتبه به كان عضواً في ما يسمى مليشيا "حركة فلسطين الحرة"، التي كان يقودها المدعو ياسر قشلق، الذي يعمل مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وقام في 23 مارس/ آذار 2014 بمهاجمة حشد من الناس في ساحة الريجة بقذيفة مضادة للدبابات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين. ووجهت إليه سبع تهم بالقتل، وثلاث تهم بالشروع في القتل وثلاث حالات للإيذاء الجسدي الخطير.

وكان ناشطون فلسطينيون أكدوا ارتكاب دواه انتهاكات كثيرة بحق المدنيين في مخيم اليرموك، من بينها إطلاقه قذيفة (أر بي جي) باتجاه تجمع للمدنيين في ساحة الريجة بمخيم اليرموك، خلال توزيع المساعدات الغذائية في أواخر شهر مارس/ آذار 2014، انتقاماً لمقتل أحد أقربائه في معارك مع فصائل المعارضة داخل المخيم، وهو ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين.

ويقول أحد الذين أصيبوا بهذه القذيفة ويدعى عمار حجو، ويبلغ من العمر اليوم 49 عاما في شهادة بصوته متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي إنه أصيب عندما أطلق دواه قذيفة على المتجمهرين عصر ذلك اليوم، مؤكداً أنه سيدلي بشهادته ضد دواه في المحكمة. وأوضح ان دواه كان يتعمّد إهانة الناس عند توزيع المساعدات الإنسانية.

كما قال شاهد آخر من "الهيئة الوطنية لتوزيع المساعدات" التي كانت تنشط في مخيم اليرموك آنذاك إن دواه كان حضر إلى مكان توزيع المساعدات قبل القيام بفعلته بساعات وقام بضرب وإذلال المدنيين من أهالي مخيم اليرموك وهددهم بأنه سينتقم منهم بعد مقتل أحد أقربائه، ليقوم بعد انتهاء عملية توزيع المساعدات وقبيل انصراف المدنيين بارتكاب مجزرة بحقهم.

ويضيف الشاهد الذي نشر شهادته في وقت سابق في موقع "زمان الوصل"، إن دواه حضر بعد يومين من تنفيذه المجزرة لمكان توزيع المساعدات بلباسه العسكري وسلاحه، يسأل عن عدد الأشخاص الذين قتلهم مطلقاً عليهم أقذع وأبشع الألفاظ والشتائم، متوعداً باستهداف آخر للمدنيين من سكان المخيم وقتل المزيد منهم.

وأكد الشاهد استعداده للإدلاء بشهادته هذه أمام أي جهة قانونية ومحكمة أو هيئة قضائية، عندما يطلب منه ذلك.

وكان النظام السوري قد فرض حصاراً محكماً على مخيم اليرموك آنذاك، حيث عانى السكان من نقص في الغذاء والماء والإمدادات الطبية.

مجزرة شارع علي الوحش

ويقول الناشط الفلسطيني أبو مصطفى قاعود لـ"العربي الجديد"، إن دواه الملقب بـ (أبو عكر) كان منخرطا بنشاط مع قوات النظام السوري وأجهزة مخابراته في مجمل مناطق جنوب دمشق وخاصة مخيم اليرموك والحجر الأسود ويلد وببيلا في مواجهة فصائل المعارضة السورية التي تشكلت في تلك المنطقة.

ولفت قاعود إلى وجود العديد من المقاطع المصورة التي ترصد هذه المشاركات ويظهر فيها بسلاحه الكامل، مشيراً إلى أن دواه وآخرين كانوا من المشاركين أيضا في مجزرة شارع علي الوحش في مخيم اليرموك مطلع العام 2014.

وكانت الشرطة الألمانية ألقت القبض على دواه في العاصمة برلين في 4 أغسطس/ آب 2021 وذلك بعد قيام الحكومة بتطبيق قاعدة (الولاية القضائية العالمية) والمتضمنة السماح بملاحقة الجرائم الجسيمة المرتكبة خارج البلاد. ووصل دواه إلى ألمانيا عام 2018، حيث حصل على حق اللجوء، لكن لاجئين آخرين تعرفوا عليه، وقدموا شكاوى لدى السلطات الألمانية.

كما وجهت المحكمة الألمانية في فبراير/ شباط الماضي تهماً أخرى لأحد الأطباء العاملين لدى قوات النظام السوري علاء موسى، تتعلق بتعذيب معتقلين في دمشق وحمص خلال عامَي 2011-2012 إضافة لتهم بالقتل العمد عبر استخدام حقنة قاتلة لسجين قاوم الضرب وفقاً لمدّعين فيدراليين، فيما صدر حكم في إبريل/ نيسان 2021، على ضابط مخابرات سوري سابق بالسجن 4 سنوات ونصف سنة، بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

المساهمون