النتائج الأولية للانتخابات الألمانية: الاشتراكيون الديمقراطيون يعلنون قدرتهم على تشكيل الحكومة المقبلة
بعد إغلاق صناديق الاقتراع في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الأحد، أعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لارس كلينغبيل أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة، في حين أقر المحافظون بـ"خسائر مريرة" في نتائج الانتخابات التشريعية، وفق الأمين العام للحزب بول زيمياك.
وقال كلينغبيل: "لدينا التفويض لتشكيل حكومة. (إن رأس القائمة) أولاف شولتز سيصبح مستشاراً"، وذلك بعدما توقعت الاستطلاعات فوز الاشتراكيين الديمقراطيين بـ26 في المائة من الأصوات مقابل 24 في المائة للمسيحيين الديمقراطيين، الذين تعرضوا لخسارة كبيرة مقارنة بعام 2017، وفق ما أفاد زيمياك.
واعتبر أولاف شولتز عقب صدور الاستطلاعات أن الناخبين الألمان يريدونه "مستشاراً مقبلاً"، متحدثاً عن "نجاح كبير".
وتشير التقديرات الأولية إلى حصول حزب الخضر على 15%، أما الحزب الليبرالي الحر فحقق 11%، والحزب اليميني الشعبوي البديل من أجل ألمانيا 11%، أما حزب اليسار فلم ينل سوى 5% من الأصوات.
هذا ومن المتوقع أن تبقى النتائج الأولية والتوقعات مفتوحة على كافة الاحتمالات، وعلى عكس الدورات الانتخابية النيابية الماضية، لأن أكثر من 40% من الناخبين اقترعوا عبر البريد على مدى الأسابيع الستة الماضية وقبل موعد الانتخابات.
ومن المتوقع أن تكون تأثيرات المناظرات التلفزيونية الانتخابية قد أثارت حفيظة الناخب الألماني خلال الفترة القصيرة الماضية وأثرت في توجهاته الانتخابية، وأيضاً ما تعرض له مرشح الاشتراكي الديمقراطي المحتمل لمنصب مستشار وزير المالية الاتحادي أولاف شولز، من اتهامات، بعد المداهمة التي حصلت من قبل مكتب الادعاء العام أخيراً لوزارته على خلفية عرقلة مسار العدالة في قضية تتعلق بغسل أموال.
إلى ذلك فإن مرشح حزب ميركل رئيس وزراء ولاية شمال الرايت فستفاليا ارمين لاشيت تعرض لهجوم حاد بعد أن التقطته الكاميرات وهو يضحك عند تفقد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال يوليو/ تموز الماضي أماكن الفيضانات للاطلاع على الكوارث التي أصابت جنوب البلاد وأودت بعدد من الضحايا.
في المقابل، فإن الحزب اليميني الشعبوي البديل من أجل ألمانيا عمل عن عمد على رفع المزاج ضد التصويت البريدي، لذلك من المرجّح أن يكون أنصاره قد توجّهوا اليوم إلى صناديق الاقتراع، وهذا يعني أنهم قد يكونوا ممثلين بقوة أكبر في استطلاعات الرأي التي تجريها معاهد الأبحاث المحلية.
وعن مدى حجم تأثير أصوات الناخبين بالبريد، يعتقد رئيس لجنة الانتخابات غيورغ تيل أن الأصوات البريدية هذه الدورة مرتفعة جداً، مشيراً في حديث صحافي إلى أن الأصوات البريدية التي يتم استلامها حتى الساعة 6، موعد إغلاق مراكز الانتخابات، يتم فرزها وعدها من قبل المجالس الانتخابية المشكلة خصيصاً داخل الدائرة الانتخابية.
وكان مرشح الاتحاد المسيحي ارمين لاشيت قد أدلى بصوته مع زوجته قبل ظهر اليوم في مدينته آخن، وتصويته أثار الجدل في وسائل الإعلام بعد أن قام بطي لائحته الانتخابية بشكل فاضح، ما سمح للمصورين برصد إشارات تصويته للعيان، وسيتم التحقق حالياً ما إذا كان هذا السلوك يعد خرقاً لقانون سرية التصويت، علماً أن الخبراء يعتبرون أن الأمر لم يكن متعمداً ولا يجب المبالغة في التقدير، والتصويت صحيح.
أما مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولز فانتخب مع زوجته في مدينة بوتسدام، كما أدلت مرشحة الخضر بصوتها مع زوجها في بوتسدام أيضاً، حيث مكان إقامتها. وكان الرئيس الألماني شتاينماير قد أدلى بصوته صباحاً، وهو الذي كان حث الناخبين في مقال نشرته بيلد اليوم الأحد على المشاركة في انتخابات البوندستاغ، معتبراً أن كل صوت مهم، وأن الديمقراطية تحيا من خلال التداخل والمشاركة، ومن يشارك سوف يتم سماع صوته، ومن لا يشارك في عملية الاقتراع سيدع آخرين يقررون عنه.
وشهد العديد من مراكز الاقتراع إقبالاً كثيفاً على مدى ساعات النهار، وتحدثت التقارير عن أنه من المؤكد أن نسبة الاقتراع تجاوزت انتخابات عام 2017، حتى إن صحيفة "دي فيلت" أفادت بأنه وفي أكثر من مركز اقتراع في العاصمة برلين نفدت لوائح التصويت، وتم تعليق العملية الانتخابية واستدعيت الشرطة لضبط الوضع بعد أن عمت الفوضى المكان، قبل أن يعود الوضع الانتخابي إلى المعتاد.