من المتوقع أنّ يصل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى السعودية، خلال الساعات القليلة المقبلة، في زيارة قال موقع "أكسيوس" الأميركي إنّها ستركّز على مبادرة أميركية لتعزيز مكانة واشنطن في الشرق الأوسط، إضافة إلى ملفات أخرى.
وفي حديثه مع الموقع، قال مصدر مطلع أنّه من المتوقع أنّ يناقش مستشارو الأمن القومي السعودي، والأميركي والإماراتي والهندي الذين سيزورون الرياض أيضاً، مشروع بنية تحتية قد تعمل على ربط دول الخليج وباقي الدول العربية عبر شبكة من السكك الحديدية مع الهند.
وبحسب الموقع، فإنّ هذا المشروع يعتبر من المشاريع المهمة بالنسبة لواشنطن، إذ يعد إحدى المبادرات الرئيسية التي تريد الولايات المتحدة رعايتها في الشرق الأوسط مع تنامي نفوذ الصين في المنطقة.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إنّ المشروع سيكون أحد الموضوعات العديدة التي ستُناقش خلال الزيارة.
وبحسب المصدر، فقد جاءت فكرة هذه المبادرة خلال المحادثات التي جرت على مدار 18 شهراً في منتدى مجموعة "I2U2"، الذي يضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والهند.
وأضاف مسؤول إسرائيلي سابق شارك بشكل مباشر في المناقشات المبكرة حول هذه القضية: "لم يقل أحد ذلك بصوت عالٍ، لكن الأمر يتعلق بالصين منذ اليوم الأول".
وكان سوليفان قد قال، الخميس الماضي، إنه سيلتقي خلال زيارته إلى السعودية ممثلين للهند والإمارات، وسيناقشون "مجالات جديدة للتعاون بين نيودلهي والخليج، وكذلك الولايات المتحدة وبقية المنطقة"، في تصريح قرأه موقع "أكسيوس" على أنه إشارة إلى المبادرة ذاتها.
التهديد الإيراني
وفي تصريحات خلال مؤتمر لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال سوليفان إنّ الولايات المتحدة "ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً"، مضيفاً أنها لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي للتحدي الذي تشكله طهران.
وأضاف أنّه سيزور السعودية للاجتماع مع قادة المملكة. وذكر مصدر لـ"رويترز" أنّ من المتوقع أنّ يجتمع سوليفان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال سوليفان إنّ الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي لبرنامج إيران النووي، وأعرب عن أسفه لقرار الرئيس دونالد ترامب في 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف: "نعم، سنتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً"، معتبراً أنّه "في نهاية المطاف، هذا هو الاختبار الأساسي: عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي. ليس لديهم اليوم ولا يمكنهم امتلاك واحد".
وأشار سوليفان إلى أنّ واشنطن تعمل مع حلفاء، من بينهم إسرائيل، لردع إيران عن تطوير سلاح.
ومضى قائلاً: "سنواصل إرسال رسالة واضحة حول تكلفة وعواقب المبالغة في ذلك، فيما نواصل في الوقت نفسه البحث عن إمكانية التوصل إلى نتيجة بوساطة دبلوماسية، تعيد برنامج إيران النووي إلى الصندوق".
التطبيع مع إسرائيل
وقال سوليفان، حينها، إنّ الولايات المتحدة تعمل جاهدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأضاف: "في نهاية المطاف، الوصول إلى التطبيع الكامل هو مصلحة أمن قومي معلنة للولايات المتحدة. لقد كنا واضحين بشأن ذلك".
وتابع: "الآن، كدليل على جديتي بشأن مدى تركيزنا على هذا، ومدى جدية تعاملنا مع هذا، لن أقول أي شيء آخر كي لا أحبط الجهود التي نبذلها بشأن هذه القضية".
وقلل سوليفان من أهمية التوترات الأميركية مع إسرائيل، التي تطورت منذ تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء مرة أخرى في أواخر العام الماضي.
وكشف عن عقده اجتماعاً عبر دائرة تلفزيونية مع نظيره الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي، وأن نتنياهو شارك في جزء منه. لكنه لم يقل متى سيوجه بايدن دعوة إلى نتنياهو لزيارة واشنطن.