استمع إلى الملخص
- **انتقادات الصحافيين والمحللين**: صحافيون مثل يوسي فيرتر وعاموس هارئيل ينتقدون تصريحات نتنياهو، مؤكدين أنها مليئة بالأكاذيب وأنه يستخدم قضية المحور للحفاظ على مكانته السياسية.
- **تناقضات نتنياهو**: الصحافي ايتمار آيخنر يشير إلى تناقضات نتنياهو، حيث لم يتخذ إجراءات بشأن المحور خلال معظم فترة حكمه، ويركز على عدم سيطرة حماس على غزة أكثر من إعادة المحتجزين.
حمل مؤتمر نتنياهو معلومات مضللة تحدث عنها صحافيون إسرائيليون
جاهر نتنياهو عملياً بنيته احتلال غزة والبقاء فيها
يرى معلّقون أن نتنياهو وضع حداً للآمال بشأن التوصل إلى صفقة تبادل
حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنامين نتنياهو، مساء أمس الاثنين، الدفاع عن تمسّكه بالسيطرة على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بادعاء أنه "أكسجين" حركة حماس، وممر تهريب السلاح الى القطاع، لكنه جاهر عملياً بنيته احتلال غزة والبقاء فيها، في إطار الحديث عن أجندته، والنأي بنفسه عن الاتهامات التي طاولته بأنّ إفشاله المتكرر للصفقة تسبب بمقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة الذين استعادت إسرائيل جثثهم أخيراً، في حين كان يمكن إنقاذهم بصفقة.
وحمل مؤتمر نتنياهو معلومات مضللة وغير صحيحة، أشار إليها عدد من المعلّقين والصحافيين الإسرائيليين اليوم الثلاثاء. واعتبر الكاتب في صحيفة هآرتس تسفي بارئيل أنّ محور فيلادلفيا سُيرصف بجثث المحتجزين الإسرائيليين في الطريق لاحتلال قطاع غزة من جديد، موضحاً أنّ نتنياهو ووزراءه يعلمون أنّ الوجود الإسرائيلي في المحور لم يمنع العمليات ضد أهداف إسرائيلية في الماضي، ولن يمنع ذلك في المستقبل.
وأضاف أنّ نتنياهو لم يطلق النار على رؤوس المحتجزين الستة الذين استعادت إسرائيل جثثهم أخيراً، ولكنه بشكل منهجي خلق الظروف التي أدت إلى هذا القتل، وأن هذه النتيجة المروّعة هي نتاج التصوّر المشوه الذي يعتبر سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا مسألة سياسية استراتيجية، ومن أجل تحقيقها قرر المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، باستثناء وزير الأمن يوآف غالانت، إبقاء القوات الإسرائيلية في المحور، وظهرت نتيجة ذلك في اليوم التالي (أي مقتل المحتجزين الستة).
وأشار بارئيل إلى أن الجيش الإسرائيلي سبق أن سيطر على محور فيلادلفيا، وأن هذه السيطرة لم تساعد في التصدي للعمليات الهجومية، مذكّراً بأنه حتى السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي في غزة بين السنوات 1967 وحتى 2005 (عام فك الارتباط)، لم تمنع إطلاق صواريخ "القسام" وقذائف الهاون من قطاع غزة نحو إسرائيل، واعتبر أن السيطرة على محور فيلادلفيا أو الانسحاب منه بات بمثابة مفتاح يرتبط به مصير المحتجزين الإسرائيليين.
من جانبه، اعتبر الكاتب السياسي يوسي فيرتر في الصحيفة نفسها، أن نتنياهو وضع حداً خلال المؤتمر للآمال بشأن التوصل إلى صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين، وقال إن نتنياهو استعرض محور فيلاديلفيا وكأنه لم يكن هو رئيس الحكومة في آخر 15 عاماً، مشيراً إلى أن مؤتمر نتنياهو كان مليئاً بالأكاذيب التي تجاوزت جميع الحدود. فقد طالب نتنياهو بالوحدة (بين الإسرائيليين)، في حين كان قبل ذلك بساعات قليلة فقط قد هاجم قيادة نقابة العمال (الهستدروت)، واتهمها (بسبب إعلان الإضراب للمطالبة بصفقة)، بمساعدة حركة حماس ورئيسها يحيى السنوار، كما ألغى موقف جميع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية بشأن إمكانية مغادرة محور فيلادلفيا والعودة إليه لاحقاً.
من جانبه، أكد المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هارئيل مجدداً أن نتنياهو غير معني بالتوصّل إلى صفقة، مضيفاً أن معارضي الصفقة قرروا في الآونة الأخيرة التشديد على أن البقاء في محور فيلادلفيا قضية مصيرية لأمن إسرائيل، على الرغم من أنهم لم يذكروا ذلك على مدار 18 عاماً، كما أنهم يحذرون من استمرار حكم حركة حماس لغزة، ومن تجدد تدفّق الوسائل القتالية من سيناء إلى القطاع، مضيفاً أن الحريديم (التيار اليهودي الديني القومي)، يرون فرصة لن تتكرر لتحقيق جميع أحلامهم المتطرفة، من قبيل إقامة مستوطنات في قطاع غزة من جديد، وتفكيك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وربما أيضاً تهجير سكان (فلسطينيين) من هناك، وأن نتنياهو تحت غطاء المصالح الأمنية، يدافع بالأساس عن مكانته السياسية، ويكافح للحفاظ على ائتلافه الحاكم، والذي قد يتضعضع في حال الموافقة على صفقة.
بدوره، أفاد الصحافي والكاتب ايتمار آيخنر في صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بأنه، على مدار أكثر من ربع ساعة، حاول نتنياهو، مساء أمس أيضاً، الإقناع بأهمية محور فيلادلفيا وقرار البقاء فيه، في الوقت الذي تظاهر فيه آلاف الإسرائيليين في مناطق مختلفة طلباً لإبرام صفقة مع حركة حماس تعيد المحتجزين الإسرائيليين. ولفت الكاتب إلى بعض الأمور غير الدقيقة التي تحدث عنها نتنياهو، بالتذرّع بأنه لم تكن هناك شرعية دولية لاحتلال غزة في السابق والسيطرة على رفح، ولكن في كتابه الذي نشره قبل نحو عامين، كتب أنه هو بنفسه لم يدعم تلك الفكرة.
كما ذكر نتنياهو أنه أشار إلى أهمية محور فيلادلفيا قبل نحو 20 سنة، عندما أعلن رئيس الحكومة الراحل أرييل شارون فك الارتباط، ولكن في معظم السنوات منذ ذلك الوقت، وعلى مدار نحو 14 سنة كان فيها نتنياهو نفسه رئيس الحكومة، لم يفعل شيئاً إزاء المحور، كما أنه سبق أن صوّت لصالح فك الارتباط. ولم يذكر نتنياهو في خطابه أنّ مسؤولين في المؤسسة الأمنية يرون أنه لن يكون بالإمكان حفر أنفاق جديدة خلال الـ42 يوماً من الانسحاب وفق مقترح الصفقة، كما أن المصريين أغلقوا معظم الأنفاق من جهتهم. وذكر الكاتب أن اعتبار نتنياهو محور فيلادلفيا أنبوب أكسجين (لحركة حماس) ليس دقيقاً.
وذكر الكاتب أنه خلال المؤتمر الصحافي، شدد نتنياهو على أنه وافق على مقترح في مايو/ أيار الماضي، وكذلك على المقترح الأميركي في أغسطس/ آب، لكنه فعلياً تجاوز الحديث عن ورقة التوضيحات في 27 يوليو/ تموز، والتي تسببت عملياً بإحباط أي احتمال للتوصل إلى صفقة. ولدى رده على سؤال بشأن معنى النصر المطلق، اعتبر نتنياهو "النصر المطلق" عدم سيطرة حماس على غزة، وتجاهل الحديث عن إعادة المحتجزين الإسرائيليين كجزء من "النصر"، ما قد يشير إلى نواياه الحقيقية.