تشهد الساحة الأفغانية موجة تصعيد جديدة تخللتها هجمات لحركة "طالبان" خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما تراوح المفاوضات الأفغانية بالدوحة مكانها دون حدوث أي تقدم بالحوار بين أعضاء لجنة التواصل التي تسعى لوضع خطة عمل لوفدي الحكومة والحركة.
وقتل 28 عنصراً من الجيش الأفغاني في إقليم أورزجان جنوبي البلاد، بينما تضاربت الروايات بشأن مقتله، ليل أمس الأربعاء. وتقول السلطات الأفغانية إنّ هؤلاء الجنود أعدموا رمياً بالرصاص بيد "طالبان"، بعد أن استسلموا وألقوا سلاحهم طواعية أمام مسلحي الحركة.
وقال الناطق باسم الحكومة المحلية في الإقليم زركي عبادي، إنّ حركة "طالبان" شنت هجمات موسعة على مناطق مختلفة من الإقليم، خلال الأيام الماضية، وكان مسلحوها قد حاصروا مراكز أمنية منذ عدة أيام.
وأضاف عبادي، في تصريحات، أنّه ونتيجة للحوار بين المسلحين وعناصر الجيش المحاصرين وافقت الحركة على استسلامهم وصادرت أسلحتهم، مشيراً إلى أنها رغم ذلك قامت بتصفية العناصر رمياً بالرصاص.
في المقابل، نفت "طالبان" الرواية الحكومية، قائلة، في بيان، إنّ هؤلاء العناصر من الجيش قد قتلوا في مواجهات مسلحة بين الطرفين، ولم تتم تصفيتهم كما تدعي الحكومة.
وكان 14 عنصراً من الجيش قد قتلوا، قبل يومين، أيضاً جراء عمليات شنتها "طالبان" في المديرية نفسها.
من جهة ثانية، قالت مصادر قبلية في المديرية لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحي الحركة استولوا على معظم مناطق مديرية غيزاب ما عدا مقر الحكومة المحلية، إثر معارك ضارية مع القوات الأفغانية.
في غضون ذلك، تعرضت مديرية هسارك بإقليم لوجر لهجوم عنيف شنته "طالبان"، صباح اليوم الخميس، حيث تمكن مسلحو الحركة من إسقاط موقعين أمنيين.
وأشارت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين بينما وصلت تعزيزات جديدة للجيش الأفغاني إلى المنطقة.
إلى ذلك، زار قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر برفقة وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي إقليم قندهار جنوبي أفغانستان، لتفقد الوضع الأمني هناك.
وقال ميلر، في تصريحات صحافية، إنّ"طالبان صعّدت من هجماتها في مختلف مناطق البلاد بشكل غير مسبوق وملحوظ في هذه الأيام"، مضيفاً أنّ "الجميع يراقبون هذا الوضع"، مطالباً مرة أخرى حركة "طالبان" بخفض وتيرة العنف.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد أكد، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ وقف إطلاق النار وتوافق الطرفين عليه من أولويات عمل حكومته.
وقال غني، في كلمة له عبر "فيديو كونفرانس"، أمس الأربعاء، إنّ "الحكومة والشعب الأفغانيين يتطلعان إلى نجاح المفاوضات بين الطرفين في الدوحة، ومن الضروري جداً التوافق على وقف إطلاق النار لأنه سيضمن نجاح الحوار"، مؤكداً أنّ بلاده تواجه ملفات شائكة عديدة ولكن من أولوياته توافق أطراف الصراع على وقف إطلاق النار.
وعلى صعيد المفاوضات الجارية في قطر، كشفت مصادر مقربة من المفاوضات، لـ"العربي الجديد"، أنّ لجنة التواصل بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" تستمر في أعمالها من أجل وضع خطة عمل ووضع أصول للحوار، ولكن في الاجتماعات الأخيرة لم يحصل أي تقدم، إذ يصر كل طرف على رؤيته، لكنهما وافقا على استمرار النقاشات بهذا الشأن.