أعضاء في الكونغرس يطالبون بايدن بوقف إطلاق النار في غزة ويحذّرون من مجاعة

01 مارس 2024
ناشد أعضاء الكونغرس الرئيس بايدن لمنع عملية عسكرية إسرائيلية في رفح (العربي الجديد)
+ الخط -

قدّم أعضاء في الكونغرس الأميركي، الخميس، طلباً إلى الرئيس جو بايدن يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ومنع عملية عسكرية إسرائيلية في رفح (جنوب)، مناشدين بعقد اجتماع بشكل عاجل مع الرئيس قبل إلقائه خطاب حالة الاتحاد.

وخطاب حالة الاتحاد، المنتظر هذا العام في السابع من مارس/آذار، هو خطاب سنوي تقليدي في الولايات المتحدة يلقيه الرئيس أمام جلسة مشتركة للكونغرس، بمجلسيه النواب والشيوخ، بحضور أعضاء السلطات الثلاث؛ التشريعية والتنفيذية والقضائية.

وعقد 10 أعضاء بالكونغرس الأميركي، الخميس، مؤتمراً صحافياً أمام مبنى الكونغرس طالبوا خلاله بوقف عاجل لإطلاق النار في غزة، وحثوا الرئيس بايدن على استخدام نفوذ الولايات المتحدة لمعارضة أي قصف على رفح من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء، مع ضرورة تسهيل التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، خاصة مع اقتراب شهر رمضان وتزايد التقارير عن وفاة أطفال بسبب الجوع.

وقف إطلاق النار "إلتزام أخلاقي"

وقالت عضو الكونغرس كوري بوش في كلمة لها: "نحن هنا لنقول إن الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي باستخدام قوتها لوقف خطط الحكومة الإسرائيلية للهجوم على رفح، حيث طُلب من أكثر من مليون فلسطيني البحث عن ملجأ، رغم أن رفح هي آخر ما تبقى في غزة، وفيها نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني".

وأضافت أنه "رغم الإشارة إلى رفح على أنها منطقة آمنة، إلا أنها ليست آمنة على الإطلاق، حيث لا توجد أماكن كافية للنوم، وتنام العائلات في حظائر الدجاج أو أي مكان آخر، بالإضافة لانتشار مجاعة هناك، وعدم وجود أطباء وما يكفي من إمدادات طبية، وتم تدمير كل شيء، وقد تحولت المدينة إلى أنقاض والجثث مكدسة تحتها".

وشددت بوش على أنّ وقف إطلاق النار الفوري والدائم، "هو الطريقة التي يمكننا من خلالها تزويد الأطفال والمدنيين الآخرين في غزة بالمساعدات الإنسانية الضخمة الذين هم في أمسّ الحاجة إليها"، مشيرة إلى أنه "بينما يقوم الجيش الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة بتدمير المنطقة ويخطط لاحتلالها فإنه ليس هناك ضمان نهائي بأنه سيسمح لأي شخص بالعودة".

"على بعد خطوة من المجاعة"

ومن جانبها قالت عضو الكونغرس الأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طليب، إنّ "غالبية الشعب الأميركي معنا يطالب بوقف إطلاق النار"، داعية الرئيس بايدن لاتباع إرادة الشعب الأميركي واتخاذ قرار فوري، مضيفة أن الناس في "جميع أنحاء العالم من مختلف الخلفيات والدول والأعراق يشاهدون ما يحدث في غزة، وقرروا أنه لم يعد بإمكانهم البقاء صامتين".

وأضافت، في كلمتها في المؤتمر الذي عقد أمام مبنى الكونغرس، أنه "خلال الأسابيع القليلة الماضية، سمعنا الكثير عن مدى قلق وانزعاج الرئيس وإدارته من تصرفات الحكومة الإسرائيلية. ورغم ذلك فإننا واصلنا استخدام حق النقض (فيتو) على قرارات في الأمم المتحدة ثلاث مرات تدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري".

وتابعت "نطالب أن نعطي الأولوية الآن لحياة الفلسطينيين، وإنقاذ الأرواح الموجودة هناك، والعديد منهم من النساء والأطفال"، مشددة على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار، إذ "لا يوجد أي شيء إنساني في وقف إطلاق النار مؤقتاً ثم استئناف القصف والقتل مرة أخرى".

واستعانت طليب بأرقام الأمم المتحدة، لافتة إلى أنّ "576 ألف شخص في غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، مذكّرة بأنّ "استخدام التجويع كسلاح في الحرب يعد جريمة حرب لا يمكن إنكارها"، مشيرة إلى أنّ استمرار التواطؤ مع تلك القرارات "جريمة حرب أخرى".

وأردفت: "يجب أن نقول من الضروري وقف إطلاق النار الآن، وأن نقول أيضاً أطلقوا سراح الرهائن، وهذه ليست مطالب متعارضة، والبديل لذلك استمرار الموت والدمار، ويجب علينا اختيار الحياة على الموت".

"مزيد من الضحايا"

من جانبها، قالت عضو الكونغرس جان شاكوفسكي: "أنا يهودية أميركية، وأقول يتعين علينا إنهاء هذه الحرب والوقف الدائم والفوري لإطلاق النار، وسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاطئة، والهجوم على رفح يعني المزيد من الضحايا".

وأضافت أنّ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل "كان خطأ، لكننا الآن نرى 30 ألف شخص في غزة قتلوا بالفعل، وخطة الهجوم على رفح ستؤدي لمزيد من الوفيات"، وشددت على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة وقوفها مع زملائها وأغلب الأميركيين للمطالبة بوقف الحرب على غزة.

من جانبها، عبّرت عضو الكونغرس، آيانا بريسلي، التي بكت خلال حديثها عن معاناة الناس في غزة، عن شعورها بـ"الخيانة والخجل مما يحدث"، وتساءلت "ماذا حدث لإنسانيتنا ونحن نرى عمليات القتل للأطفال والنساء والأبرياء، ومتي ستتوقف الولايات المتحدة عن دعمها الكامل لحكومة إسرائيل التي تتجاهل القوانين الدولية، وتتعامل بتجاهل لحياة الأبرياء"، مشددة على أن الدبلوماسية هى الطريق الوحيد إلى الأمام.

 آيانا بريسلي (العربي الجديد)
النائبة آيانا بريسلي (العربي الجديد)

بدورها تساءلت عضو الكونغرس الأميركي إلهان عمر: "أين المساءلة على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ومن سيكون لديه الشجاعة للتحدث علناً ضد هذه الوحشية"، لافتة إلى أنه "يتم توثيق هذه المأساة وجرائم الحرب بدقة من قبل صحافيين ومنظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة".

ووصفت عمر ردود فعل القادة السياسيين الأميركيين بأنها "تقاعس غير مبرر"، والخطاب حول حقوق الإنسان بأنه "فارغ وأجوف لأنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لتعزيزه"، وأشارت إلى أنّ "سياسات إدارة بايدن تفشل في الضغط على إسرائيل، ورغم ذلك تواصل تقديم مساعدات عسكرية غير مشروطة".

وقالت: "لا يمكن لهذه الإدارة أن تدعي أنها وسيط صادق للسلام، بينما تعطي الضوء الأخضر لارتكاب المذابح ضد الفلسطينيين".

وطالب أعضاء الكونغرس، بضرورة وقف دائم للإطلاق النار يضمن السلام للفلسطينيين والإسرائيليين، مع وقف التمويل العسكري لإسرائيل، وإنهاء الحماية التي تقدمها أميركا لها في الأمم المتحدة، واستخدام كامل النفوذ الأميركي من أجل تأمين إطلاق جميع اللأسرى والمتحجزين في غزة، ودعم زيادة جذرية في المساعدات الإنسانية.

المساهمون