أطراف الاتفاق النووي تجتمع في فيينا... ولقاء أميركي إيراني في نيويورك

19 مايو 2021
تتواصل اليوم المحادثات في فيينا (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ستعقد اجتماعاً، اليوم الأربعاء، موضحة أنّ اللجنة "ستواصل بحث العودة المحتملة للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وطريقة الاطمئنان لتنفيذ كامل ومؤثر للاتفاق".

والاجتماع الذي ينعقد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية للدول الأعضاء بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، هو الثاني من نوعه في الجولة الرابعة من مباحثات فيينا. 

وعن أجندة اجتماع اليوم، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، للتلفزيون الإيراني، إنّ المشاركين فيه سيبحثون مجمل نتائج المباحثات في الجولة الرابعة، مشيراً إلى "تقدم جيد حصل" خلال أسبوعين من التفاوض بهذه الجولة.

إلا أنّ عراقجي أكد أنّ "عدة قضايا أساسية بقيت عالقة وهي تحتاج إلى إجراء المزيد من النقاش بشأنها واتخاذ القرار حولها في العواصم"، مشيراً إلى أنّ الوفود ستعود بعد اجتماع اليوم إلى عواصمها وتستأنف لاحقاً اجتماعاتها للوصول إلى نتيجة بشأن تلك القضايا التي لم يكشف عنها.

من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، خلال جلسة حكومية، أنّ "خطوات كبيرة" اتخذت في مباحثات فيينا، مخاطباً الإيرانيين بالقول "أعد الشعب الإيراني أن نهاية مباحثات فيينا ستكون انتصار هذا الشعب".

وهاجم روحاني منتقدي المباحثات النووية في فيينا من المحافظين، متهماً إياهم بأنهم "منزعجون من رفع العقوبات" عن الشعب الإيراني، مشدداً على أنّ الوفد الإيراني يجري المفاوضات بناء على تعليمات وتوجيهات المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي. 

وطيلة أسبوعين بعد انطلاق الجولة الرابعة، في السابع من الشهر الجاري، استمرت اجتماعات اللجان الثلاث المنبثقة عن هذه المباحثات، كما أجرت الوفود مشاورات ولقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف، فضلاً عن لقاءات مستمرة لمجموعة 1+4 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) مع الوفدين الإيراني والأميركي على حد سواء.

وبدأت مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن، لإحياء الاتفاق النووي، في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، وانطلقت جولتها الرابعة في السابع من الشهر الحالي، إذ عقدت اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في هذا اليوم اجتماعاً على مستوى مساعدي وزراء الخارجية. 

وكان أكثر من 200 برلماني إيراني محافظ، أصرّوا، الثلاثاء، في بيان، على ضرورة رفع جميع العقوبات من دون استثناء، مع ربط عودة إيران إلى تنفيذ تعهداتها النووية بهذا الشرط، محذرين الحكومة الإيرانية من القبول برفع جزئي للعقوبات.

وأكد البرلمانيون رفضهم "تجزئة العقوبات وتقسيمها لتبقي جزءا من الضغوط الاقتصادية على الشعب الإيراني وتمنع من انتفاعه اقتصاديا أو تخل بذلك"، مشيرين إلى أنه "إذا لم ترفع العقوبات 100 في المئة، فذلك يعني أنه لم ترفع أي عقوبة والقبول ببقاء جزئها يعني تأكيد شرعيتها".

وبخصوص مباحثات فيينا، أكد بيان البرلمانيين أنها "تؤكد أن أميركا وأوروبا لم تبديا الإرادة الجادة لرفع كل العقوبات"، متهمين كلتيهما بالسعي لـ"فرض اتفاق على إيران يتضمن قيودا أكثر على الأنشطة النووية ويمهد لمفاوضات على السياسات الإقليمية والقدرات الدفاعية".

لا اختراقات كبيرة 
من جهته، نفى رئيس الوفد الروسي لمباحثات فيينا، ميخائيل أوليانوف، صحة ما نقلت عنه، بعض وسائل الإعلام، أمس الثلاثاء، بشأن تحقيق "انفراجات رئيسية"، قائلا إن "القضايا العالقة لاتزال قائمة".

وغرّد أوليانوف على "تويتر": "لم أقل إن هناك انفراجة في مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي، لكنني قلت إنني أعتقد أنه تم إحراز تقدم مهم، وهذا صحيح، لكن القضايا العالقة لا تزال قائمة، ويحتاج المفاوضون إلى مزيد من الوقت والجهد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

وكانت وسائل إعلام إيرانية ومنصات تواصل اجتماعية قد نقلت عن أوليانوف في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي" الناطقة بالفارسية، قوله إنه تحققت "اختراقات رئيسية" في محادثات فيينا، متوقعا "الإعلان عن أنباء مهمة غدًا"، أي اليوم الأربعاء.

لقاء أميركي إيراني
في الأثناء، كشفت الصحافية الأميركية، لوا روزن، عبر حسابها على "تويتر" عن أن السيناتور الأميركي الديمقراطي، كريس ميرفي، قد أجرى، أمس الثلاثا،ء لقاء مع رئيس البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي.

وعن أجندة المباحثات، قالت روزن أنها بحثت الاتفاق النووي والحرب في اليمن والإفراج عن السجناء الأميركيين في إيران.

وبدوره أكد الملحق الصحافي في البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة في نيويورك، شاهرخ ناظمي، صحة الأنباء بشأن لقاء ميرفي وتخت روانجي، قائلاً إنه كان لقاء افتراضياً، تم مساء الثلاثاء، مشيراً إلى أنّ المسؤول الإيراني شدد على ضرورة رفع واشنطن جميع العقوبات بعناوينها المختلفة. 

وأضاف أنّ رئيس البعثة الإيرانية أكد، للسيناتور الأميركي، أنّ "الجمهورية الإسلامية مع الحل السلمي في الأزمة اليمنية"، مشدداً على أنّ "الحل يجب أن يتضمن رفعاً كاملاً للحصار عن اليمنيين وإرسال المساعدات الإنسانية بدون عقبات ووقف إطلاق النار". 

كما أوضح ناظمي أنّ المسؤول الإيراني أشار، خلال اللقاء، إلى "جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني وارتكابهم مجازر وعرقلة الإدارة الأميركية إصدار مجرد بيان في مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار".

ولفت إلى أنّ المباحثات تناولت أيضاً مسألة السجناء، قائلاً إنّ تخت روانجي أكد في هذا الخصوص أن موقف الجمهورية الإسلامية "هو تبادل شامل للسجناء بين البلدين".

من جهته، أصدر السيناتور الأميركي كريس ميرفي بياناً تناول اجتماعه مع رئيس البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، قائلاً إنه طالب إيران بأن تكون لديها "جدية" في مباحثات فيينا و"أن تضغط على الحوثيين لوقف الحرب في اليمن وأن تطلب من حماس القبول بوقف إطلاق النار وأن توقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل وأن تفرج عن (السجين الأميركي اليهودي) مراد طاهباز".