أسرى محرَّرون احتُجزوا في سجن جلبوع يروون تفاصيل عن السجن

08 سبتمبر 2021
شُيِّد السجن عام 2004 على الطريقة الإيرلندية (Getty)
+ الخط -

يروي عدة أسرى فلسطينيين محرَّرين تجربة اعتقالهم في سجن جلبوع الذي فرّ منه الأسرى الستة، مؤكدين أن السجن يُعَدّ أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً ومراقبة، إذ يعتبر النسخة الأخيرة في صناعة المنظومة الأمنية في السجون الإسرائيلية.
وأكد الأسير المحرر جمعة التايه الذي أمضى 25 عاماً في السجون، وعاش تجربة الاعتقال في سجن جلبوع خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن السجن شُيِّد كأحد أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً بعد الاستعانة بالخبرات الأمنية العالمية التي جلبت من أوروبا وأميركا.
ويوضح التايه، وهو من قرية كفر نعمة غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وتحرر قبل نحو عام ونصف من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل المبنى، قائلاً إن السجن محاط بسور خارجي مقوس يبلغ ارتفاعه نحو 8 أمتار، فيما يأتي خلف السجن شارع زُرعت فيه كاميرات مراقبة، إضافة إلى أربعة "أشياك" ومجسات كهربائية وكلاب بوليسية وأبراج عسكرية للمراقبة.

ويؤكد التايه بحكم الفترة التي احتجز فيها هناك أن غرف السجن محكمة الإغلاق، إذ "صنعت من الإسمنت والحديد المقوى، وفيها طبقات من الأشياك، وتوجد فيها مراقبة أمنية على مدار اللحظة"، إضافة إلى إجراء مصلحة السجون فحصاً وعداً يومياً لثلاث مرات، عدا عن جولات التفتيش والتشديد في أثناء الزيارات والفورات (خروج الأسرى لساحة السجن).
وقال التايه إن إسرائيل جلبت كل الخبرة والعقلية الأمنية ووضعتها بسجن جلبوع الذي افتتحته عام 2004، مؤكداً أنّ في السجن 5 أقسام، في كل قسم يعيش نحو 80 أسيراً من جميع الفصائل المعترف بها من قبل إدارة السجون والمتوافق عليها فصائلياً، مشيراً إلى أن أسرى السجن من مناطق شمال الضفة الغربية وفلسطينيي الداخل، مع وجود عدد قليل من باقي الضفة، فيما يعيش في كل غرفة أسرى من ذات الفصيل.
وبرغم ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من عمليات إذلال وممارسات وإخضاعهم للتفتيش العاري على مدار اللحظة لسحق الأسير، إلا أن التايه يؤكد أن الاحتلال لم يفلح بكسر إرادة الأسرى، رغم أنه "في علم المنطق ليس سهلاً أن يحفر الأسرى نفقاً من بين كل هذه التحصينات، لكنهم تمكنوا من فعلها، وهم أسرى مثقفون ويمتلكون الوعي والإرادة، إلى أن حققوا ما أرادوا".
ويروي الأسير المحرر أمجد عرفة الذي خاض تجربة الاعتقال في سجن جلبوع قبل 13 عاماً، قائلاً إن الإجراءات الأمنية في سجن جلبوع قوية، حيث يُعَدّ الأسرى 3 مرات يومياً (الأولى في ساعات الفجر والثانية في فترة الظهيرة والثالثة في فترة المساء قبل إغلاق الأقسام).
وبحسب ما قال عرفة في حديث مع "العربي الجديد"، فإن السجانين وضباط الأمن الإسرائيليين يدخلون لعدّ الأسرى، فيما يجب على كل أسير أن يقف على رجليه للتأكد من عدم وجود نقص في عدد الأسرى، وللتأكد من أنهم أحياء، إضافة إلى أن إدارة سجون الاحتلال تنفذ العد الإضافي في حال حدوث شبهات.
ويؤكد عرفة فحص مصلحة السجون نوافذ الغرف مرة أو مرتين يومياً، كذلك يفحص السجان أماكن الشبهات في الجدران من طريق ضربها للتأكد من عدم وجود حفريات أو فراغات، مشيراً إلى أن حدوث حفريات داخل السجن يُعَدّ من ضرب الخيال، لأن النوافذ مصنوعة من الفولاذ، ولا توجد أي أدوات لاختراقها، إلا أن سلطات الاحتلال تحاول ترسيخ فكرة انعدام إمكانية الهروب بسبب التحصين الأمني.

ولا تكتفي سلطات السجون بكل تلك الإجراءات، بل إنها قد تنفذ تفتيشات ليلية دون سابق إنذار. وبحسب عرفة، فإنه غالباً ما تحدث مواجهة بين الأسرى وسلطات السجون الذين يستعينون بوحدة "المتسادا" الخاصة، التي تقمع الأسرى برشّهم بالغاز.
وتفاخرت سلطات الاحتلال ببناء سجن جلبوع عام 2004 على الطريقة الإيرلندية، واصفة إياه بأنه أكثر السجون تحصيناً، وخصصته للأسرى المحكومين بأحكام عالية، بحسب ما أفاد الأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة سعيد بشارات.
وأشار بشارات الذي عاش تجربة الاعتقال في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن سلطات الاحتلال تفاخرت ببناء السجن واحتفت به الصحف الإسرائيلية، لكن الأسرى في إحدى المرات تمكنوا من قصّ فولاذ النافذة ووضعوا هاتفاً نقالاً خلفه، وهو ما أثار دهشة إدارة السجن حينها.
وأكد بشارات أن هروب الأسرى الستة من هذا السجن يعتبر سقوطاً لقلعة أمينة إسرائيلية محصنة، وهو الأمر الذي يعتبر قاسياً على الاحتلال، بحسب قوله.

المساهمون