- أردوغان يؤكد على استمرار الجهود الدبلوماسية للفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة وقف النار ودعم إقامة دولة فلسطينية.
- تركيا قدمت أكثر من 45 ألف طن من المساعدات لفلسطين وفرضت عقوبات على إسرائيل، مع التأكيد على أهمية تجديد الاهتمام بقضية غزة.
عقد اجتماع مغلق بين أردوغان وهنية في مكتب الرئاسة بقصر دولمة بهجة
الزيارة هي الأولى التي يلتقيان خلالها وجهاً لوجه منذ يوليو 2023
اللقاء بحث جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وتوصيل المساعدات
أردوغان شدد على أهمية وحدة الصف الفلسطيني خلال هذه المرحلة
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، في إسطنبول، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وجرى عقد اجتماع مغلق بين الجانبين في مكتب الرئاسة بقصر دولمة بهجة في إسطنبول، وفق ما أوردته وكالة الأناضول. وذكرت وسائل إعلام تركية أن اللقاء بين هنية وأردوغان بدأ بعيد الساعة 14:30 (11:30 توقيت غرينتش) في قصر دولمة بهجة على ضفاف البوسفور.
وعن تفاصيل ما جرى خلال اللقاء، ذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية في بيان أن "أردوغان وهنية بحثا خلال اللقاء الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة". كما بحث اللقاء، وفق البيان، "ما يجب القيام به لضمان توصيل المساعدات الإنسانية الكافية ودون انقطاع إلى غزة، والقضايا المتعلقة بعملية سلام عادلة ودائمة في المنطقة".
وأكد أردوغان لهنيّة أن "تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتشدد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية".
كما أكد الرئيس التركي لهنية أن "إسرائيل ستدفع حتماً يوماً ما ثمن الظلم الذي تمارسه على الفلسطينيين". وذكر أردوغان أن "تركيا ستواصل طرح موضوع المجازر المرتكبة في غزة على كافة المحافل، وبذل كافة الجهود من أجل إقامة دولة فلسطين المستقلة، التي تعد مفتاح السلام الإقليمي، وإحلال السلام الدائم في المنطقة".
وشدد الرئيس أردوغان في لقائه مع هنية على "الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني في التحرك خلال هذه المرحلة". وذكر أن أقوى رد على إسرائيل والطريق إلى النصر "يمر من خلال الوحدة والاتحاد، وأنه ينبغي طرح قضية فلسطين المشروعة وحقائقها ضد إسرائيل التي تضلل الرأي العام الدولي".
وأشار أردوغان إلى أن "تركيا تواصل مساعداتها الإنسانية للفلسطينيين من أجل تخفيف معاناتهم قدر الإمكان، مؤكداً إرسال أكثر من 45 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة حتى الآن (منذ أكتوبر الماضي)، وفرض تركيا سلسلة من العقوبات ضد إسرائيل، بما فيها قيود تجارية".
أردوغان يعزي هنية
وفي إشارة إلى التصعيد بين إسرائيل وإيران، أشار الرئيس أردوغان إلى أن ما حدث لا ينبغي أن يحقق مكاسب لإسرائيل.
وأكد في هذا الإطار ضرورة القيام بأعمال من شأنها تسليط الضوء على قضية غزة مجدداً من أجل منع تبدد الجو السائد في الغرب ضد الهجمات الإسرائيلية. كما أعرب الرئيس أردوغان، خلال اللقاء، عن تعازيه لهنية في أبنائه وأحفاده الذين استشهدوا جراء هجمات إسرائيلية على قطاع غزة.
وحضر اللقاء من الجانب التركي، وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، وكبير مستشاري الرئيس في السياسة الخارجية والأمن السفير عاكف تشاغطاي قليتش، وكبير مستشاري الرئيس سفر طوران.
وعن الجانب الفلسطيني، حضر اللقاء رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، والعضوان في المكتب السياسي للحركة خليل الحية وزاهر جبارين، والمسؤول في حماس موسى عكاري.
وكانت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية "تي آر تي" قد كشفت قبل ذلك، أنّ أردوغان ناقش مع هنية جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى هناك.
وقال مكتب الرئاسة التركية إنه من غير المقرر عقد أي مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الأول بين الرجلين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان أردوغان قد أكد أمس الجمعة هذه الزيارة، وهي الأولى التي يلتقيان خلالها وجهاً لوجه منذ يوليو/ تموز 2023، من دون أن يكشف الهدف منها. وقال للصحافيين: "دعونا نحتفظ بجدول الأعمال لنا وللسيد هنية". وقالت حركة حماس في بيان نشر مساء الجمعة عند وصول هنية إلى إسطنبول إن الحرب في قطاع غزة ستكون على جدول أعمال المحادثات.
ووصل هنية مساء الجمعة على رأس وفد من حماس إلى إسطنبول، وهي من بين أماكن إقامته منذ عام 2011، والتي لم يزرها رسمياً سوى في يناير/ كانون الثاني، منذ بدء الحرب في غزة. وكان قد التقى حينذاك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي اجتمع معه مطولاً أول أمس الأربعاء في الدوحة.
وقال فيدان خلال زيارته للدوحة الأربعاء إنّ ممثلي حماس "كرروا له أنهم يقبلون بإنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967"، وبالتالي، ضمنياً وجود دولة إسرائيل "والتخلي عن الكفاح المسلح بعد إنشاء الدولة الفلسطينية".
وأوضح فيدان أنّ "حماس لن تحتاج بعد ذلك إلى وجود جناح مسلح وستستمر في الوجود كحزب سياسي"، معرباً عن سعادته بتلقي مثل هذه الرسالة. ونقل الوزير التركي أيضاً لمحاوريه "مخاوف الغربيين" الذين يعتبرون حماس حركة إرهابية "ويشبهونها بداعش".
وتعتبر تركيا من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وحركة حماس، لكنها لم تلعب دوراً في الوساطة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية. وتأتي زيارة هنية هذه في وقت قالت قطر التي تقوم بدور محوري في المفاوضات بين إسرائيل وحماس إنها تريد "تقييم" دورها بينما تراوح المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مكانها.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)