أردوغان يلتقي ماكرون لـ"توضيح مسائل في الخلاف": سورية وليبيا ضمن المناقشات
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بهدف "توضيح" مسائل عدة تتعلق بالخلاف بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" نقلاً عن قصر الإليزيه.
واستمر الاجتماع الثنائي 45 دقيقة في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل قبل البداية الرسمية لقمة الحلف. وقالت الرئاسة الفرنسية إنه كان "مكثفا وتناول مسائل في العمق".
وأوضح الإليزيه أن "الرئيسين أرادا مناقشة كل الموضوعات بعمق"، لافتا إلى أنهما أعربا عن "نية (إحراز) تقدم معا بالنسبة إلى سورية وليبيا"، وهما موضوعان خلافيان بين البلدين.
وبحسب المصدر نفسه، ذكر ماكرون أيضا "نيته (إجراء) توضيح استراتيجي بين الحلفاء حول القيم والمبادئ والقواعد داخل حلف الأطلسي".
وقال الإليزيه إنه "جرى توضيح (الموقف) حول الإسلام" خلال الاجتماع. وفي ما يتصل بفابيان أزولاي، الفرنسي المحكوم بالسجن 16 عاما من جانب القضاء التركي لحيازته مخدرات، طلب ماكرون من نظيره "السماح بعملية نقل سريعة" له إلى فرنسا، وفق الرئاسة.
وعقب الاجتماع، كتب الرئيس الفرنسي على "تويتر" أنه يريد "المضي قدما" مع تركيا نحو "علاقة مشروطة ومحترمة".
En amont du sommet de l'OTAN, j’ai eu un long échange en tête-à-tête avec le Président Erdogan. Pour avancer avec clarté, respect et exigence. pic.twitter.com/dIYw8sWyn4
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) June 14, 2021
ويعد هذا أول اجتماع بين ماكرون وأردوغان منذ أن بلغ الخلاف بين البلدين ذروته في أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما شكك أردوغان في صحة ماكرون العقلية.
كما أجرى أردوغان بعد ذلك لقاء ثنائيا مع نظيره الأميركي جو بايدن، ذكرت وكالة "الأناضول" أنه استغرق 45 دقيقة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وعقب اللقاء الثنائي، بدأ اجتماع على مستوى وفدي البلدين. وقبيل بدء الجلسة الرئيسية لقمة حلف شمال الأطلسي، تبادل أردوغان أطراف الحديث لمدة وجيزة مع بايدن.
وفي لقاء آخر، اتفق أردوغان مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على تعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات عدة، بما فيها التجارة والدفاع.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية أن جونسون وأردوغان بحثا بشأن مكافحة جائحة فيروس كورونا، وسير عمليات التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس في كلا البلدين.
واتفق أردوغان وجونسون حول أهمية العمل معا من أجل التغلب على الجائحة، واستئناف رحلات السفر بين تركيا والمملكة المتحدة.
من ناحية أخرى، تناول الزعيمان سلسلة قضايا خارجية، بما في ذلك سورية وليبيا وأفغانستان. وأعرب جونسون عن ترحيب بلاده بتراجع التوتر شرقي المتوسط (بين تركيا واليونان)، وأكد أهمية الوصول إلى حل في قبرص (المقسمة بين القبارصة الأتراك واليونانيين)، برعاية الأمم المتحدة.
أردوغان: لم نحصل على الدعم من حلفائنا
وفي رسالة مصورة إلى جلسة تحمل اسم "المساهمة في الاستقرار" لمنتدى بروكسل الذي يعقد على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، أوضح أردوغان أن تركيا لم تحصل على الدعم المنشود من حلفائها في حربها ضد التنظيمات الإرهابية.
وقال أردوغان في هذا الخصوص: "لم نحصل على الدعم والتضامن المنشود من حلفائنا وشركائنا في حربنا ضد جميع أشكال الإرهاب"، مضيفا أن بلاده تساهم في كافة المبادرات الرامية لتحقيق الاستقرار، من العراق إلى أفغانستان ومن القوقاز إلى البلقان ومن البحر الأسود إلى المتوسط.
وأردف: "نخوض نضالا كبيرا داخل حدود بلادنا وخارجها ضد تنظيمات إرهابية عديدة"، مضيفا أن الإرهاب أكبر عائق أمام الاستقرار.
ومضى قائلا: "أثق بأن إحياء الحوار مع جارتنا وحليفتنا اليونان إلى جانب حل القضايا الثنائية يخدم استقرار وازدهار منطقتنا".
وأشار أردوغان إلى أن حدود تركيا الجنوبية تعتبر حدود حلف شمال الأطلسي، وأنقرة تقوم بحماية تلك الحدود انطلاقا من مبدأ حماية حدود "الناتو".
ولفت إلى أن التطورات التكنولوجية، والضغوط الديموغرافية، والتغير المناخي، والإرهاب، والهجرة غير النظامية، ووباء فيروس كورونا، جلبت تحديات جديدة.
(وكالات، العربي الجديد)