أردوغان يعلن رؤية "مئوية تركيا" المكونة من 16 مبدأ

28 أكتوبر 2022
لم تبدِ المعارضة التركية حتى الآن أي ردود فعل على الرؤية المعلنة (Getty)
+ الخط -

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، عن رؤية "مئوية تركيا" في القرن الثاني لتأسيس الجمهورية، والتي تتضمن 16 مبدأ متنوعاً في ظل حضور كبير من أنصاره، في كلمة استغرقت قرابة ساعة ونصف الساعة.

وتحدث أردوغان، في صالة رياضية بالعاصمة أنقرة بحضور زعماء أحزاب سياسية وممثلي بعثات أجنبية ومفكرين وممثلي منظمات المجتمع المدني وصحافيين، فيما أعلن صحافيون معارضون عدم حضورهم، وامتنع زعماء سياسيون في المعارضة عن الحضور أيضاً.

واستعرض أردوغان إنجازات حزبه خلال 20 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية، وركّز على موضوع التقنيات والتقدم والتفوق في مجال الصناعات الدفاعية، وكشف أنّ موقعاً إلكترونياً خُصص للحديث عن مئوية تركيا الجديدة.

والمبادئ التي كشف عنها أردوغان هي مبدأ "مئوية الاستدامة"، ويشمل خطة تركيا للاكتفاء الذاتي بدعم المشاريع اقتصادياً، عبر الحفاظ على البيئة والتنمية الاقتصادية، والتكامل الاجتماعي.

والمبدأ الثاني هو "مئوية الاستقرار" ويشمل مكافحة التقلبات الاقتصادية وحركة اللجوء، حيث ستعمل تركيا على الرفاه والاستقرار في البلاد، بينما يدور المبدأ الثالث حول "مئوية التنمية"، ويشمل خطط الاستثمار.

والمبدأ الرابع هو "مئوية القيم"، ويعنى بالحفاظ على الأمانات والقيم من خلال الحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية والفروقات الموجودة بالبلاد، بينما يسمى المبدأ الخامس "مئوية القوة"، ويشمل تقديم الدعم والقوة في القطاعات السيادية كالصحة والصناعة والتعليم والتقنية، وتقويتها.

كما تضمن المبدأ السادس، "مئوية النجاح"، مراعاة المصالح الوطنية والمبادئ الدولية والتوازنات، والتركيز على الاستقرار في منطقة صعبة في العالم، وهو مرتبط بالمبدأ السابع، أي "مئوية السلام"، وتعمل تركيا عبر هذا المبدأ على إحلال السلام في الميدان وعلى طاولة المفاوضات.

أما المبدأ الثامن فهو "مئوية العلم"، ويشمل الدعم الأكاديمي والعلمي وتقوية الإبداع في القطاعين العام والخاص، والمبدأ التاسع هو "مئوية أصحاب الحق"، القائم على مبدأ أحقية العدالة وحقوق الإنسان والاحترام، والمبدأ العاشر هو "مئوية الفاعلية"، عبر تعزيز عناصر فاعلية الإنتاج، وهم: الإنسان والزمان والبيئة والإنتاجية.

والمبدأ الحادي عشر هو "مئوية الاستقرار"، الذي يتم عبر استقرار القوة والمضي نحو النصر، والمبدأ الثاني عشر هو "مئوية المحبة"، القائمة على الاحترام والمحبة لكل كائن في تركيا، والمبدأ الثالث عشر هو "مئوية الاتصال"، من خلال تعزيز الأمن والتواصل الدولي والمعلومة الصحيحة والإبداع في تقانة المعلومات واستخدام التقنيات الوطنية.

والمبدأ الرابع عشر يسمى "مئوية الرقمية"، وفيها قال أردوغان إنه في الدولة المعاصرة لا يمر الطريق للوصول للهدف عبر تقديم الخدمات للمواطنين فقط، بل استخدام كل الإمكانات التقنية والرقمية وتخصيص ذلك للإنسانية، وتسهيل الوصول للعلم والمعلومة.

والمبدآن الأخيران هما "مئوية الإنتاج"، ويستهدف الإنتاجات الصناعية عبر تطويرها والحفاظ على البيئة، و"مئوية المستقبل"، وهو يركز على مستقبل تركيا.

وقال أردوغان في كلمته "إن كانت المئوية الأولى هي مئوية الاستقلال، فلتكن المئوية الثانية هي مئوية المستقبل"، مشدداً على "عزم الحكومة تنفيذ مشاريعها المستقبلية في تركيا كمشروع قناة إسطنبول المائية، فضلاً عن دور تركيا في حل أزمة الطاقة في العالم".

وتحدث كذلك عن هدف تركيا في المئوية بكتابة دستور جديد عصري للبلاد، مضيفاً أنه ستكون هناك مفاجآت واكتشافات في مجال النفط والغاز، وسيتم الإعلان عنها قريباً، موجهاً انتقاداته للمعارضة التي تعارض مشاريع البلاد.

وركّز أردوغان كذلك على جيل الشباب وتوفير التقنيات لهم، واستعرض النجاحات التركية في مجال الصناعات الدفاعية، والتي نالت نصيباً كبيراً في الإعلان عن المئوية الجديدة.

وامتنع عدد كبير من الصحافيين المحسوبين على المعارضة، مثل الكاتب إسماعيل سايماز والكاتبة أوزلم غورسيس عن المشاركة في الإعلان، فيما قاطعت صحيفة جمهوريت المعارضة المشاركة بشكل كامل، وحضر قلة من الصحافيين المعارضين مثل الإعلامي المعروف فاتح برتقال، الذي حضر ووجّه ملاحظاته وانتقاداته من داخل القاعة.

ولم تبدِ المعارضة التركية حتى الآن أي رد فعل على الرؤية المعلنة، وينتظر أن تكون هناك ردود أفعال خلال الأيام المقبلة، في ظل امتناع رؤساء أبرز الأحزاب السياسية المعارضة عن الحضور وعلى رأسهم زعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، حيث وجهت الدعوة إلى 11 حزباً للمشاركة، فيما استثنيت 3 أحزاب، وهي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وحزبا دواء والمستقبل المنشقان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم.

المساهمون