أردوغان يستقبل ميقاتي بأنقرة: استقرار سورية ورفض اعتداءات إسرائيل

18 ديسمبر 2024
أردوغان وميقاتي في أنقرة، 18 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية التعاون بين تركيا ولبنان لمواجهة التحديات الإقليمية، مشددًا على أن أمن لبنان مرتبط بأمن المنطقة، ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.
- تناولت المحادثات اللبنانية-التركية ملفات التعاون في مجالات السياحة والطاقة والبيئة والدفاع والنقل، مع التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية ودعم استقرار المنطقة في ظل التحديات الراهنة.
- تحدث أردوغان عن دور تركيا الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أهمية تطوير أفكار ومشاريع في العلوم والتكنولوجيا لتحقيق الاستقلالية والرؤية المستقبلية لتركيا.

هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "على هذه الوقفة القيادية المتينة"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نفصل أمن لبنان عن أمن واستقرار المنطقة"، في إشارة إلى التطورات في سورية. وشدد على أن "تركيا ستبقى إلى جانب لبنان ضد اعتداءات إسرائيل". كما أكد أن "الدولتين ستقفان إلى جانب الشعب السوري في هذه اللحظة التي تمر بها". 

وأكد الرئيس التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي، ضرورة "التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والضغط عليها من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل الالتزام بوعودها، ونحن سنراقب هذا الأمر عن كثب". وشدد على أن "من أولوياتنا تحقيق الاستقرار في سورية وعودتها إلى الحالة الطبيعية في المرحلة المقبلة وتشكيل إدارة دائمة ومستمرة، وهذا الأمر مهم للسوريين وللمنطقة". وقال أردوغان إن "لبنان وتركيا سوف يكونان إلى جانب سورية من أجل نهضتها في المرحلة المقبلة وسوف نعمل كما عملنا في السابق بحق الجيرة وسنستمر بدعم استقرار سورية وعلى المجتمع الدولي القيام بذلك أيضاً لضمان استقرار وأمن المنطقة".

من جانبه، توجه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى أردوغان بالقول إن "محبتكم الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية الوطيدة ستفتح الكثير من الأبواب للتعاون والمساعدة". وشدد على أن "العدوان الإسرائيلي على لبنان متواصل عسكرياً بشكل مباشر من خلال الخروقات اليومية لورقة الالتزامات الخاصة بوقف إطلاق النار".

محادثات موسّعة 

وبعد الاجتماع عقدت محادثات لبنانية- تركية موسعة تناولت ملفات التعاون المشترك بين البلدين، وشارك فيها عن الجانب اللبناني وزير السياحة وليد نصار، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير البيئة ورئيس لجنة الطوارئ الوزارية ناصر ياسين، وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، سفير لبنان في تركيا غسان المعلّم، وممثل قيادة الجيش العميد يوسف حداد.

وعن الجانب التركي شارك وزير السياحة محمد نوري ارسوي، وزير الطاقة البارسلان بيرقدار، وزير الزراعة إبراهيم يوماكلي، وزير الدفاع بشار غولير، وزير البيئة مراد قرم، وزير النقل والبنى التحتية عبد القادر اورال أوغلو، السفير التركي في بيروت مراد لوتيم، ومحافظ أنقرة واصب شاهين.

الاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان

وأشار الرئيس التركي إلى الاعتداءات التي تعرضت لها فلسطين ولبنان، مؤكداً أن "أكثر من مليون قد تشردوا من جراء الاعتداءات وسقط أكثر من أربعة آلاف ضحية (...) ونحن نترحم على الضحايا ونعزي لبنان وعوائل الضحايا. هذا الهجوم الإسرائيلي ضد لبنان ليس جديداً وهو تعرض في السنوات الماضية لاعتداءات مماثلة، ولا يمكن أن نفصل أمن لبنان عن أمن واستقرار المنطقة، كما لا يمكن أن نرى الأمن والاستقرار في المنطقة من دون سلام دائم ووقف إطلاق النار في غزة".

وتابع: "أي دولة تؤمن أنه بزيادة القتل تستطيع تحقيق أمنها فهي ترتكب خطأ فادحاً. إسرائيل لا تريد أن تفهم هذه الحقيقة. تركيا ستبقى إلى جانب لبنان ضد اعتداءات إسرائيل من خلال تقديم المساعدات الإنسانية". وأضاف أردوغان: "بحثنا التطورات في سورية ونؤكد أنه تم البدء بمرحلة جديدة ونتفق على ضرورة استقرار سورية وهذا الأمر يعني استقرار المنطقة. لقد عانينا خلال 13 سنة من حالة عدم الاستقرار في سورية والمنطقة عانت من هذا الأمر وتركيا فتحت أبوابها واحتضنت السوريين واستضافتهم وكذلك لبنان".

الوضع في سورية

وتابع: "نحنُ نؤكد أنه من أولوياتنا تحقيق الاستقرار في سورية وعودتها إلى الحالة الطبيعية في المرحلة المقبلة وتشكيل إدارة دائمة ومستمرة وهذا الأمر مهم للسوريين وللمنطقة". وأكد "سيادة سورية ووحدة أراضيها ولن نسمح بأن يتم تقسيم الأراضي السورية وقد أكدنا ذلك مرارا وتكرارا أمام العالم ولن نسمح لتنظيمات انفصالية بأن تجد مكاناً لها في سورية. تركيا وقفت إلى جانب الشعب السوري وهي ستستمر بوقفتها الداعمة لهم. رسالتي إلى السوريين هي أنه عليكم أن تعملوا جاهدين بالوحدة والاتفاق بين بعضكم البعض فالمرحلة هذه مهمة".

من جانبه، شكر ميقاتي "وقوف تركيا إلى جانب لبنان خلال تعرضه للعدوان الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة"، مضيفاً أن لبنان يعول على "الدور الذي تتمتع به تركيا والحضور الفاعل في المنطقة والعالم خاصة في ما يحفل به محيطنا الجغرافي من تغييرات سياسية جذرية، خاصة في سورية التي تشهد احتلالاً إسرائيلياً لجزء من أرضها ويجب الضغط بقوة لإنهائه فوراً".

أردوغان: أحداث المنطقة تكشف أن تركيا أكبر من حدودها

وفي فعالية منفصلة، قال أردوغان إن أحداث المنطقة وخاصة في سورية، تظهر أن تركيا أكبر من تركيا وحدودها، وهو ما يضع على عاتقها مهام لا يمكن أن تهرب منها. كلام أردوغان جاء في فعالية تكريم علماء بأنقرة، تطرق فيها إلى التطورات في المنطقة، خاصة بعد سقوط النظام في سورية قبل عشرة أيام، وموقف تركيا من ذلك.

وفي معرض حديثه عن وضع تركيا اليوم مقارنة بالسابق قبل تولي حزبه حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد من الناحية العلمية، قال أردوغان: "إننا في وضع أفضل بكثير اليوم مقارنة بعام 2002، وإن شاء الله سنكون في مستويات أفضل بكثير في المستقبل".

وأضاف في حديثه: "سنحقق ذلك ليس فقط لأنفسنا بل وأيضاً للذين علقوا آمالهم على تركيا، إن كل حادثة وقعت في منطقتنا أخيراً، وخاصة في سورية، تذكرنا بهذه الحقيقة أن تركيا أكبر من تركيا". وشدد مضيفاً: "نحن كأمة لا يمكن لنا أن نحصر أفقنا في 782 ألف كيلومتر مربع (مساحة تركيا)، وكما لا يستطيع الإنسان أن يهرب من قدره، لا يمكن لتركيا والشعب التركي أن يهربا أو يختبئا من مصيرهما، يتعين علينا أن نرى ونقبل ونتصرف وفقًا للمهمة التي كلّفنا بها التاريخ كأمة".

ووجه انتقاداته لمن يرون عكس ذلك قائلاً: "من ينظر إلى بلده من خلال عيون الآخرين قد لا يدرك هذا، قد لا يفهم هذا الأمر من لا يستطيع الرؤية أبعد من أنفه، فماذا تفعل تركيا في ليبيا وسورية والصومال؟ قد لا يتمكن من يتساءل فهم هذه الرؤية والرسالة". وتابع: "من لا يعرف كيف تغيرت تركيا بشكل كبير خلال 22 عاماً قد يجد صعوبة في فهم مجرى الأحداث، لكننا نرى هذا، ونقرأ العمليات، ولا نتجاهل الدعوات".

وأوضح: "نترك من لا يستطيع الفرح بنجاحات تركيا وحده في عالمه مع أوهامه ومخاوفه ونظريات المؤامرة والمغالطات والهذيان، وكل ما نقوله لمن فقد التعاطف مع وطنه لا فائدة منه، وكل ما نشرحه لا فائدة منه، لن نضيع الوقت معه، سننظر إلى الأمام ونركز على أهدافنا، كما نفعل دائماً". 

وعن الطريقة للوصول إلى ذلك قال أردوغان: "لكي نكون أحراراً، يتعين علينا أن نكون نحن أصحاب الأصل وأن نطور أفكاراً ومشاريع أصلية، يتعين علينا أن نرسم مسارنا الخاص ليس فقط في السياسة والدبلوماسية، بل وأيضاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا".

وأكمل: "كما أننا لا نلتزم بالأنماط المفروضة علينا في السياسة والسياسة الخارجية والدفاع، ونتجاوز الأدوار الموكلة إلينا، فإننا نكافح من أجل كتابة قصتنا الخاصة في العلوم والتكنولوجيا مع تحركنا التكنولوجي الوطني". وشدد: "نريد أن نتوقف عن أن نكون دولة تعتمد على الآخرين في التكنولوجيا والعلم والفن والفكر، وبدلاً من ذلك نعمل على حشد فرصنا ومواردنا وإمكاناتنا على أعلى مستوى، وبإذن الله سنجعل رؤيتنا لتركيا المستقلة في كافة المجالات حقيقة في أقرب وقت ممكن". 

المساهمون