قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إنّ تركيا "مصممة أكثر من أي وقت مضى" على حماية حدودها مع سورية بوجه المقاتلين الأكراد، مشدداً على أنّ هذه العمليات ستحمي وحدة أراضي سورية والعراق.
وقال أردوغان، في خطاب أمام البرلمان إن "تركيا لها الحق في حل مشاكلها في شمال سورية"، وذلك في الوقت الذي واصلت فيه القوات المسلحة التركية عملية جوية كبيرة تستهدف الفصائل الكردية المسلحة في المنطقة.
وأضاف أنّ "عملياتنا بواسطة الطائرات والمدافع والمسيّرات ليست سوى البداية... سنواصل العمليات الجوية دون توقف، وسندخل أراضي الإرهابيين في الوقت الذي يبدو لنا مناسباً".
وأشار أردوغان إلى احتمال شنّ هجوم بري على "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية، بعد تصاعد الهجمات على طول الحدود السورية في الأيام الأخيرة.
وشدد على أنّ العمليات التركية ستضمن وحدة أراضي العراق وسورية، مضيفاً: "يجب ألا تشعر الإدارة في كل من سورية والعراق بقلق من العمليات التركية".
روسيا طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سورية
في المقابل، قال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتيف، اليوم الأربعاء، إنّ موسكو طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سورية، "لأنّ مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف".
وأضاف، بعد جولة جديدة من المحادثات السورية مع وفدين من تركيا وإيران في كازاخستان "نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة".
"قسد" تستعد للتصدي لاجتياح بري تركي
من جهته، صرح قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي يقودها الأكراد في شمال شرق سورية، بأنهم مستعدون للتصدي لغزو بري تركي.
وقال قائد "قسد" مظلوم عبدي، لوكالة أسوشييتد برس، إنهم يستعدون للتوغل التركي منذ شنّ هجوم بري في المنطقة عام 2019، مضيفاً: "نعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يمكننا فيه إحباط أي هجوم جديد. على الأقل لن يتمكن الأتراك من احتلال المزيد من مناطقنا، وستكون هناك معركة كبيرة". وأكد أنه "إذا هاجمت تركيا أي منطقة، فسيتسع نطاق الحرب ليشمل جميع المناطق ... وسيضر بالجميع".
ونفى عبدي أن تكون "قسد" قد شنّت هجمات على الأراضي التركية. وأضاف أنّ الإجراءات نفذت من أجل "سلامة وأمن بلدنا ومواطنينا... إنه حقنا الأكثر شرعية أن نذهب إلى أي مدى لضمان هذا الأمن".
ودعا مظلوم موسكو ودمشق، وكذلك التحالف الذي تقوده واشنطن في سورية لقتال داعش والمتحالف مع "قوات سورية الديمقراطية"، إلى "اتخاذ موقف أشد صرامة لمنع غزو بري تركي"، محذراً من أنّ "مثل هذا الغزو قد يضر بمحاولات محاربة عودة داعش".
(العربي الجديد، رويترز، الأناضول، فرانس برس، أسوشييتد برس)