استنكرت الأحزاب الوطنية العربية والمحللون السياسيون في الداخل الفلسطيني عملية "الإبادة" والحرق التي قام بها المستوطنون في بلدة حوارة وضواحيها، أمس الأحد، التي أسفرت عن استهداف 30 منزلاً و15 سيارة، وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بجروح.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" مع رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة، أوضح أنّ "جرائم المستوطنين في حوارة ومنطقة شمال الضفة الغربية، جرت بمشاركة وحماية جيش الاحتلال، وجزء من أعضاء الكنيست من داخل الائتلاف الحكومي (...) القضية ليست قضية استثنائية لقلة من المتطرفين، إنها جزء أصيل من المشروع الصهيوني، لذلك تُنفذ هذه الجرائم بحماية الدولة والجيش، ولا تجري محاسبة المجرمين".
وأصدر رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد بركة بياناً جاء فيه أن "المستوطنين هم ذراع من أذرع حكومة الاحتلال، وهي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم وعن المحارق في حوارة وزعترة وفي سائر أنحاء الضفة الغربية والقدس".
وتابع البيان: "المشاهد المهيبة هناك، من حرق البيوت على سكانها وحرق الممتلكات وأعمال القتل، واستهداف أصحاب الأرض والوطن، بما في ذلك الأطفال والنساء، والتي يتابعها العالم أجمع، إنما تذكر بجرائم الفاشيين والنازيين (...) على العالم أنّ يرفع صوته ضد هذه الجرائم الرهيبة، ويعمل على تصفية الاحتلال، ونبذ وعزل حكومته الفاشية كحكومة مارقة وخارجة عن كل الأعراف البشرية".
وأضاف بركة أنّ "وجود المستوطنات والمستوطنين في الأراضي المحتلة هو وجود غير شرعي من أساسه، والمطلوب دولياً وعربياً وإسلامياً ليس تقنين الاستيطان وليس التصرف كوسطاء محايدين أو متواطئين، إنما العمل على اقتلاعه من الأرض الفلسطينية واقتلاع الاحتلال".
وكان بركة، قد دعا صباح اليوم إلى اجتماع طارئ، شارك فيه جميع ممثلي مركّبات لجنة المتابعة، وقال في كلمته في الاجتماع، إن إرهاب عصابات المستوطنين يجري بإيعاز من حكومتهم، ومساندة جيشهم، وما رأيناه مساء أمس في حوّارة وقرى أخرى في جنوب نابلس، يعيد إلى الأذهان جرائم العصابات النازية في ألمانيا ضد اليهود.
وقال بركة إن حكومة الاحتلال الحالية تتحمل، كسابقاتها، مسؤولية جرائم عصابات المستوطنين وجيشها، بدءاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مروراً بالوزراء من تلامذة مئير كهانا وغيرهم، وهذا كله استمرار للمجزرة في نابلس، وقبلها في جنين، وكما يبدو نحن أمام موجة متصاعدة، خاصة أن حكومة الاحتلال تتوعد شعبنا في شهر رمضان المبارك القريب.
ودعا الاجتماع إلى أوسع مشاركة جماهيرية حاشدة في مظاهرة سخنين القطرية الوحدوية، التي ستنطلق في السادسة من مساء يوم غد الثلاثاء، رداً على إرهاب المستوطنين وجيشهم وحكومتهم، وهذا ضمن خطوات أخرى، تضامناً ومؤازرة لأبناء شعبنا في الضفة، وبشكل خاص في بلدة حوارة والجوار.
وقال الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حدث في حوارة من تواطؤ بين جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين في حرق الممتلكات العامة والخاصة، وما رافق ذلك من تصريحات عنصرية بغيضة من أطراف الصهيونية الدينية الحاكمة، التي يحرض نوابها على الفلسطينيين، تدل على أن المراحل القادمة ستتخذ طابعاً خطيراً جداً (...) سيكون عنوان المرحلة القادمة ضرب المدنيين والعزل، وقتل الشباب لمجرد فلسطينيتهم".
وأضاف لطفي: "بات واضحاً أنّ الفلسطينيين أمام مفترق طريق، السلطة الفلسطينية وكيفية التعاطي معها فلسطينياً من جهة، والاحتلال وكيفية مواجهته من جهة أخرى، إذا لم تتشابك المقاومة من خلال خطة شاملة، فسيكون شعبنا الفلسطيني أمام امتحان صعب قد تبدأ إرهاصاته مع حلول شهر رمضان المبارك".
من جهته، استنكر حزب الوفاء والإصلاح بالداخل الفلسطيني، في بيان له، الهجوم على حوارة والمناطق المجاورة لها، قائلاً: "إننا في حزب الوفاء والإصلاح نستنكر وندين الهجوم الإرهابي الانتقامي لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على بلدة حوارة والقرى المجاورة لها، حيث اعتدى المهاجمون الغوغائيون على الأهل هناك، وأحرقوا البيوت والمركبات، تاركين خلفهم شهيداً وعشرات الجرحى".
وحمّل الحزب "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عما حدث وعما قد تؤول إليه الأحداث".
وتابع البيان: "المطلوب وقف تقديم الخدمات الأمنية للاحتلال، والإعلان عن موت اتفاقية أوسلو المذلة، فضلاً عن قمة العقبة التي ما جاءت إلا خدمةً لأمن الاحتلال الإسرائيلي المعتدي، ومن ثم الشروع بتوحيد البيت الفلسطيني كنقطة انطلاق لانتزاع حقوق شعبنا المشروعة، كاملةً غير منقوصة".