وجهت أحزاب سياسية، بعضها موالية ومشاركة في الحكومة، انتقادات حادة للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، مطالبة برفع ما وصفتها بـ"الغرفة المظلمة" عن صناديق الانتخاب وإنهاء عهد التدخل في نتائج الانتخابات وتوجيهها، وذلك قبيل الانتخابات المحلية الجزائرية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وقال الأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" الطيب زيتوني، خلال تنشيطه لتجمع شعبي للدعاية لصالح قوائم حزبه بولاية الشلف غربي الجزائر، اليوم السبت، إنّ "السلطة المستقلة للانتخابات لم تعد مستقلة"، متهماً إيّاها بـ"محاولة توجيه نتائج الانتخابات لصالح أطراف سياسية معينة".
وأضاف زيتوني: "حزبنا لن يتسامح في أمور الظلم والإقصاء، هناك غرف مظلمة في هذه الانتخابات، وهناك مندسون في الإدارات يستعملون سلطة الانتخابات من أجل إقصاء الشرفاء".
وأكد زيتوني، الذي ينافس حزبه في 53 ولاية من مجموع 58 و1073 بلدية من مجموع 1541 بلدية، أن "هذه الأمور لن تزول بالتقادم ومن ظلم فسوف يحاسب"، مشيراً إلى أن الحزب سيعمل على محاربة المال الفاسد لتنظيف الساحة السياسية من وسخ العصابة".
وأشار إلى أنّ "هناك من المرشحين من تم إقصاؤهم من قوائم حزبنا، ولكن تم قبولهم في أحزاب أخرى"، ووصف ذلك بأنه "جزء من ثورة مضادة تهدف إلى تخريب العملية الانتخابية، وإضعاف أحزاب محددة بينها حزبنا التجمع الوطني الديمقراطي لحاجة في نفس يعقوب، لأننا قوة سياسية في خدمة الجزائر والشعب".
وبنفس الحدة، حذر رئيس حركة "البناء الوطني"، عبد القادر بن قرينة، من محاولة أطراف، لم يسمها، السعي لتزوير الانتخابات المقبلة والتلاعب بنتائجها.
وقال بن قرينة، في تجمع انتخابي عقده بولاية البويرة "ارفعوا أيديكم عن الصندوق؛ في السابق كان هناك بعض الولاة وبعض المؤسسات هي من ترشح وتعين المنتخبين في المجالس المحلية والبرلمان، واليوم نحن نقول لهم، ارفعوا أيديكم عن الصندوق واتركوا الجزائريين يختارون ودعوهم يتحملون مسؤولية اختيارهم".
ودعا بن قرينة إلى "إنهاء عهد التزوير وخيانة الأصوات والهروب بالصناديق والتمكين لحزب معين"، كما قال.
وكانت قوى المعارضة وحدها من تشكو سابقاً من التزوير في الجزائر، خلال مراحل الانتخابات أو في نتائجها، لكنه يلاحظ الآن، مع وجود السلطة المستقلة للانتخابات كطرف وحيد مشرف على الانتخابات، أنّ الشكاوى من التزوير والتلاعب بالانتخابات، تصدر كذلك عن الأحزاب السياسية الموالية والأقرب إلى السلطة نفسها.
وقبل يومين، اتهمت "جبهة القوى الاشتراكية"، في بيان رسمي، سلطة الانتخابات بالانحياز والاستمرار في استهداف الحزب عبر"ممارسات متعنتة من قبل بعض مندوبي السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات".
كما حذر رئيس حزب "صوت الشعب"، لمين عصماني، من أن تفقد الأحزاب ثقتها الكاملة في الانتخابات، بسبب "الانحياز لأحزاب معينة وعدم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص".