أحد أهم المتبرعين بالحملات الانتخابية يقاطع ترامب: هل ينتهي حلمه بالعودة للبيت الأبيض؟
تلقى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، صفعة قوية بعد إعلان شبكة متبرعين وجماعات نشطاء يقودها الملياردير المحافظ، تشارلز كوخ، نيتهم الاعتراض على تسمية ترامب مرشحاً للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية العام القادم، على ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
الصحيفة الأميركية أوردت مذكرة نشرتها إيميلي سيديل، الرئيسة التنفيذية لـ"أميركيون من أجل الازدهار"، التي تمثل الجهات المحسوبة على كوخ، جاء فيها: "أفضل شيء للبلاد هو أن تحظى برئيس في العام 2025 يمثل حقبة جديدة"، مضيفة أن المذكرة التي تضم ثلاث صفحات كررت أن "أميركيون من أجل الازدهار" تحمل على عاتقها مسؤولية التصدي لترامب. وشددت سيديل في مذكرتها على أن "الكثير من الأشخاص غاضبون، لكن قلة منهم في وضع يساعدهم على القيام بشيء ما حيال ذلك. أميركيون من أجل الازدهار قادرة، وقد حان الوقت لنكون في مستوى الحدث".
وذكرت "واشنطن بوست" أن الخطوة تمثل القرار الأبرز حتى اليوم لجهود الأوساط الجمهورية العلنية للتصدي لحصول ترامب على ثقة الجمهوريين لخوض المنافسة على المنصب الرئاسي للمرة الثالثة على التوالي. وأشارت إلى أن بعض الجمهوريين باتوا غير راضين عن ترامب، بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تلقى خلالها انتقادات لدوره في صعود مرشحين يعاب عليهم الكثير، وحالة التنافر في المواقف. الصحيفة استدركت بالإشارة إلى أنه في ظل غياب جهد موحد للوقوف في وجه ترامب؛ يتخوّف الكثير من المنتقدين من أن يعمد ترامب إلى استغلال الانقسامات بين الجمهوريين والمضي في مضمار الحصول على تسميته مرشحاً رئاسياً كما فعل في العام 2016.
إلى ذلك، أوضحت "واشنطن بوست" أن المذكرة لم تحدد سقفاً للمبلغ الذي تنوي تخصيصه لدعم الترشحات الانتخابية، إلا أنها أشارت إلى أن "أميركيون من أجل الازدهار" والمجموعات التابعة لها صرفت أكثر من 69 مليون دولار في انتخابات التجديد النصفي 2022. وأضافت أن "أميركيون من أجل الازدهار" انضمت الآن إلى "النادي من أجل النمو"، التي تضم مجموعة من المتبرعين من خارج الحزب الجمهوري، وعدداً من كبار المتبرعين الأخرين للحزب مثل كينيث سي. غريفين، وستيفان أي. شوارزمان، في إبداء اعتراضهم على نية ترامب خوض المنافسة للعودة للبيت الأبيض. وأضافت أن متبرعين آخرين ما زالوا يتريثون قبل حسم موقفهم.
وشددت "واشنطن بوست" على أن المذكرة الصادرة عن واحدة من أكبر الجهات الممولة للانتخابات الأميركية تمثل تحولا نوعيا بعد اختيارها الابتعاد عن المشاركة في الاستحقاقين الرئاسيين السابقين. وأضافت أن شبكة كوخ ظلت بعيدة عن مجريات الأحداث الانتخابية منذ 2015، بعدما اختارت دعم خمسة مرشحين رئاسيين فشلوا جميعاً أمام ترامب.
ولتفادي تكرار هذا السيناريو، قالت الصحيفة الأميركية، نقلا عن مصدر مطلع، إن الشبكة تخطط لدعم مرشح واحد فقط، سيقع عليه اختيارها قبل منتصف هذا الصيف. وفي هذا الصدد كتبت سيديل في مذكرتها: "أميركيون من أجل الازدهار مستعدة لدعم مرشح في الانتخابات الجمهورية التمهيدية، مرشح قادر على قيادة البلاد نحو الأمام، وبإمكانه الفوز".