على الرغم من وجود نصف عام يفصل العراق عن الانتخابات المبكرة التي قرّرت الحكومة إجراءها في السادس من يونيو/حزيران 2021، إلا أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حدّد مبكراً ملامح تحالفه الانتخابي المقبل الذي قال إنه سيكون عقائدياً وليس سياسياً. وبينما رحب نواب تابعون للصدر بهذا التحالف، اعتبر سياسيون أن الأحداث التي شهدتها ساحة اعتصام الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) في الـ 27 من الشهر الماضي هي التي دفعت زعيم التيار الصدري إلى الحديث عن التحالف مع قوى من طائفته.
وقال صالح محمد العراقي، المقرب من زعيم التيار الصدري، والذي يطلق عليه "وزير الصدر" في تنويه بشأن التحالف المقبل للتيار الصدري، إن المشروع الانتخابي الجديد سيكون عقائدياً، مضيفاً "لن نتحالف تحالفات سياسية ما لم نقوِّ شوكة الدين والمذهب".
وتابع "أي جهة تطيع الشرع وتريد مصلحة المذهب وتعشق العراق وتسعى للإصلاح، وتعاقب الفاسدين، طاعة للمرجعية وتقديماً للمصالح العامة، فنحن مستعدون للتعاون معها عقائدياً لا سياسياً، فتعاد كرة الفساد مرة أخرى"، مضيفاً "لن نحيد عن الإصلاح، ولن نحيد عن نصرة الدين والمذهب والوطن".
تنويه#انتخابات_مليونية_اصلاحية_صدريةhttps://t.co/vvgR6QXe2w pic.twitter.com/sfgGZMafAU
— صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) December 4, 2020
ورحب عضو البرلمان عن تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري، صباح الساعدي، بالدعوة إلى هذا التحالف، قائلاً إن "مشروع الصدر العقائدي مرتكز الإصلاح ونقطة الشروع في نصرة الدين والمذهب والوطن".
مشروع الصدر العقائدي مرتكز الاصلاح ونقطة الشروع في نصرة الدين والمذهب والوطن #مستمرون_والاصلاح_قدرنا#انتخابات_مليونية_اصلاحية_صدرية pic.twitter.com/yO6cVAj02H
— صباح الساعدي (@sabah_Alsaaedy) December 4, 2020
وجاء حديث الصدر عن تحالفه العقائدي بعد 3 أيام من دعوته إلى العودة لمفهوم البيوت الطائفية، من خلال دعوته إلى "ترميم البيت الشيعي"، ومطالبته الكتل السياسية الأخرى بالاستجابة له، تحت مزاعم التعدي على الدين والقيم.
ويعود التحول المفاجئ في مواقف مقتدى الصدر، للخسارة السياسية والشعبية التي تعرّض لها تياره بعد اقتحام أنصاره ساحة الحبوبي، بحسب سياسي عراقي بارز، قال لـ"العربي الجديد" إن زعيم التيار الصدري يريد تعويض خسارته من خلال الانضواء ضمن تحالفات طائفية.
ولفت إلى أن الصدر كان رافضاً لفكرة تشكيل تحالف طائفي في الانتخابات المقبلة حتى وقت قريب، مستدركاً "إلا أن ما حدث في الناصرية قلب الموازين".
وأشار إلى وجود محاولات من قبل الصدر وقوى سياسية أخرى لإحياء "التحالف الوطني الشيعي" الذي تشكل في انتخابات 2005 وتمكن من حصد عدد كبير من الأصوات حينها.
وأكد عضو "ائتلاف دولة القانون"، سعد المطلبي، وجود جهات كانت تعمل على ترميم "البيت الشيعي" وإعادة "التحالف الوطني"، موضحاً في حديث لـ "العربي الجديد" أن هذا الأمر قد يؤدي إلى استقرار في العملية السياسية من خلال وجود أغلبية قادرة على تشكيل الحكومة في وقت قصير، وفرض منهاج حكومي يمكن أن يخدم المواطن.
وبيّن أن عودة هذا التحالف سيسهل التفاهمات مع الشركاء الآخرين في العملية السياسية، ولن يؤدي إلى حدوث مشاكل معهم.
في المقابل، اعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن التحالف الانتخابي الطائفي الذي دعا إليه الصدر سيضم المتشددين، بمن فيهم الفصائل المسلَّحة.
مقتدى الصدر يعلن مشروع انتخابي طائفي يضم الأطراف المتمسكة بالمذهبية
— عمر الجنابي (@omartvsd) December 4, 2020
المشروع سيضم متشددي الشيعة وخصوصاً الفصائل المسلحة. pic.twitter.com/jHmPTi2hbQ
لا يا منافق ... رجعتو تعزفون على وتر المذهب ؟؟؟
— Shujaa Al rubaiy (@LtShujaa) December 5, 2020
والله ابناء المذهب شافو الذل بسببكم يا قردة يا اوباش
تحلم تأخذ رئاسة الوزراء
— موسى جواد - Mousa Jawad (@mousajawad01) December 4, 2020
مشروعك طائفي متشدد بأمتياز .