كشف وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس، اليوم الاثنين، عن بدء بلاده بإنشاء قبة حديدية ضد الطائرات المسيّرة بالتعاون مع أرمينيا، في خطوة تأتي ضمن سباق التسلح في المنطقة.
وقال ديندياس في حوار نشرت تفاصيله مجلة "نافتمبوريكي" اليونانية، الاثنين، إن الأعمال بدأت في البلاد من أجل إنشاء قبة حديدية ضد الدرونات والمسيرات، وإنه جمع معلومات عن المسيرات التركية خلال زيارته إلى أرمينيا، مشيرة إلى تعاون مرتقب مع الأخيرة في هذا الشأن.
ويأتي التصريح اليوناني ضمن سباق التسلح الذي يجري في المنطقة، رغم الهدوء في بحر إيجة وشرق المتوسط، بعد سنوات من التوتر بين تركيا من جهة واليونان والدول الأوروبية من جهة أخرى.
رافق ذلك تطور كبير على ساحة الصناعات الدفاعية في تركيا، قادت إلى تطوير مسيرات "بيرقدار" التي كان لها دور في عدة معارك في السنوات الأخيرة، انطلاقاً من إقليم كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا، وفي الحرب بين الأطراف الليبية، وصولاً إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، فضلاً عن دورها في العمليات التركية بشمال سورية والعراق.
وقال الوزير اليوناني في تصريحاته التي نقلتها وسائل إعلام تركية أيضاً "يجب أن تطور اليونان من تقنية برامجها الدفاعية. المنطقة شهدت 3 حروب، وكل شيء يتغير بسرعة في ظل وضع جيوبوليتيكي غامض".
وأضاف "يجب على اليونان أن تكون مستعدة في كل الأحوال وتقوى على الصعيد الدولي، وأن تكون قواتها العسكرية أساس الاستقرار في المنطقة".
وسألت المجلة الوزير اليوناني عن حروب القرن الحادي والعشرين ودور المسيرات فيها، والتقدم الذي قطعته تركيا في هذا السياق، ليجيب قائلاً إن هناك تعاوناً مع أرمينيا في الحروب الحديثة للحصول على معلومات منها.
وأكمل "أرمينيا واجهت حرباً استخدمت فيها مسيرات بيرقدار كثيراً، ولهذا هناك تعاون مشترك معها، وسيتم العمل بشكل فعال من أجل تطوير التقنيات العسكرية".
حديث الوزير اليوناني يأتي في وقت تشهد فيه أنقرة لقاء على مستوى نائبي وزيري خارجية البلدين، للتأسيس لمستقبل العلاقات بين الدولتين والتي شهدت تطوراً في الأشهر الأخيرة.
وقالت صحيفة "حرييت" إن لقاء جمع نائب وزير الخارجية التركي بوراك أقجة بار، مع نظيرته اليونانية ألكساندرا بابادوبولو، بهدف التركيز على الأجندة الإيجابية بين البلدين.
وأفادت أن الاجتماع شهد مناقشة العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة والعالم، ويأتي استمراراً للزيارة التي قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اليونان في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتوقيع بيان أثينا بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن الإعلام اليوناني أن توقيت لقاء اليوم يأتي بعد لقاء أجراه وزير الخارجية التركي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الولايات المتحدة، مبينة أن لقاء أنقرة يهدف إلى الحفاظ على الأجواء الإيجابية بين البلدين.
ومن المنتظر أن يزور رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس تركيا في مايو/أيار المقبل، ليلتقي الرئيس التركي. ولهذا ينتظر ألا يتطرق لقاء أنقرة إلى الخلافات في بحر إيجة وقضية شرق المتوسط ومسألة الحدود المائية.
وتناهض اليونان وأرمينيا تركيا في مواقفها بالمنطقة، إذ تدعم تركيا أذربيجان في خلافها العسكري مع أرمينيا، في حين أن الخلافات التركية اليونانية كثيرة بدءاً من الوضع في جزيرة قبرص، مروراً بالجزر الخلافية والحدود المائية، وانتهاء بحقوق الأقليات واقتسام ثروات شرق المتوسط.
ومع تصاعد الخلافات بين تركيا من جهة واليونان والدول الأوروبية بسبب شرق المتوسط ودعم تركيا لحكومة طرابلس في حربها ضد حكومة الشرق الليبي، عملت اليونان على تسليح الجزر التي يفترض أن تكون منزوعة السلاح، وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية قواعد عسكرية عديدة في اليونان.
وأدت هذه التطورات إلى تسريع التسلح اليوناني وزيادة الموازنات الدفاعية، في وقت تشهد تركيا تطوراً على صعيد الصناعات الدفاعية وأهمها المسيّرات التي صدرتها إلى عشرات الدول.