أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اليوم الإثنين، أن الجيش الإثيوبي والقوات المتحالفة معه سيستمران في "توجيه ضربات ضد العدو حتى تحقيق الانتصار الكامل"، ويقصد متمردي جبهة تيغراي، فيما أشار إلى أن الهدف النهائي في ذلك هو "إحلال السلام والازدهار".
وأضاف أحمد، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، قائلًا: "لقد طردنا العدو الذي ﺃﺘﻰ ﻟﻴﻨﻬبنا ويسلبنا ويذلنا (...) لن تهزم إثيوبيا، ولن ينتهك اللصوص العلم الإثيوبي".
وجاء ذلك عقب إعلان سيطرة الجيش والقوات المتعاونة معه على مدن باتي وكمبولشا وديسي. وقال مادحًا قوات بلاده: "تتمتع قوات الدفاع ببطولة لا تصدق للحديث عنها والإيمان بها"، مضيفًا أن "العدو لم يستطع الصمود أمام ضربات الجيش".
وقال إن كل المدن والبلدات التي دخلتها قوات تيغراي قامت بنهبها، فيما جدد تأكيد أن إثيوبيا لم تهزم.
وأعلن التلفزيون الإثيوبي، مساء اليوم الإثنين، أنّ القوات الحكومية المسنودة من قوات أمهرة الخاصة ومليشيا "فانو"، بقيادة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي حمد، تمكّنت من السيطرة الكاملة على مدن كمبولشا، وباتي وديسي.
من جهته، أكد مصدر من عفر لـ"العربي الجديد" أن القوات العفرية الخاصة وقوات الشعب استُقبلت من قبل سكان مدينة "باتي" بعد السيطرة عليها بحفاوة بالغة.
وأشار المصدر إلى أن المدن المتبقية بيد مسلحي جبهة تحرير تيغراي هي هيق، وِشالي، ومرسا، ولديان، وهرا، وغوبِيي، وروبت، وكوبو، وجا القريبة لمدينة ألماطا.
وكان الجيش الإثيوبي قد أعلن، اليوم الإثنين، استعادة ثلاث مدن في إقليم أمهرة وسط البلاد، بعد معارك محتدمة مع "جبهة تحرير تيغراي"، في وقت اتهمت فيها أديس أبابا هذه الجبهة بارتكاب مجازر بحق مدنيين، في حين دعت الولايات المتحدة وخمس دول أخرى حكومة أبي أحمد لوقف الاعتقالات العشوائية.
وذكر التلفزيون الإثيوبي أنّ الجيش الاثيوبي والقوات المتعاونة معها استعادت من قبضة "جبهة تحرير تيغراي" بجانب مدن كمبولشا، وباتي وديسي، بلدات قرصا وجربة ودجان في شمال أمهرة.
وأضاف البيان الذي بثه التلفزيون أنه تم كذلك استعادة المناطق المحيطة بمحافظة كالوا، هاربو فورت.
وكان مكتب الاتصال الحكومي قد قال، قبل يومين، إنّ القوات الحكومية المسنودة من قوات أمهرة الخاصة ومسلحين آخرين، سيطرت على مدينة كميسي التي تبعد عن أديس أبابا حوالي 325 كيلومتراً، وعلى عدد من البلدات المحيطة بها في إقليم أمهرة، ضمن عمليات عسكرية ضد مسلحي "جبهة تحرير تيغراي".
وأضاف المكتب، في بيان نقلته وسائل الإعلام الإثيوبية السبت الماضي، أنّ "القوات المشتركة تمكنت كذلك من السيطرة على عدد من البلدات في جبهة غاشنا في شمال أمهرة".
وذكر بيان مكتب الاتصال الحكومي أنّ العمليات العسكرية التي جرت الجمعة والسبت الماضيين "تمكّنت من دحر جبهة تحرير تيغراي، التي تفرّق مقاتلوها نحو مناطق مختلفة، في محاولة للفرار، بينما استسلم عدد منهم لقوات الجيش".
وكانت "جبهة تحرير تيغراي" قد قالت، في بيان بثه التلفزيون التابع لها أخيراً، إنّ خروجها من بعض المناطق التي كانت سيطرت عليها يأتي "في إطار خطة استراتيجية" لقواتها. وأضافت أنّ قواتها أخلت بعض المدن ولا تزال تسيطر على بعضها الآخر، مشيرةً إلى أنّ هذه القوات أعادت الانتشار في مواقع أخرى لم تحددها.
الحكومة الإثيوبية تتهم "جبهة تيغراي" بارتكاب مجازر
في الأثناء اتهمت الحكومة الإثيوبية، اليوم الاثنين، "جبهة تحرير شعب تيغراي" بالقيام بـ"مئات عمليات القتل في أوساط المدنيين الأبرياء في إقليمي أمهرة وعفر" المجاورين لإقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، متحدثة عن اكتشاف مقابر جماعية. يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك بين الجيش الإثيوبي والمساندين له بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد من جهة، ومسلحي "جبهة تيغراي" من جهة ثانية.
وقالت وزيرة الدولة في مكتب الاتصالات الحكومي سلامويت كاسا، في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، إنّ "جبهة تحرير تيغراي"، المصنّفة من قبل البرلمان الإثيوبي "إرهابية"، "قتلت بوحشية مئات المدنيين الأبرياء في منطقة غاشنا- أنسوكيا غمزا بإقليم أمهرة".
كاسا: تم العثور على مقابر جماعية في مناطق ارتُكبت فيها مجازر على يد قوات تيغراي
وأضافت أنّ مسلحي الجبهة "نهبوا ودمروا الممتلكات الخاصة والعامة، وعدداً من مواقع الجذب السياحي، إلى جانب ارتكاب جرائم مروعة بحق المدنيين".
وأشارت إلى أنه "تم الكشف عن الجرائم التي ارتكبتها المجموعة الإرهابية بعد تحرير المناطق من قبل القوات المشتركة، كما تم العثور على مقابر جماعية في مناطق ارتُكبت فيها مجازر على يد قوات تيغراي".
ودعت المسؤولة الإثيوبية المنظمات الدولية المعنية إلى "ضرورة إجراء تحقيق مستقل بشأن الأعمال الوحشية التي ارتكبت على يد مسلحي تيغراي في إقليمي أمهرة وعفر". وذكرت أنّ "جبهة تيغراي، إلى جانب الأعمال الوحشية، هدمت 6 مؤسسات دينية، و22 مؤسسة سياحية تقدر قيمتها بـ23 مليون بر إثيوبي (نحو 474 ألف دولار) في منطقتي أمهرة وعفر".
وأوضحت المتحدثة نفسها أنّ "ما يقرب من 36 مليون شخص كانوا يستفيدون من قطاع السياحة، حرموا اليوم من الفوائد الاقتصادية المتعلقة بهذا القطاع".
أميركا وخمس دول تدعو لوقف الاعتقالات في إثيوبيا
في الأثناء، عبّرت ست دول بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الاثنين، عن "قلقها البالغ" بشأن تقارير عن احتجاز إثيوبيا أعداداً كبيرة من المواطنين على أساس أصولهم العرقية، وحثت الحكومة على وقف هذه الاعتقالات فوراً.
وقال بيان مشترك من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا والدنمارك وهولندا، أوردته وكالة "رويترز"، إنّ "هناك أفراداً يعتقلون ويحتجزون من دون توجيه اتهامات أو المثول أمام المحكمة، وتشير تقارير إلى أنهم محتجزون في ظروف غير إنسانية. ومن المحتمل أن تشكل العديد من هذه التصرفات انتهاكات للقانون الدولي، ويجب أن تتوقف على الفور".