أكد الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، مساء اليوم الأحد، إنّ أي حديث سوى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني "ليس له أي قيمة"، مشيراً إلى أن مصير عدد من أسرى جيش الاحتلال بات مجهولاً، فيما دخل الباقون "نفق المجهول"، مرجحاً أن يكون جزء كبير منهم قد قتل خلال القصف الإسرائيلي على القطاع.
وقال أبو عبيدة، في حديثه عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة، إنّ "مصير العديد من أسرى ومحتجزي العدو بات خلال الأسابيع الأخيرة مجهولاً، أما الباقون فهم جميعاً دخلوا نفق المجهول بفعل العدوان الصهيوني، وعلى الأغلب سيكون العديد منهم قد قتل مؤخراً، فيما لا يزال الباقون في خطر داهم وكبير كل ساعة، وقيادة العدو وجيشه يتحملون كامل المسؤولية عن هذا الملف".
وفي خطاب خرج فيه بالصوت والصورة بعد 100 يوم من الحرب على غزة، قال أبو عبيدة إنّ "طوفان الأقصى" كان بمثابة صرخة دوّت لتحرر كل الأمم والشعوب المستعمرة، وكانت "معركة مفصلية في تاريخ شعبنا وأمتنا (...) وأعطت نموذجاً كيف للكفّ أن تناطح المخرز، وكيف لاحتلال عنصري نازي بغيظ يراد له أن يكون قدراً لشعبنا أن يصبح الكيان الأكثر بشاعة أمام كل العالم، تارة بسحق كبريائه والرد على عنجهيته، وتارة بمواجهة بطشه وجرائمه في معركة أسطورية تبدو من نسج الخيال ودرب المستحيل".
يُذكر أن آخر مرّة ظهر فيها أبو عبيدة بالصوت والصورة كانت في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك في اليوم الـ48 من الحرب على غزة.
وفي حديثه عن أهداف الحرب التي يحاول جيش الاحتلال تحقيقها في القطاع، قال أبو عبيدة إنّ الاحتلال لم يستطع تهجير الشعب الفلسطيني، كما أنه لم يتمكن من استعادة أسراه من قطاع غزة، مضيفاً أن "الاحتلال ارتكب مذابح يندى لها جبين الإنسانية، وأنه لو وجدت عدالة الأرض لحكمت على الاحتلال بنزع السلاح ومحاكمة قادته". لكنه في المقابل أكد أن جيش الاحتلال تكبّد خسائر باهظة تفوق كلفتها ما تكبده في معركة "طوفان الأقصى"، مبيناً أنه "منذ بدء الحرب على غزة أخرجت (كتائب القسام) 1000 آلية عسكرية صهيونية عن الخدمة خلال 100 يوم من العدوان (...) كما نفذت مئات المهام العسكرية الناجحة في كل نقاط توغل وعدوان الاحتلال"، مؤكداً أن "جلّ الذخائر والأسلحة التي تم استخدامها كانت من صناعة (كتائب القسام)".
وتابع أنه "رغم فارق القوة الهائل في ميزان القوة المادي والعسكري، فقد تماسك عناصر المقاومة وازدادوا قناعة بالدفاع عن أرضهم أمام عدو همجي بغيض، وقدموا التضحيات العظيمة، وسطروا ملاحم عز نظيرها في هذا الزمان".
وشدد أبو عبيدة على أن ما يعلن عنه الاحتلال عن بطولات "موهومة" لجيشه هو "محل سخرية لأصغر طفل فلسطيني"، مؤكداً أن عناصر "القسام" عادوا من مواقع القتال بـ"شهادات صادمة عن ضعف إيمان جنود الاحتلال، وكيف يفرون رغم كل ما يحملونه من سلاح وعتاد".
واستكمل أبو عبيدة حديثه عن "الأكاذيب" التي يروج لها جيش الاحتلال، قائلاً إنّ "ما يعلن عنه العدو من إنجازات مزعومة حول السيطرة أو تدمير ما يسميه مستودعات أسلحة، وما يطلق عليه منصات صواريخ جاهزة للإطلاق، وما يزعم أنها انفاق بالكيلومترات، هي أمور مثيرة للسخرية بالنسبة لنا، وسيأتي اليوم الذي نثبت فيه كذب هذه الدعاوى".
وأضاف أنه على عكس ادعاءات جيش الاحتلال، فإنّه "لم يكن لدى (القسام) قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أي مستودع أسلحة في أي مكان في قطاع غزة، ولا يوجد لدينا منصات صواريخ مذخرة (...) مع أن الاحتلال يدّعي أنه دمرها ويعلن عنها".
وذكر أبو عبيدة أن جرائم جيش الاحتلال "بلغت حد المطالبة بحرق شعب وتهجيره وتدنيس مقدساته علناً، وقتله ببطء في غزة والضفة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48"، مضيفاً أن قادة جيش الاحتلال "يتلذذون بتعذيب أسرانا وقتلهم في السجون ويسدون الخناق على غزة لإرضاء وإشباع غرائز جمهورهم المعبأ بالحقد والكراهية على كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم".
وبين الناطق العسكري لـ"كتائب القسام" أن "العالم يرى كيف هرعت قوى الظلم وشكلت التحالفات واستدعت زبانية النفاق والغطرسة بضرب وتهديد من ينصر شعب غزة، بعد أن عبروا عن تضامنهم ونصرتهم بما يمليه واجب الأخوة الإسلامية والعربية والإنسانية، وبعد أن وجهوا للعدو ولمن وراءه ولا يزالون بكميات كبيرة ضربات مباركة، وقوفا في وجه المحرقة النازية الصهيونية ضد شعبنا واهلنا".
واستكمالاً لحديثه عن أسباب معركة "طوفان الأقصى"، أكد الناطق العسكري أن "المقاومة لم يكن أمامها، حينها، سوى أن تفعّل ما امتلكته من قوة، وفي محاولة لتذكير العالم بأن لهذه الأرض ولهذا المسرى رجال وأهل وحماة".