أبوظبي تنفي تورّطها بتصعيد الصراع في السودان

22 ابريل 2024
مندوب السودان الحارث إدريس الحارث في اجتماع لمجلس الأمن، 13 يوليو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الإمارات تنفي اتهامات مندوب السودان بالأمم المتحدة حول تصعيد الصراع في السودان، معتبرة هذه الادعاءات كاذبة وتؤكد على العلاقات الأخوية ومعارضتها لنشر المعلومات المضللة.
- الحارث يتهم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع وحلفائها عسكرياً ولوجستياً، معلناً رفض السودان لمشاركة الإمارات في تسوية الأزمة، في ظل استعداد الولايات المتحدة لاستئناف منبر جدة التفاوضي.
- الحكومة السودانية توجه لأول مرة اتهامات مباشرة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة عبر مطارات في دول مجاورة، مما يثير سجالاً سياسياً ويعكس تصاعد التوترات حول دور الإمارات في الصراع.

نفت دولة الإمارات سعيها لتصعيد الصراع في السودان وتورّطها في "أي شكل من أشكال العدوان" و"زعزعة الاستقرار" هناك، ردّاً على اتهامات مندوب السودان في الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، ووصفت تلك الادعاءات بـ"الكاذبة".

وكان الحارث قد أعلن خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة في السودان، الأحد، رفض بلاده مشاركة دولة الإمارات في أي تسوية لحلّ الأزمة السودانية، متهماً إياها بإشعال الحرب في البلاد، وأنّ مشاركتها في أيّ تسوية سيؤدي إلى "فشلها"، معتبراً إياها دولة "رعت العدوان المسلح ولا تزال تدعمه"، متهماً إياها بـ "تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع وحلفائها".

ويأتي ذلك بعدما أكّدت الولايات المتّحدة استئناف منبر جدّة التفاوضي في مايو/ أيار المقبل، بمشاركة وسطاء إضافيين بينهم الإمارات ومصر. وقالت بعثة الإمارات في الأمم المتحدة، نقلاً عن السفير الدائم، محمد أبو شهاب، عبر صفحتها على "إكس"، إنّ الإمارات ترفض "رفضاً قاطعاً الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان والتي لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا".

وتابع: "يبدو للأسف أنّ هذه ليست أكثر من مجرد محاولة لصرف الانتباه عن الصراع وعن الحالة الإنسانية المتدهورة الناجمة عن استمرار القتال". وأضاف البيان: "إنّ كافة الادعاءات المتعلقة بتورط الإمارات العربية المتحدة في أي شكل من أشكال العدوان أو زعزعة الاستقرار في السودان، أو تقديمها لأي دعم عسكري أو لوجستي أو مالي أو سياسي لأي فصيل في السودان، هي ادعاءات زائفة ولا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أي أدلة موثوقة لدعمها". 

وأكدت الإمارات أنها ومنذ بداية الصراع في السودان، أعربت عن إيمانها بأنّه "لا يوجد حل عسكري للصراع". وأعربت عن قلقها إزاء عدم استجابة الأطراف المتصارعة إلى دعوات وقف الأعمال القتالية أو جهود الوصول إلى حل مستدام من خلال الحوار". كما أعربت عن قلقها إزاء نشر "معلومات مضللة" تؤدي إلى "تقويض أي جهود تهدف إلى تعزيز الحوار البناء وتمهيد الطريق نحو تحقيق السلام الدائم". وشدد سفير الإمارات على دعم أبوظبي للحل السلمي في السودان.  

السودان يتهم الإمارات للمرّة الأولى

وكانت الحكومة السودانية للمرّة الأولى، قد وجّهت اتهامات مباشرة لدولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، في حربها الحالية ضد الجيش السوداني، فقال عضو مجلس السيادة، الرجل الثالث في الجيش، الفريق ياسر العطا، إنّ دولة الإمارات التي وصفها بـ"المافيا"، تزود مليشيا الدعم السريع بالأسلحة عبر مطارات في تشاد، وأفريقيا الوسطى، وأوغندا.

وأشار، خلال مخاطبته، أمس الثلاثاء، جمعاً من الضباط والجنود بمنطقة أم درمان، غربي الخرطوم، إلى وجود من وصفهم بالفاسدين في الحكومة التشادية، الذين يساعدون في توصيل الدعم الإماراتي عن طريق مطار أم جرس ومطار أنجمينا في تشاد، محذراً كلّ من يدعم الدعم السريع من اليد الطويلة للمخابرات السودانية، والتي أكد قدرتها على رد الصاع صاعين.

وأثارت هذه التصريحات سجالاً سياسياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأحدثت انقسامات ما بين تأييدها باعتبارها الحقيقة الساطعة منذ بدء الحرب، وما بين معارضتها والقول بابتعاد لغتها عن الأعراف الدبلوماسية، بينما عدّها آخرون خطة للتشويش على مفاوضات جدة بين الجيش وقوات الدعم، والتي يقولون إنها شارفت على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار شامل في الأيام المقبلة.

المساهمون