آلاف المستوطنين يشاركون في أكبر اقتحامات من نوعها بعمق الضفة الغربية

10 ابريل 2023
شارك اليوم نحو 17 ألف مستوطن في اقتحام بلدة بيتا (Getty)
+ الخط -

بعد مرور 55 عاماً على إقامة أول نواة للاستيطان في الضفة الغربية، شارك، اليوم الإثنين، الآلاف من المستوطنين في اقتحامات احتفالية بعيد الفصح في عمق الضفة الغربية في نابلس والخليل وبيت لحم والقدس، في أكبر اقتحامات من نوعها.

وحسب إحصائيات الاحتلال، فقد شارك اليوم نحو 17 ألف مستوطن في اقتحام بلدة بيتا بدأ من مفرق"حاجز زعترة" جنوب نابلس وعبر شارع الأغوار وصولاً إلى جبل صبيح في بيتا للاحتفال في بؤرة"أفيتار" الاستيطانية غير الشرعية، لتندلع مواجهات بين أهالي بلدة بيتا ومئات الجنود الذين كانوا يحمون المستوطنين ما أدى لإصابة 191 فلسطينياً بجراح مختلفة.

ونظمت حركة "نحالا" المتطرفة المسيرة التي شلّت حركة سير الفلسطينيين بشكل تام على حاجز "زعترة" الذي يربط شمال الضفة ووسطها، وشارع الأغوار الذي يربط شمال الضفة بوسطها على مدار ساعات.

ويهدف الاقتحام الضخم لبلدة بيتا تحديداً إلى شرعنة بؤرة "أفيتار" غير الشرعية حتى بنظر حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فيما تهدف باقي الاقتحامات في باقي المدن الفلسطينية لإظهار قوة المستوطنين على الأرض وتعزيز الاستيطان والاحتفال بإلغاء قانون الانسحاب من المستوطنات الأربع في شمال الضفة الغربية.

ويقول الكاتب والخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه في مثل هذا اليوم في عيد الفصح اليهودي عام 1968، أقامت مجموعة" غوش أمونيم"، أي "معسكر الأمناء" المتطرفة، نواتي مستوطنتي "كريات أربع" في جنوب الضفة الغربية و"ألون موريه" في شمال الضفة الغربية، وهما أول مستوطنتين أقيمتا في الضفة الغربية المحتلة، واليوم أحفاد هذه المجموعة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموترتيش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يكملون المشوار في بيتا وبقية الضفة الغربية".

وأضاف "رئيس "غوش أيمونيم" في ذلك الوقت هو الحاخام المتطرف موشيه ليفنغر، الذي استوطن في الخليل ودعمه في ذلك الوقت شمعون بيريز الذي تحالف معه ومع المستوطنين، وبذلك تكون تحققت كلمة إسحق رابين في ذلك الوقت الذي وجهها إلى بيريز "أنت تجر إسرائيل إلى البقاء في الضفة، ولن نخرج منها للأبد بعد ذلك".

وتابع شديد "مشاركة آلاف المستوطنين في اقتحام جبل صبيح في بيتا، وبرك سليمان جنوب بيت لحم وفي الخليل، تعكس رسالتين: الأولى رمزية عيد الفصح اليهودي وتحرر اليهود من العبودية، أما الرسالة السياسية الواضحة فأنهم أصبحوا قوة ويشكلون حالة ديمقراطية سياسية قوية في إسرائيل، وهذا تعكسه اليوم مشاركة سبعة وزراء إسرائيليين كانوا موجودين، و20 عضو كنيست شاركوا، وآلاف المستوطنين، وهذا رقم غير مسبوق في الضفة الغربية إطلاقا".

ومضى قائلاً "المستوطنون احتفلوا بإنهاء قانون فك الارتباط الذي قرر عام 2005 الخروج من أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، واليوم عادوا لها، وثانيا الاقتحام الزاحف مشياً على الأقدام نحو جبل صبيح في بيتا لإضفاء شرعية عملية للبؤرة الاستيطانية هناك حتى دون العودة للحكومة وقوانينها وإجراءاتها".

وخلص شديد إلى أن "ما تشهده الضفة الغربية من اقتحام آلاف المستوطنين في كل أنحائها من القدس وحتى الخليل ونابلس وجنين يرسل رسالة واحدة فقط، أن الحكومة الحالية برنامجها استيطاني من أوله إلى آخره، وأي حديث عن دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 هو حديث غير منطقي ولا يمت للواقع".

واقتصر الرد الفلسطيني على اقتحام المستوطنين للضفة الغربية على بيانات الشجب والاستنكار التي تطالب الولايات المتحدة الأميركية بالتدخل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح رسمي له اليوم "اجتياح مليشيات المستوطنين بقيادة وزراء من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لأراضي دولة فلسطين، لا يغير من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، وأن هذا الاجتياح الذي يأتي بقوة السلاح لا ينشئ حقا".

وشدد على أن "الاستيطان جميعه غير شرعي على أرض دولة فلسطين، وأن كل هذه الجرائم والاعتداءات لن تشرعنه، وسيكون مصيره إلى زوال، كما الاحتلال".

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، أن صمت الإدارة الأميركية، شجع الاحتلال على تماديه بجرائمه بحق شعبنا، داعياً إلى تدخل فوري وسريع لإيقاف هذا الجنون الذي ستدفع المنطقة جميعها ثمنه.

المساهمون