"هآرتس": ازدهار العلاقات بين إسرائيل والأردن

14 ابريل 2022
جمع لقاء قبل أسبوعين ملك الأردن برئيس دولة الاحتلال (الأناضول)
+ الخط -

لفتت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، إلى أنّ العلاقات مع الأردن تشهد ازدهاراً واضحاً في العام الأخير، ومظاهر التعاون الثنائي توسعت في كثير من المجالات.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ التحوّل الكبير الذي طرأ على علاقة الأردن بإسرائيل، جاء بعدما كانت خلال عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو تتراوح بين التوتر والعدائية.

وفي تحليل أعدته الباحثة في "مركز دراسة سياسات إسرائيل الإقليمية والخارجية" (ميتيفيم) كسنيا سبطولوفا، لفتت الصحيفة إلى أنّ أحد المؤشرات التي تدلّ على ازدهار العلاقة مع عمّان، ما كشفته قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" قبل يومين، حول أنّ ملك الأردن عبد الله الثاني عرض على الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في لقائهما في عمّان قبل أسبوعين، تدشين مخزون مواد غذائية مشترك كأحد استخلاصات الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضافت سبطولوفا، التي كانت عضواً في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أنّ الأردن وإسرائيل يتعاونان حالياً في مجالات: الطاقة، ومواجهة "الإسلام المتطرف"، والتصدي لعمليات تهريب السلاح، والعمل على استقرار الأوضاع في مناطق السلطة الفلسطينية.

وأوضحت أنّ إسرائيل معنيّة بضمّ الأردن إلى اتفاقات التطبيع التي توصلت إليها مع عدد من الدول العربية أخيراً، على اعتبار أنّ هذه الخطوة تمنح هذه الاتفاقات عمقاً جيو-سياسياً. واستدركت أنّ ما يؤثر سلباً على توجهات الأردن تجاه إسرائيل، حقيقة أنّ الملك عبد الله الثاني سيكون مضطراً للأخذ بعين الاعتبار الساحة الداخلية، مشيرة إلى أنه فضّل أخيراً عدم إرسال وزير خارجيته للمشاركة في لقاء النقب الذي جمع وزراء خارجية: إسرائيل، مصر، المغرب، الإمارات، والبحرين، خوفاً من ردة فعل "المتطرفين في بلاده".

وأبرزت حقيقة أنّ إسرائيل تراهن على دور الأردن في ضمان عدم انفجار الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة، نظراً لمكانة الأردن كصاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية، مشيرة إلى أنّ ملك الأردن "قلق جداً" من تبعات تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.

وذكرت أنّ العديد من اللقاءات جمعت أخيراً مسؤولين كباراً في الأردن وإسرائيل، بهدف بحث سبل عدم انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أنه بخلاف الدول التي وقعت على اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، فإنّ الأردن ليس بوسعه تجاهل ما يحدث في الضفة الغربية، بفعل العلاقة الخاصة التي تربطه بهذه البقعة الجغرافية.

وأبرزت حقيقة أنّ صعود إدارة جديدة في واشنطن، وتولي حكومة نفتالي بينت مقاليد الأمور في تل أبيب، وفّرا ظروفاً سمحت بتحسين العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وهو ما وجد ترجمته في التوصل إلى اتفاقات اقتصادية، مثل اتفاق "الماء مقابل الكهرباء"، والذي انضمت إليه الإمارات، والذي في إطاره ستحصل إسرائيل من الأردن على كهرباء يتم توليدها عبر استغلال الطاقة الشمسية، مقابل حصول الأردن من إسرائيل على ماء تتم تحليته في مرافق تحلية يتم تدشينها على حوض المتوسط.

وحثت الباحثة الإسرائيلية على عدم السماح بتراجع "الغرام" الحالي مع الأردن، مشيرة إلى أنّ دوائر الحكم في عمّان تنطر بقلق إلى تداعيات الأزمة السياسية في إسرائيل وإمكانية تأثيرها على التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية.

المساهمون