"نص نهائي" أوروبي لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.. واستعداد أميركي للتوقيع

08 اغسطس 2022
الوفد الإيراني سيعود إلى طهران بعد ساعات (Getty)
+ الخط -

بعدما أفادت وسائل إعلام غربية بانتهاء الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا، ذكرت وكالات أنباء إيرانية، اليوم الإثنين، أن الوفد الإيراني سيعود إلى طهران بعد ساعات.

وقالت وكالة نور نيوز المقرّبة من مجلس الأمن القومي الإيراني إنه بعد عودة الوفد الإيراني، ستستمر المشاورات والاتصالات بين طهران والمنسق إنريكي مورا وبقية أطراف المفاوضات.

وذكرت وكالة إيسنا الإيرانية، عن مسؤول بالخارجية الإيرانية، قوله إن الأيام الأربعة الماضية شهدت "مباحثات مكثفة حول القضايا المتبقية"، مشيرا إلى أن الوفد الإيراني خلال المفاوضات قدم وجهة نظر إيران بشأن حل هذه القضايا.

وأضاف المسؤول الإيراني، الذي لم تذكر الوكالة هويته، أن "تقدما نسبيا" قد حصل في بعض الملفات، لافتا إلى أن المنسق الأوروبي للمفاوضات أنريكي مورا قدم اليوم "عدة أفكار حول بعض القضايا المتبقية للأطراف"، مؤكدا أن الوفد الإيراني قدم "تحفظاته وآراءه" بشأن الأفكار الأوروبية.

وتابع أن "هذا الموضوع بحاجة إلى دراسة شاملة، وطبعا نحن سننقل وجهات نظرنا وملاحظاتنا التكميلية للمنسق وبقية الأعضاء لاحقا".

وشدد المسؤول بالخارجية الإيرانية على ضرورة تأمين مصالح إيران والحفاظ على حقوقها في الاتفاق المحتمل.

وبعد أربعة أيام من المباحثات، أكد مصدر دبلوماسي أوروبي، الإثنين، أن الاتحاد الذي يتولى تنسيق المفاوضات طرح "نصا نهائيا" على الأطراف المعنية.

استؤنفت مفاوضات فيينا الخميس الماضي بعد توقف دام خمسة أشهر، استمرت فيها المفاوضات النووية بصيغة غير مباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة الممثلية العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي وأطراف إقليمية أخرى.

وفي هذه الجولة من المفاوضات في فيينا، لم يشارك كبار مفاوضي الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) عكس الجولات الثماني السابقة. وأمس الأحد، تحدث المندوب الروسي في المفاوضات ميخائيل أوليانوف والمنسق الأوروبي إنريكي مورا عن "تقدم" بالمفاوضات.

وكشفت مصادر إيرانية مقربة من مفاوضات فيينا لـ"العربي الجديد"، أمس الأحد، عن أن هناك "تقدما جيدا" حصل في اتجاه حلحلة قضيتي الضمانات ونطاق العقوبات، مشيرة إلى أن ملف الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية "بات الأهم بين الملفات العالقة".

استعداد أميركي لتوقيع اتفاق على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة مستعدة "لإبرام اتفاق على وجه السرعة" لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 على أساس المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن طهران قالت مرارا إنها مستعدة للعودة إلى التنفيذ المتبادل لبنود الاتفاق، مضيفا "دعونا نرَ ما إذا كانت أفعالهم تتطابق مع أقوالهم"، بحسب "رويترز".

عبد اللهيان يبحث مع بوريل تطورات المفاوضات

في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مساء اليوم الإثنين، في اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، تطورات الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي. 

وقال وزير الخارجية الإيراني، في الاتصال، إن وفد بلاده حضر الجولة الجديدة بـ"إرادة وجدية" بغية التوصل إلى اتفاق، مضيفا أنه "قدم أفكارا بنّاءة حول حل القضايا العالقة"، وتابع أن الوفد نقل إلى المنسق أنريكي مورا "مواقف وتحفظات" إيران حول الأفكار التي اقترحها مورا. 

ودعا أمير عبد اللهيان، وفق بيان للخارجية الإيرانية، جميع الأطراف إلى إبداء "الإرادة والجدية" للتوصل إلى النص النهائي للاتفاق، مشيدا بدور المنسق الأوروبي لتسهيل التوصل للاتفاق وأكد أن هذا الاتفاق يجب أن يضمن حقوق ومصالح إيران وديمومة رفع العقوبات.  

وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن "يتم تعبيد الطريق للاتفاق بواقعية وتجنب اتخاذ مواقف غير بناءة خاصة من جانب أميركا". 

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، حسب بيان الخارجية الإيرانية، إنه "اعتقد أن الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا حققت تقدما نسبيا"، مشيرا إلى أن تقييمه للجولة "إيجابي". أضاف بوريل "سنواصل جهودنا لتقريب المواقف للتوصل إلى نتيجة جيدة بالنسبة لجميع الأطراف". 

وكشفت مصادر إيرانية مقربة من مفاوضات فيينا لـ"العربي الجديد"، صباح اليوم الإثنين، أن هناك "تقدما جيدا" قد حصل في هذه الجولة بالمفاوضات، باتجاه حلحلة قضيتي الضمانات ونطاق العقوبات، مشيرة إلى أن ملف الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية "بات الأهم بين الملفات العالقة". 

وفي السياق، نقلت قناة "الجزيرة" عن مسؤول أوروبي، قوله إن "العقبة الكبيرة المتبقية هي الخلاف بشأن علاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف المسؤول الذي لم تذكر هويته أن "النص الذي قدمه المنسق الأوروبي للمفاوضات هو أقصى ما تستطيع كل الأطراف تقديمه"، مشيرا إلى أن "لا تاريخ محددا لعودة الوفود إلى فيينا ونأمل بعودتهم في أقرب وقت ممكن".

مستشار الوفد الإيراني: سنواصل المشاركة البناءة

وفي تغريدة على "تويتر"، قال مستشار الوفد الإيراني بالمفاوضات، محمد مرندي، إن الجولة الجديدة من المفاوضات بحثت الأفكار التي اقترحها الاتحاد الأوروبي لحل القضايا العالقة، فضلا عن أفكار أخرى، مؤكد أن "إيران ستواصل المشاركة البناءة من خلال دراسة المقترحات المعدلة التي قدمت اليوم". وأضاف مرندي أن "دور المنسق (الأوروبي) حاسم، لكن الأمر متروك للأطراف لاتخاذ قرار بشأن النص النهائي في المستقبل".

وتابع مستشار الوفد الإيراني في تغريدة أخرى، أن "الكرة في ملعب الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "فشلها في احترام الالتزامات ومواصلة إرث ترامب السيئ، يستلزم نصًا مصممًا بعناية فائقة. يجب أن يقوم أي اتفاق على أساس متين، مدعوم بلغة لا لبس فيها، ويضمن التنفيذ دون عوائق".

The ball is in the US court. Its failure to honor commitments and its continuation of Trump's malign legacy, necessitates a VERY carefully tailored text. Any agreement must rest on a solid foundation, underpinned by unambiguous language, and guarantee unimpeded implementation.

— Seyed Mohammad Marandi (@s_m_marandi) August 8, 2022

من جهته، غرد المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، قائلا "نبأ عاجل! وزع منسق الاتحاد الأوروبي النص النهائي لمسودة الاتفاق حول إحياء الاتفاق النووي"، مضيفا أن "المشاركين في مفاوضات فيينا الآن بحاجة إلى تحديد ما إذا كانت المسودة مقبولة بالنسبة لهم". وأوضح أنه "في حالة عدم وجود اعتراض سيتم إحياء الاتفاق النووي" .

إلى ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في تغريدة إن المفاوضين استخدموا المشاورات بالأيام الأخيرة والمفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية "للتنسيق والتطرق إلى قضايا بقيت مفتوحة في النص الذي اقترحته كمنسق الاتفاق النووي في 21 يوليو/تموز".

وأضاف بوريل في تغريدة أخرى، "ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه وهو الآن في نص نهائي. لكن وراء كل قضية فنية وكل فقرة، قرار سياسي، يجب اتخاذه في العواصم". وتابع أنه "إذا كانت الردود إيجابية فيمكن توقيع هذه الصفقة". 

What can be negotiated has been negotiated, and it’s now in a final text.

However, behind every technical issue and every paragraph lies a political decision that needs to be taken in the capitals.

If these answers are positive, then we can sign this deal.

— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) August 8, 2022

المساهمون