يبدي الاحتلال الإسرائيلي ارتياحا لانتهاء الجولة الأولى من مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العظمى إلى طريق مسدود، ويأمل ألا يكون مستوى المرونة الذي يمكن أن يتسم به الموقف الإيراني في الجولة الثانية من المفاوضات، التي يرجح أن تستأنف نهاية الأسبوع الجاري كافيا لدرجة إحداث اختراق، كما ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" اليوم السبت.
لكن حتى لو أعلنت أطراف مفاوضات فيينا في النهاية عن فشلها، فإن هذا التطور، بحد ذاته، لا يحقق المصالح الإسرائيلية. فحسب شموئيل روزنر، المعلق في قناة "كان" فإن الدولة الوحيدة التي لديها خطة بديلة في حال فشلت المفاوضات هي إيران؛ حيث تتمثل هذه الخطة في العودة إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى عال.
وفي المقابل، أشار روزنر إلى أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة لا يملك مثل هذه الخطة؛ على اعتبار أن إسرائيل غير قادرة لوحدها على القيام بعمل عسكري يمكن أن يدمر المنشآت النووية الإيرانية؛ في حين أن الولايات المتحدة غير معنية بتقديم مساعدة لإسرائيل لتنفيذ مثل هذا الهجوم.
روزنر وزميلته غيلي كوهين، المراسلة السياسية للقناة لاحظا أنه في الوقت الذي انخرط فيه المسؤولون السياسيون والعسكريون في إسرائيل في حملة منسقة للضغط على الولايات المتحدة للخروج من مفاوضات "فيينا"؛ إلا أن جميع القيادات التي تبوأت مواقع مهمة في المؤسسة الأمنية في تل أبيب أجمعت على أنه لا يوجد لدى إسرائيل القدرة على تنفيذ عمل عسكري يمكن أن يفضي إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
إسرائيل يمكن أن تقدم على عمل عسكري ضد إيران يهدف فقط إلى جر الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران رغما عنها
وحسب روزنر، فإن إسرائيل يمكن أن تقدم على عمل عسكري ضد إيران يهدف فقط إلى جر الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران رغما عنها. وحسب المعلق الإسرائيلي، فإن إسرائيل يمكنها أن تقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية مع إدراكها أن هذه الضربة لن تفضي إلى القضاء على مشروع طهران الذري؛ لكن في المقابل، فإن ردة فعل إيران واستهدافها إسرائيل سيدفعان واشنطن للتدخل وتوجيه ضربة قاضية لهذا المشروع.
وأعاد روزنر إلى الأذهان حقيقة أن هذا كان الهدف وراء محاولة كل من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ووزير أمنه إيهود باراك في العام 2012 دفع الجيش والاستخبارات العسكرية لدعم خيار تنفيذ عمل عسكري ضد إيران؛ حيث كان الهدف هو توريط إدارة باراك أوباما في المواجهة وإرغامها بالتالي على تدمير المنشآت النووية الإيرانية.
لكن السيناريو الذي يشير إليه روزنر لا يأخذ بعين الاعتبار تداعيات دخول حزب الله إلى جانب إيران، وهو السيناريو الذي ترى معظم المحافل الأمنية في تل أبيب أنه واقعي. فعلى الرغم من أن إسرائيل بوسعها إلحاق ضرر هائل بلبنان ردا على أي تدخل من حزب الله؛ إلا ان وسائل الإعلام الإسرائيلية تجمع على أن الجبهة الداخلية غير جاهزة لتحمل تبعات مواجهة مع الحزب؛ على اعتبار أن مئات الصواريخ؛ وبعضها ذات دقة إصابة عالية؛ ستلحق أضرارا جسيمة بالمرافق الحيوية والحساسة وتلحق دمارا كبير بالأحياء السكنية داخل المدن الكبرى.
من هنا، فإن هناك من يرى أنه لا يوجد بديل عن التنسيق مع الولايات المتحدة رغم التباين في وجهات النظر القائم حاليا. فحسب وزير الأمن السابق الجنرال موشي يعلون فإن التنسيق مع الولايات المتحدة يمكن أن يفضي إلى عزل نظام الحكم في طهران وفرض عقوبات اقتصادية خانقة ضده.
وفي مقابلة مع "كان" يرى يعلون أن مبادرة إسرائيل بشن حرب بمفردها على إيران يجب أن تكون الخيار الأخير. وانتقد يعلون الانتقادات التي وجهها كبار المسؤولين الإسرائيليين للإدارة الأميركية، مشددا على أن مثل هذه المواقف يجب التعبير عنها في الغرف المغلقة وليس في العلن.