برزت إلى الواجهة في مدينة البوكمال شرقيّ سورية مليشيا جديدة تحت اسم "قوات الهاشميين"، تحمل شعارات جديدة ضد القوات الأميركية وإسرائيل في سورية، واتخذت مقراً خاصاً بها في المدينة، من أجل تجنيد الشبان على غرار بقية المليشيات الأخرى المدعومة من إيران.
ولم تتضح بعد جيداً معالم القيادة المعيّنة لهذه المليشيا، إلا أن المعلومات الواردة تفيد بأنها تعمل ضمن مليشيا "الفوج 47" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتأتمر بإمرة قائد الفوج، ومهمتها تجنيد أبناء عشيرة الشعيطات القاطنين في منطقة البوكمال تحت شعارات "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، النصر لسورية".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن من يقود مكتب التجنيد التابع للمليشيا في الوقت الحالي، شخص يدعى راغب، ويلقب بـ"الحاج"، وينحدر من عشيرة "المشاهدة"، التي لها امتداد في العراق وسورية، ويقوم بإدارة راغب، شخص يدعى "الحاج عسكر"، وهو قيادي عسكري في المليشيات المدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني.
من يقود مكتب التجنيد التابع للمليشيا في الوقت الحالي هو شخص يدعى راغب ويلقب بـ"الحاج
ووفق المصادر ذاتها، فقد عمدت المليشيا الجديدة بالتعاون مع المليشيات الموجودة في المدينة إلى مصادرة العديد من المنازل المهجورة وتحويلها إلى مقرات إقامة للمجندين الجدد ضمن المليشيا، ولم يسجل أي وجود لهذه المليشيا في الوقت الحالي على جبهات القتال مع "داعش" أو على جبهات الحراسة على خط الفرات المقابل لمناطق سيطرة "قسد".
وذكرت المصادر أن "قوات الهاشميين" تأسّست في بداية عام 2021، استناداً إلى متطوعين في صفوف "الفوج 47"، كانوا قد تلقوا التدريب العسكري والعقائدي لمدة طويلة من مندوبي "الحرس الثوري"، وبعد اعتماد مكتب التجنيد في المدينة، بدأت المليشيا باستقبال العناصر من أجل تجنيدهم، وبلغ عددهم حتى اليوم قرابة 200 عنصر.
وبحسب ما ذكره مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، يبدو أن الحرس الثوري بدأ يعاني من مشكلة النزاع بين القبائل والعشائر على السلطة، أو أنه يريد تعزيز هذا النزاع، حيث إن هذه الخطوة لها غايات، والجديد فيها تشكيل قوات ضمن المليشيات لها صفة "عشائرية بحتة"، حيث تنتسب أفرادها إلى عشيرة أو قبيلة بعينها دون النظر إلى المذهب الطائفي.
وأكدت عدة مصادر لـ"العربي الجديد" أن تشكيل "قوات الهاشميين" يتحدر جميعه من "المشاهدة"، وهي عشيرة عربية تتغنى بنسبها إلى "علي بن أبي طالب"، ولذلك تكني نفسها بـ"الهاشمية" أو "الحسينية"، وبناءً على ذلك اختير اسم المليشيا "قوات الهاشميين"، ما يضفي على القوات صبغة عشائرية ونزعة قومية، قد تتطور لاحقاً مع التغلغل الإيراني إلى نزعة مذهبية أيضاً.
وتقول المصادر إن هذا التشكيل يمكن أن يمد الأذرع الإيرانية أكثر في سورية، إذ إن العشيرة تنتشر في عدة مناطق بسورية، وصولاً إلى أطراف مدينة حمص وسط البلاد وريفها الشمالي الغربي، وتدعيمها يستند إلى إحياء النزعة العشائرية بشكل خاص.
ويذكر أن تجنيد المقاتلين في صفوف المليشيات بناءً على النزعة العشائرية أو القبلية ليس جديداً في المنطقة، إذ عمدت قوات النظام سابقاً إلى تجنيد أبناء العشائر والقبائل في مليشيات تابعة لها بالتعاون مع شيوخ ووسطاء محليين تابعين لها.