"فايننشال تايمز": روسيا تستبعد اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا

22 اغسطس 2022
خلال تظاهرة ضد الحرب الروسية على أوكرانيا في مكسيكو (Getty)
+ الخط -

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن دبلوماسي روسي كبير تحذيره من أن موسكو لا ترى إمكانية في التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أنها تتوقع صراعاً طويلاً، مع بلوغ الغزو الشامل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبلاد، 6 أشهر.

وقال ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف، في حديث للصحيفة البريطانية، إن على المنظمة الأممية لعب دور أكبر لإنهاء الصراع، متهما الولايات المتحدة ودولا أخرى في حلف الناتو بالضغط على أوكرانيا لكي لا تجلس إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأوضح أنه "الآن لا أرى أية إمكانية لاتصالات دبلوماسية.. وكلما استمر الصراع زادت العقبات أمام التوصل لحل دبلوماسي".

وتأتي تعليقات هذا الدبلوماسي لتشكل ضربة للجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلت في الأسابيع القليلة الماضية والتوصل لاتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، والذي كان المفاوضون يأملون أن يشكل قاعدة لاتفاق أوسع.

غاتيلوف: لن تكون هناك محادثات مباشرة بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وقال غاتيلوف "المنظمة الأممية أصبحت غارقة في التسييس بسبب الحرب، وهذا ما أضر بسلطتها وبالمؤسسات التابعة لها".

واستخلص بأنه نتيجة لذلك فإنه من الصعب أن تكون وسيطا فعالا.

وأضاف متحدثا عن روتين عمله اليومي في جنيف "لم نتلق أي اتصال من التمثيليات الغربية.. بروتوكوليا لم نلتق مع بعض.. من ناحية خاصة لم يكن لنا أية اتصالات.. وللأسف وببساطة لم نتحدث لبعضنا بعض".

وأكد أن الدبلوماسية العالمية في أسوأ حالاتها من خلال تجربته التي ناهزت 50 عاماً في المجال الدبلوماسي، مشيراً إلى أن "العالم تغير والأمم المتحدة لم تعد كما كانت عليه سابقا".

وقالت الصحيفة البريطانية إن روسيا قامت في 24 فبراير/شباط الماضي بغزو أوكرانيا والقيام بما أطلق عليها بوتين بـ"العملية العسكرية الخاصة للقضاء على النازية" هناك، وهذه العملية التي دانتها الدول الغربية التي قامت بفرض عقوبات على موسكو لشلها وقطع الروابط معها.

وأضافت الصحيفة أنه في مرحلة أولى حاولت موسكو السيطرة على كييف من خلال هجوم خاطف ولكن تم إحباطه، مما دفع جيشها لإعادة تجميع قواته والتركيز على الحرب شرق البلاد بقيادة سلاح المدفعية.

وأوضحت أن مفاوضات وقف إطلاق النار تم خرقها بعد اكتشاف جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية المحتلة خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، وهو أمر نفته موسكو.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الفشل في عودة محادثات السلام بالإضافة لمواصلة الغرب في مساندة أوكرانيا عسكريا، يعنيان أنه لا يمكن توقع كم سيطول هذا الصراع.

وأضاف "وبالتالي فإنهم (أوكرانيا ومسانديها الغربيين) سيحاربون حتى آخر أوكراني".

وأعلن غاتيلوف، الذي خدم كنائب لوزير الخارجية الروسي قبل أن يتم تعيينه منذ سنة 2018 في جنيف، أن موسكو وكييف كانتا قريبتين من الاتفاق على إيقاف الصراع خلال المفاوضات التي رعتها تركيا خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، ولكن الأشخاص الذين شاركوا في المحادثات رفضوا ذلك.

وطلبت الأمم المتحدة وتركيا أن يكونا طرفين في الوساطة بين كييف وموسكو، وتمكنتا مؤخرا من التوصل لاتفاق فيما يخص صادرات الحبوب الأوكرانية.

ولكن الدبلوماسي الروسي أعرب عن أسفه لئلا تلعب الأمم المتحدة دوراً أكبر، قائلا "أعتقد أن اتفاق الحبوب هو المثال الوحيد الذي لعبت فيه الأمم المتحدة دورا فعليا في محاولتها للوساطة" مضيفاً "يجب عليها أن تبذل جهدا أكبر من ذلك".

واتهم غاتيلوف الدول الغربية بأنها تستغل الوضعية لزيادة الضغوطات على روسيا ووسيلة لعزلها واحداث ضرر اقتصادي وسياسي لها.. وهم لا يهتمون بالشعب والجنود الأوكرانيين".

وقالت الصحيفة إنه تم دعم الدفاع الأوكراني بما يزيد عن 30 مليار دولار من لوازم الأسلحة التي تعهدت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء آخرون في الناتو.

وأشارت الصحيفة أن زيلنسكي أعلن أنه رأى أن محادثات مباشرة مع بوتين هي الخيار الوحيد للتفاوض لإنهاء الصراع، وذلك بعد انسحاب روسيا من كل الأراضي الأوكرانية التي تم احتلالها بعد شهر فبراير/شباط.

ونقلت الصحيفة عن المستشار في إدارة زيلينسكي ميخايلو بودولايك، والذي شارك في محادثات السلام الفاشلة، قوله يوم الجمعة الماضي أن "التفاوض مع الفدرالية الروسية يعني.. نهاية مأساوية للجميع".

وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حافظ على علاقاته مع كييف وموسكو منذ الغزو، بزيارة بوتين في سوشي والاجتماع مع الرئيس الأوكراني في مدينة لفيف الأسبوع الماضي بمشاركة الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في محاولة للوساطة لانهاء هذا الصراع.

وقال أردوغان خلال زيارته لأوكرانيا "سأواصل الإيمان بأن الحرب ستنتهي على طاولة المفاوضات.. زيلينسكي وبوتين لهما نفس هذا الرأي".

ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من المحادثات أن هذا التصريح لا يعكس أية تطورات فيما يخص الذهاب إلى مفاوضات.

واعتبر غاتيلوف أن أردوغان يبذل كل جهده لتسهيل الحوار، ولكنه رفض كل التكهنات حول محادثات بين بوتين وزيلينسكي، قائلا في هذا الاتجاه "لا توجد أية آلية فعلية لعقد مثل هذا الاجتماع"، متهما أوكرانيا بالاستفزاز في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية.

وقال الدبلوماسي الروسي "أوكرانيا دانت روسيا في قصف المحطة، فيما الناتو يقول إن روسيا تستغل المحطة النووية كقاعدة لإطلاق هجمات"، مضيفا "القوات الروسية تقوم بحراستها وحمايتها فقط.. فلماذا نقوم بقصفها؟".

ووافقت روسيا على زيارة عاجلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة سلامة المحطة.

المساهمون