"طالبان" تنفي وجود أي خلافات في صفوفها

16 سبتمبر 2021
بعض وسائل الإعلام ذكرت أن الملا برادر قتل أو أصيب نتيجة خلاف داخلي (الأناضول)
+ الخط -

نفت حركة "طالبان" مجدداً، وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها، وجود أي نوع من الخلافات في صفوفها، وتحديداً بين "طالبان"، الحركة الأم، وبين "شبكة حقاني" الموالية لها والتي يتزعمها الملا سراج الدين حقاني، الذي يتولى منصب وزير الداخلية في حكومة "طالبان".

وقال نائب رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، الملا عبد الغني برادر، وهو رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، في حوار بثّه التلفزيون الوطني، مساء الأربعاء، أنّ ما رُوّج من الأخبار الكاذبة بشأن وجود الخلافات في صفوف "طالبان" كله شائعات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة.

وقال برادر إنّ "التنسيق والتوحّد في صفوف طالبان لا يوجدان حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، بالتالي أرفض بشدة وجود أي نوع من الخلافات بين قيادات طالبان، وأطمئن الشعب الأفغاني على أن حركة طالبان كما كان ديدنها في السابق هي متماسكة موحدة، ضحّت بالغالي والنفيس من أجل القضاء على الاحتلال وستمضي قُدماً إلى الأمام بهذه الروح".

وأضاف الملا برادر أنّ "بعض الجهات المغرضة، وبعض وسائل الإعلام، كانت تشيع الأخبار الكاذبة أثناء حوار طالبان مع واشنطن في الدوحة، وهي الآن تقوم بالدور نفسه مع الأسف".

وحول عدم حضوره اجتماع قياديين في "طالبان" مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قبل يومين؛ قال الملا برادر: "كنت مسافراً قبل مجيء الضيف القطري إلى كابول، وزيارة الوزير لم يكن مخططاً لها من قبل، لو كنت أعلم أنه سيأتي إلى كابول لأجّلت سفري".

وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي لـ"طالبان"، أنس حقاني، في تسجيل مصوّر، الأربعاء، إن ما روّجته بعض وسائل الإعلام عن وقوع خلافات بين الملا برادر وبين "شبكة حقاني" "هو شائعات كاذبة"، موضحاً أن بعض الجهات المغرضة تروّج مثل هذه الأخبار منذ 20 عاماً.

وطمأن حقاني، وهو شقيق زعيم "شبكة حقاني"، الشعب إلى أنّ "طالبان لا ولن تحارب من أجل المصالح الشخصية والمناصب، إذ إن وراء الحركة عقيدة وفكراً، ولا يمكن وقوع أي نوع من الخلافات".

وكانت وسائل إعلام أفغانية ودولية قد أعلنت أنّ الملا برادر قتل أو أصيب نتيجة شجار داخلي مع "شبكة حقاني" في القصر الرئاسي، واستدلوا على ذلك بعدم حضوره اجتماع قيادي "طالبان" مع وزير الخارجية القطري أثناء زيارة الأخير إلى كابول.

وبهذا الشأن أورد موقع هيئة البث البريطانية "بي بي سي" باللغة البشتوية تفاصيل الحادث المزعوم، قبل يومين، وذكر أنّ مصادر في حركة "طالبان" قالت له إن الملا عبد الغني برادر ترك كابول وسافر إلى قندهار بعد خلافات بشأن تشكيل الحكومة، وبعد مشاجرة مع قيادي في "شبكة حقاني".

وذكر موقع "بي بي سي" أنّ مصدرين في مكتب "طالبان" بالدوحة قالا له إنّ ليلة الجمعة الماضي أو الخميس شهدت مشادات كلامية في القصر الرئاسي بين برادر وبين وزير المهاجرين في حكومة تصريف الأعمال والقيادي في "شبكة حقاني"، الملا خليل حقاني، وعقب المشادات الكلامية حصلت بين أنصار الرجلين مشاجرة جسدية، توجّه إثرها الملا برادر إلى قندهار.

وأضاف موقع "بي بي سي" أنّ برادر كان رافضاً التشكيلة الحكومية الحالية، وأصرّ على أخذ العبرة من تجارب السنوات الماضية، مؤكداً "أننا وعدنا المجتمع الدولي بأن تكون الحكومة شاملة لجميع الأطياف وتضم النساء أيضاً".

وأضاف الموقع نقلاً عن مصدر آخر في "طالبان" أنّ الخلافات كانت موجودة قبل إعلان الحكومة، ولكن تم العمل على حلّها بعد إعلانها، والآن لا وجود لها، مؤكداً أنّ الملا برادر ذهب إلى قندهار ليجري مشاورات مع زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زادة.

المساهمون