"طالبان" تعلن تعذر مشاركتها في مؤتمر إسطنبول بشأن المصالحة الأفغانية

12 ابريل 2021
"طالبان" لم تقدم مبررات بشأن تعذر مشاركتها (وكيل كوحصار/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدت حركة "طالبان"، اليوم الاثنين، أنها ما تزال تتشاور بشأن المشاركة في مؤتمر إسطنبول بشأن المصالحة الأفغانية، وأن أي قرار نهائي بهذا الخصوص ستعلنه لاحقاً، لافتة إلى أنه يتعذر عليها المشاركة في المؤتمر في الـ16 من الشهر الجاري.
وقال الناطق باسم المكتب السياسي للحركة، محمد نعيم، في تسجيل صوتي عممه على وسائل الإعلام، إن "طالبان" تستمر في مشاوراتها بشأن المشاركة في المؤتمر، وإنها إذا بتت في القضية فيستم الإعلان عن ذلك، مستدركاً بالقول إنها تعتذر حاليا من المشاركة في المؤتمر بتاريخ الـ16 من الشهر الجاري.
ولم يقدم نعيم أي مبرر وراء عدم المشاركة في المؤتمر في التاريخ المذكور عدا استمرار التشاور، لكن مصدرا آخر في "طالبان" قال لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن الحركة لا تريد المشاركة في المؤتمر خلال شهر رمضان ويمكنها أن تفعل ذلك بعد نهايته.
وفيما لم يعلن رسمياً بعد عن التاريخ المحدد للمؤتمر، إلا أن مصادر في الحكومة الأفغانية أكدت لـ"العربي الجديد" أن المبعوث الأميركي للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، دعا خلال زيارته الحالية لكابول إلى أن يعقد المؤتمر في الـ16 من الشهر الجاري وقبل حلول شهر مايو/ أيار القادم.
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة، في 29 فبراير/ شباط 2020، توقيع اتفاق سلام بين "طالبان" والولايات المتحدة الأميركية، نصّ على خروج القوات الأميركية والأجنبية كاملة من أفغانستان بحلول مايو/ أيار المقبل. وبناء على الاتفاق، بدأت عملية المفاوضات بين "طالبان" والحكومة الأفغانية في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وأمس الأحد أكدت "طالبان" أن الشعب الأفغاني لا يريد ما وصفته بـ"الاحتلال الأجنبي"، ويسعى لـ"إقامة نظام يتطابق مع ثقافته وأعرافه وتقاليده الإسلامية"، مشددة على أن "الشعب يرفض أي مقترح أجنبي لحل المعضلة".
وقالت الحركة، في مقال نشرته على موقعها "د جهاد غك" باللغة البشتوية، إن موعد انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان المتفق عليه في اتفاق الدوحة بين "طالبان" وواشنطن يقترب، و"الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى حل نهائي للمعضلة الأفغانية. من هنا تسعى أطراف مختلفة لتقديم مقترحات لحل المعضلة، وهو أمر جيد في حد ذاته".
وأضاف المقال أنه "من المهم خلال تقديم المقترحات أن يأخذ كل من يقدم المقترح في عين الاعتبار المعتقدات الأفغانية والأعراف الثقافية السائدة في هذه البلاد"، إذ إن "كل مقترح أتى من الخارج لا يتطابق مع أعراف الشعب الأفغاني ومعتقداته قد فشل، بل وتسبب في دفع البلاد صوب أتون حرب داخلية".
وجاء في جزء من المقال أنه "في الماضي طرحت مقترحات أجنبية من الشرق أو الغرب، وفرضت على الشعب الأفغاني، ما دفع البلاد إلى حرب".
وأيضا، شدد المقال على أن "الشعب الأفغاني قدم خلال العقود الأربعة الماضية الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن معتقداته، لذا يجب احترام عقيدته ومعتقداته خلال تقديم أي حلول للأزمة الأفغانية".

وسبق أن أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، قبل أيام أن حكومته مستعدة للمشاركة في مؤتمر إسطنبول للسلام، وبأنها على أهبة كاملة للمشاركة.
 كما أعلن المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، أمس الأحد، استكمال تحضيرات مسودة خطته للسلام، والتي يعتزم عرضها في مؤتمر إسطنبول المرتقب.
وأفاد بيان صادر عن المجلس أن تحضيرات مسودة خطة السلام، التي كان يجرى إعدادها من قبل أعضائه منذ أيام، قد استكملت، مضيفا أنه سيتم عرضها قريباً للمصادقة خلال اجتماع قيادة المجلس.
وأشار المجلس إلى أن مسودة خطة السلام تضمنت استمرار العمل بالنظام الجمهوري مع تعزيزه، إلى جانب مواضيع أخرى حول الحقوق المدنية، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير والصحافة، والانتخابات، وإنهاء الحرب بشكل دائم.

المساهمون