في تطور ميداني لافت، تمكّن مسلّحو حركة "طالبان" الأفغانية، اليوم الأربعاء، من الدخول إلى مدينة قلعه نو، مركز إقليم بادغيس، غربي البلاد، وتجدور حالياً اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الأفغانية و"طالبان" في مختلف مناطق المدينة.
كما تمكّن مسلحو الحركة من السيطرة على سجن مدينة قلعة نو، والإفراج عن جميع المعتقلين الموجودين في السجن (لم يتبين عددهم).
من جانبه، قال حاكم الإقليم حسام الدين شمس، في بيان، إنّ مسلّحي "طالبان" دخلوا إلى مدينة قلعه نو بعد أن سيطروا على جميع مديريات الإقليم، مؤكداً أن جميع المسؤولين الحكوميين قد تم إيوائهم في مركز للجيش، والمعارك الضارية بين الطرفين مستمرة.
بدوره، تحدث الناطق باسم الداخلية الأفغانية طارق آرين، لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ قوة كافية موجودة داخل مدينة قلعه نو، وهي تتعامل مع مسلحي "طالبان"، ولكنه لم يتحدث بالتفصيل حول القضية.
وتظهر تسجيلات مصوّرة، بُثّت على وسائل التواصل الاجتماعي، مسلحي "طالبان" يدخلون إلى مدينة قلعه نو، ويرحب بهم المواطنون.
People happines at the arrival of Mujahidin in Qala-e-Naw, the capital of #Badghis province #Taliban pic.twitter.com/iO7sDkIiEw
— Tariq Ghazniwal (@tariqghazniwal) July 7, 2021
ولم تعلّق "طالبان" على الموضوع لغاية الساعة، غير أنها أعلنت صباح اليوم الأربعاء استسلام 200 من عناصر الأمن الأفغان، والسيطرة على مواقع أمنية عدة في الإقليم.
ويقع إقليم بادغيس على الحدود مع إيران، ولـ"طالبان" فيه نفوذ قوي، كما أنه يُعتبر بوابة لإقليم هرات المجاور لإيران، حيث تمكنت "طالبان" فيه أيضاً من السيطرة على عدة مديريات في الأيام الماضية.
وبعد ساعات على الهجوم، أعلن وزير الدفاع الأفغاني باسم الله محمدي، اليوم الأربعاء، أنّ "الحرب تحتدم" مع "طالبان"، مضيفاً: "نقرّ بأن الحرب تحتدم، ونحن في وضع عسكري حساس جداً".
وقال: "أريد أن أطمئن الجميع بأن قواتنا الوطنية، بدعم من قوات مقاومة محلية، ستستخدم جميع قوتها ومواردها للدفاع عن وطننا وشعبنا".
إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ الوضع في أفغانستان يتجه للتدهور بسرعة، قائلاً إنّ روسيا مستعدة للدفاع عن حلفائها بالمنطقة إذا استدعى الأمر.
وأضاف لافروف، اليوم الأربعاء، أثناء زيارة إلى لاوس، أنّ روسيا مستعدة لاستخدام قاعدتها العسكرية في طاجكستان، وهي واحدة من أكبر قواعدها العسكرية بالخارج، لضمان أمن حلفائها الذين كانوا يشكلون جزءاً من الاتحاد السوفييتي، وهي منطقة تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها فيها.
وقال لافروف، بحسب ما أوردته "رويترز": "نرقب عن كثب ما يحدث في أفغانستان، حيث يتجه الوضع تحو تدهور سريع في ظل الخروج المتعجل للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي". وأضاف: "لم تتمكن (هذه القوات) من تحقيق نتائج واضحة في ما يتعلق باستقرار الوضع خلال عقود أمضتها هناك".