اعترفت حركة "طالبان"، اليوم الجمعة، بأن مسلحيها قاموا في بعض المناطق بممارسة أفعال انتقامية، معتبرة ذلك أمرا خطيرا، وأعلنت أنها تحقق فيها، وشكلت لجنة لمراجعة الخطوات الأمنية من أجل تأمين العاصمة كابول.
وقال وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، وهو نجل مؤسس الحركة، الملا محمد يعقوب إن مسلحي "طالبان" قاموا في بعض المناطق بتصفية معارضين وقاموا بأعمال انتقامية في حق آخرين. وأوضح أن لديه على الأقل قضيتين أو ثلاث قضايا من هذا القبيل.
وأكد يعقوب، في تسجيل صوتي، أن هذه الأعمال قد وقعت على الرغم من إعلان "طالبان" العفو العام عن الجميع، بغض النظر عن انتمائاتهم وأعمالهم السابقة في الحكومة والجيش وفي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
وكرر يعقوب مرارا أن زعيم الحركة الملا هبة الله آخوند زاده، أعلن العفو العام، و"بالتالي، لا يحق لأي عنصر من "طالبان" أو أي قيادي أن ينتقم من أي معارض للحركة"، مضيفا "إذا فعل أحد خلاف قرار الحركة، فحينها سيحاكم ويلاحق قضائيا".
وأكد أن "أي شخص له قضية مع شخص معاد لـ"طالبان" عليه أن يقدم الدعوى إلى المحاكم، ولكن لا يحق له أن يقوم بأي عمل هو بنفسه".
وأشار إلى أن "لديه تقارير تؤكد أن بعض المندسين دخلوا إلى صفوف "طالبان"، ويسعون لإثارة البلبلة في البلاد والقيام بأعمال انتقامية، وهو أمر سيئ للغاية"، داعيا القادة الميدانيين إلى التصدي لذلك "بشكل قوي وحازم".
وشدد وزير دفاع "طالبان" على أنه "بعد نشر هذه الرسالة، إذا ثبت أن أي قائد ميداني سمح لمثل هؤلاء الأشخاص بأن يبقوا في صفوفه، فحينها سيتم معاقبة هؤلاء القادة وبشدة". وانتقد طريقة تجول مسلحي "طالبان" في المدن، وأمرهم بالبقاء في مراكزهم والاهتمام بالمسؤولية المخولة لهم بدلا من التجول في الشوارع والأماكن العامة.
في هذه الأثناء، أعلنت حركة "طالبان" تشكيل لجنة أمنية برئاسة نائب رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال عبد الغني برادر، مؤكدة أن اللجنة باشرت الأعمال من أجل مراجعة الخطط الأمنية من أجل تأمين العاصمة كابول.
وكانت "طالبان" قد أصدرت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، تعليماتها لجميع قادتها الميدانيين بتسليم قوائم مسلحيها إلى الإدارات المحلية في استخبارات "طالبان".
واعتبر الجنرال المتقاعد والمحلل الأمني عتيق الله أمرخيل، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الخطوة مهمة من أجل ترتيب طالبان بيتها الداخلي"، مؤكداً أن "الخطوات كلها مهمة وأنها تعني أن (طالبان) أدركت أن ترتيب البيت الداخلي أهم لها من أجل إدارة البلاد، وهي ستساعدها في تشكيل حكومة مركزية قوية، الأمر الذي يتطلع إليه الشعب الأفغاني".