"حماس": رفضنا التعهد بعدم تصعيد الأمور رداً على العدوان الإسرائيلي

31 مايو 2022
خلال مسيرة تضامنية لأنصار "حماس" في قطاع غزة (يوسف مسعود/ Getty)
+ الخط -

قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، اليوم الثلاثاء، إنّ الحركة أبلغت الوسطاء بأنّ "الشعب الفلسطيني لن يتسامح مع أي عدوان على مقدساته"، مشيراً إلى أنّ الاتصالات بالحركة كانت مكثفة في ظل الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأكد قاسم، في تصريح صحافي مكتوب، رفض حركته محاولة الوسطاء الحصول على تعهد بعدم تصعيد الأمور، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن تهدئة، في ظل استمرار الاحتلال وسلوكه العدواني، فيما أكد مواصلة النضال والقتال حتى تحرير الأرض.

وأشار إلى أن الوساطات تتحرك للتواصل مع حركة "حماس"، لاستكشاف موقفها في كل ما يتعلق بالساحة الفلسطينية. وشدد الناطق باسم الحركة على أن المقاومة صاحبة الحضور الأوضح، وهي العنوان الحقيقي للشعب الفلسطيني، وأن كل الوساطات تدرك ذلك.

وقال إن "كل الاتصالات الأخيرة ناتجة من رعب لدى الاحتلال من المقاومة، وإن الارتباك الصهيوني كان واضحاً في كل التفاصيل". وأشار إلى أن حكومة الاحتلال انحازت إلى المستوطنين المتطرفين، وتعاملت باستهتار مع كل طلبات الوسطاء، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيواصل المقاومة حتى طرد الاحتلال وتطهير المقدسات.

وأضاف قاسم أن "لدينا علاقات متعددة على المستوى الإقليمي والدولي، وتجرى الاتصالات دائماً لمحاولة معرفة الموقف في القضايا المختلفة، ونحن نتعامل مع الوساطات بما يخدم أبناء شعبنا ويعزز حضور قضيتنا الفلسطينية وترسيخ معادلات المقاومة".

عباس: سنتخذ إجراءات لمواجهة التصعيد الإسرائيلي

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، أن القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف ممارساتها الإجرامية والاحتلالية وما تقوم به من إجراءات تطهير عرقي وتمييز عنصري، في ظل الصمت الأميركي على هذه الاستفزازات والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي.

جاءت تصريحات عباس خلال استقباله بمقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ومدير المخابرات العامة الأردنية اللواء أحمد حسني، اللذين حملا رسالة تضامن ودعم للموقف الفلسطيني الرسمي من قبل الملك عبد الله الثاني في مواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وفق ما أكدته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

وأطلع عباس، الوزير الأردني، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي الخطير ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

وأشار الرئيس عباس إلى أن الوضع الحالي لا يمكن القبول باستمراره ولا يمكن تحمله في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة الأعمال أحادية الجانب، وبخاصة في القدس، والاعتداء اليومي على المسجد الاقصى، وطرد الفلسطينيين من أحياء القدس وهدم منازلهم وقتل الأطفال وأبناء الشعب الفلسطيني العزل، وجرائم الاستيطان وإرهاب المستوطنين.

وشدد الرئيس الفلسطيني، على عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مثمناً مواقف الملك عبد الله الثاني في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في المحافل الدولية، وعلى الصعد كافة، وحرص الجانبين الفلسطيني والأردني على استمرار التنسيق والتشاور على أعلى المستويات.

بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دعم الأردن الثابت للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، وتعليمات الملك عبد الله الثاني بمواصلة التنسيق والمشاورات لحشد دولي لمواجهة الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك الوضع التاريخي في الحرم الشريف والتوسع الاستيطاني وجرائم المستوطنين، وأن الجانبين الفلسطيني والأردني سيواصلان الاتصالات والمشاورات مع المجتمع الدولي وبخاصة الدول المعنية بهذا الخصوص.

وشدد الصفدي على أن طريق تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واضحة، وهي الطريق السليمة لتجنيب المنطقة ويلات الصراع، وأن عدم احترام الشرعية الدولية من قبل إسرائيل سيدخل المنطقة في دوامة من العنف والتصعيد.

الصفدي: إذا لم يتحقق حل الدولتين فنحن ذاهبون إلى الدولة الواحدة

وفي تصريحات صحافية مشتركة مع الوزير حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حذر الصفدي من أن "الأوضاع سيئة، وهي آيلة إلى ما هو أسوأ. فليس بانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك والعدوان عليه تحفظ التهدئة، وليس بتجذير الاحتلال نسير نحو السلام، وليس ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم نرفع عن منطقتنا تهديد تفجر الصراع".

وقال الصفدي إن "تحركاتنا القادمة تستهدف التواصل مع جميع الأشقاء في المنطقة ومع الولايات المتحدة ومع الاتحاد الأوروبي ومع كل القوى المؤثرة بالعالم برسالة واحدة: إما أن نمضي في هذه الطريق التي لن تأخذنا إلا باتجاه ما هو أسوأ، وإما أن تستأنف عملية سياسية حقيقية تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".

وحذر الصفدي من أنه "إذا لم يتحقق السلام على أساس حل الدولتين، الأمور ذاهبة باتجاه حال الدولة الواحدة. وأقول حال الدولة الواحدة وليس حل الدولة الواحدة، لأن الدولة الواحدة لن تكون حلا، ستكون حالا بشعة لأنها ستجذر التمييز العنصري (الأبارتهايد) وهذا شيء لا يمكن أن يستطيع العالم أن يتعامل معه. 

من جانبه، قال حسين الشيخ: "إن رسالة العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، تؤكد على الموقف الأردني الفلسطيني المشترك، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير وغير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف، خاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من استباحة غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال".

وحمّل الشيخ الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة على هذا التصعيد، والغطاء السياسي المعطى للمتطرفين الذين يستبيحون المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس.

وأكد الشيخ "الاتفاق مع الأشقاء في الأردن على مواصلة التحرك المشترك على كل الأصعدة، سواء بالتنسيق الثنائي أو بالاتصالات المباشرة مع الأشقاء العرب، ودول الإقليم، والمجتمع الدولي، والبدء بتحرك فوري على كل هذه الأصعدة، لإيصال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي أنه لا يمكن السكوت على استمرار هذه السياسة التصعيدية الخطيرة من جانب الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين".

المساهمون