"العربي الجديد" يرصد مواقع مستهدفة بالهجوم الصاروخي الإيراني في أربيل

أربيل

غسان خضر

avata
غسان خضر
.
13 مارس 2022
+ الخط -

تواصل قوات الأمن في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، فرض إجراءات مشددة على المواقع التي سقطت فيها الصواريخ الباليستية في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد، بسبب تواجد فرق التحقيق التي تعاين آثار القصف.

ويأتي ذلك في وقت تؤكد مصادر طبية أنها ستصدر تقريراً بالعدد النهائي للجرحى والمصابين في وقت لاحق، إذ سجلت أضراراً غير مباشرة بين عائلات تقطن في الأحياء التي طاولها القصف.

الرواية الأمنية الحالية التي تتفق عليها قوات البشمركة والأسايش (الأمن العام) وجهاز مكافحة الإرهاب هي أن الصواريخ دخلت أربيل من الأجواء الإيرانية، وتحديداً منطقة تبريز الحدودية مع العراق، والمجاورة لأربيل.

ويأتي ذلك مع تواصل الإدانات المحلية والدولية حيال الاعتداء الصاروخي الذي تعرضت له مدينة أربيل، كان آخرها بيان من الحكومة الألمانية، دعت فيه إلى "ضرورة محاسبة مرتكبي هذا الهجوم"، وأكدت أنه "لا شيء يبرر استخدام القوة والعنف".

ونجحت السلطات في مدينة أربيل في طمأنة سكان المناطق التي تعرضت للقصف في الدقائق الأولى للهجوم، الأمر الذي اعتبر مراقبون أنه يحسب لحكومة أربيل نجاحها في إدارة الأزمة ومنع وقوع أي فوضى جراء القصف.

ووفقا لمسؤول أمني في أربيل، فإن الصواريخ سقطت على مبان ومناطق سكنية كاملة، وأن أقرب موقع من مُجمع القنصلية الأميركية يبعد بنحو 2 كيلومتر، ومن بين المواقع التي سقطت عليها صواريخ موقع لشركة إنشاءات تعمل في مشروع للصرف الصحي ومنزل وعمارة سكنية.

ويقول المسؤول ذاته، لـ"العربي الجديد"، إن "المواقع التي استهدفت ليست خاصة، ولا توجد عليها أي إجراءات أمنية، وهو ما يفنّد مزاعم أنها مقرات سرية للموساد الإسرائيلي".

رسائل سياسية واضحة

واعتبر عضو البرلمان في إقليم كردستان، ريبوار بابكي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم "له رسائل سياسية واضحة".

وأضاف بابكي أن "الهجوم يستدعي تدخل مجلس الأمن الدولي. لا يمكن القبول بهذا النوع من الإجرام والعدوان، وإقليم كردستان لا يريد أن يزج نفسه في أي صراعات"، واصفا مزاعم وجود مقرات للموساد بأنها "مبررات ضعيفة لا تقنع أحدا، والكل يعلم أن لا أصل لها، لكن إيران تحاول تبرير ما فعلته بهذا الهجوم".

وتساءل: "إذا كانت إيران تعادي إسرائيل، فهناك سفارات وبعثات في دول مجاورة لإيران؟ لماذا لا تستهدفهم؟ وهذا يجعلنا نتأكد من أن الهجوم كان يستهدف أمن الإقليم".

مراسل "العربي الجديد" في مدينة أربيل قال إن ستة من الصواريخ الاثني عشر سقطت شمال شرق أربيل في منطقة ملا عمر، بالقرب من محطة "كردستان 24" التلفزيونية، وهي محطة إخبارية، حيث سقط أحد الصواريخ على بعد 200 متر منها، وسادت حالة من الاضطراب وسط الصحافيين العاملين، بينما سقطت الصواريخ الأخرى على طريق مصيف صلاح الدين شمال أربيل، وأخرى على منزل ريفي.

ويقول الصحافي في أربيل أيوب محمد، لـ"العربي الجديد"، إنهم توقفوا قليلاً بعد القصف ثم عاودا تقديم نشرة الأخبار مجددا، رغم الدمار الذي تعرضت له المحطة.

وعاش السكان ليلة عصيبة، خصوصا مع ورود أنباء وإشاعات باستمرار القصف.

ويقول المواطن شوان محمود (45 عاما)، لـ"العربي الجديد"، إن الصواريخ كادت أن تتسبب بمجزرة لو أنها سقطت قبل الساعة الواحدة ليلا، حيث إن "عشرات الفلاحين وسائقي النقل العام يتواجدون في المناطق التي يقولون إنها مواقع للموساد"، مضيفا: "الحمد لله الخسائر مادية فقط، وننتظر أن تتوقف إيران وأميركا عن تحويل مناطقنا إلى ساحة صراع".

المساهمون