تواصل مليشيات "الشبيبة الثورية"، التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني"، تجنيد الأطفال في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، شمالي سورية، رغم مزاعم الأخيرة بأنها تعمل على حماية الأطفال في مناطقها، تزامناً مع استمرار حملة التجنيد الإجباري في صفوفها.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إن "الشبيبة الثورية" التي تعمل لصالح "حزب العمال الكردستاني"، جندت خلال الأيام الخمسة الماضية ثلاثة أطفال من القاطنين في مدينة "عين العرب" بريف حلب الشمالي عند الحدود السورية التركية، مضيفة أن المليشيات قادت الأطفال إلى جهة مجهولة وسط تخوف من نقلهم إلى العراق.
وذكرت المصادر أن المختطفين هم طفلان وطفلة بعمر 13 عاماً، لافتةً إلى أنه جرى اختطافهم في الحي الجديد بمدينة "عين العرب"، حيث فقد ذووهم التواصل معهم.
وأشارت إلى أن الطفلة كانت قد نزحت مع ذويها سابقاً إلى عين العرب قادمة من ناحية عفرين، بينما الطفلان الآخران يتحدران من ناحية عين العرب.
ويخشى ذوو الأطفال من الحديث علنا عن أطفالهم والجهة الخاطفة لهم، بينما تنكر "قسد" علاقتها بتجنيد الأطفال، وتدعي أن لديها مكتبا لـ"حماية الطفل" يقوم بالتواصل مع "الشبيبة الثورية" بهدف إطلاق الأطفال القاصرين وعدم تجنيدهم.
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد سجلت أن "قوات سورية الديمقراطية" اختطفت في يناير/كانون الثاني الماضي طفلين بهدف اقتيادهما إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهما قسرياً.
تجنيد إجباري
وفي شأن متصل، قال مراسل "العربي الجديد" إن "قسد" واصلت عمليات التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها، حيث شنت، أمس الأحد، حملة في العديد من أحياء الرقة بهدف التفتيش والمداهمة بحثاً عن مطلوبين للتجنيد.
وأشار إلى أنها اعتقلت خمسة أشخاص على الأقل خلال مداهمات في الحي الشمالي من المدينة.
وكانت "قسد" قد نصبت حواجز ثابتة ومتنقلة على مداخل ومخارج مدينة الرقة والقرى والمزارع المحيطة بها بهدف "اصطياد" الشبان على الطرقات وزجهم في معسكرات التدريب العسكري التابعة لها بناحية عين عيسى، فضلاً عن إجبارهم على العمل في حفر الأنفاق والتحصينات هناك.
وقال المراسل إن "قسد" اعتقلت ثلاثة أشخاص أثناء مداهمة لمنزل في حي مشيرفة بمدينة الحسكة، ولم يعرف في ما إذا كان الاعتقال بهدف التجنيد أم لتهمة أخرى، حيث تواصل "قسد" حملة ملاحقة عناصر فارين من سجن الصناعة.
توتر في دير الزور
إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الجزراوي إن عناصر من "قسد" استنفرت في قرية حوايج بريف دير الزور الشرقي على خلفية إصابة أحد العناصر بجروح خطيرة نتيجة مشاجرة مع أحد أهالي القرية.
ونقل الناشط عن الأهالي أن العراك وقع بين العنصر والشخص جراء محاولة الأخير نقل كمية من المازوت إلى مناطق خاضعة للنظام السوري.
ويخشى الأهالي من استثمار "قسد" للحادثة لممارسة انتهاكات بحقهم، إذ تشهد المنطقة احتجاجات متكررة ضد "قسد" وسياساتها الإدارية والعسكرية.
وقال الناشط إن "قسد" اعتقلت خمسة شبان من محيط القرية وهددت السكان باقتحام القرية في حال لم يسلم الشخص المطلوب نفسه.
وشهدت مناطق "قسد" في ريف دير الزور توترات على خلفية اشتباكات بين عناصرها والأهالي، إضافة للاحتجاجات الشعبية على الواقع الأمني والاقتصادي المتردي.