أعلنت وزارة الدفاع الجرائرية استمرار تطوير قدرات الجيش لمواجهة أي تطورات طارئة، ودعت إلى تعبئة القوى الوطنية في الجزائر لمواجهة وإحباط ما وصفته "المخططات العدائية"، فيما حذرت من تداعيات أمنية قد تحدث في المنطقة المغاربية نتيجة "تحالفات إقليمية".
وحذرت وزارة الدفاع في افتتاحية نشرتها مجلة "الجيش" التي تصدرها الوزارة، من تداعيات "تردي الوضع الإقليمي على طول الشريط الحدودي، واستهداف بعض الأطراف مؤخرًا، على أمن المنطقة"، مشيرًة إلى أن "هذه التهديدات وإن كانت غير مباشرة فهي تعني الجزائر، وتدفعها لمواجهتها".
وقالت الوزارة "إنها وجدت في هذه الظروف والسياقات مبررا لإعلان اليقظة والاستعداد لأي تطور طارئ"، من أجل بلوغ أقصى درجات الجاهزية، مشيرة إلى أن "الجزائر قوية بجيشها وشعبها، وعازمة اليوم أكثر من أي وقت مضى على الحفاظ على سيادتها ووحدتها الوطنية، وفي أتم الاستعداد للتصدي بحزم وصرامة لكل المخططات الدنيئة التي تحاك في السر والعلن لاستهداف كيان الدولة الوطنية ورموزها".
وتضاعفت موازنة وزارة الدفاع الجزائرية في قانون الموازنة للعام الجاري 2022 بشكل قياسي مقارنة مع السنوات الماضية التي بلغت أكثر من 12 مليار دولار، حيث يوجه جزء منها نحو تمويل صفقات التسليح وتحديث ترسانة الجيش والقوات المسلحة وشراء منظومات الدفاع الحديثة.
واعتبرت المجلة أن "المجال الإقليمي للبلاد يشهد تعدد التهديدات والمخاطر المرتبطة بانتشار الجماعات الإرهابية والجرائم ذات الصلة مع تنامي الأجندات الأجنبية والتواجد العسكري وتكريس الخدامة الاستراتيجية المغربية للمشروع الصهيوني. هذا ما زاد من شدة التوترات الإقليمية، خاصة مع تعقد المعضلات الأمنية في الساحل وليبيا وعودة (جبهة البوليساريو) للعمل المسلح".
وهاجمت المجلة خيار المملكة المغربية في التطبيع مع إسرائيل، وقالت إن "سياسة الهروب إلى الأمام والتحالف مع العدو ونهب خيرات الغير وتلفيق التهم وترويج الإشاعات، هي طرق بالية وسياسات كاسدة"، ودعت إلى "التفاف كل المواطنين الغيورين والمدافعين عن بلادهـم حول دولتهم وجيشهم لإفشال ومواجهة هذه المخططات العدائية وإحباط المناورات المفضوحة".
وبرأي المجلة، فإن "الدولة الجزائرية وأمام هذه الظروف الاستثنائية تعزز مناعتها الوطنية وصلاتها واستقرارها عن طريق إعادة هندسة النظام السياسي وفق مقاربة دستورية، إضافة إلى الرفع من جودة أداء مؤسسات الدولة الجزائرية ودعم مهمة الجيش والمؤسسات الأمنية في الدفاع عن أمن الوطن وحرمة المواطنين".
كما هاجمت المجلة عددا من المعارضين الجزائريين الناشطين في الخارج بشكل مستمر على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفتهم "بالمرتزقة الذين يحاولون عبثا تشويه المؤسسات وقياداتها".