"الحشد الشعبي" يقدم رواية جديدة للقصف الأميركي على موقع "كتائب حزب الله" في البوكمال

01 مارس 2021
عناصر من المليشيات العراقية تنتشر في المناطق الحدودية مع سورية (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -

فنّدت "هيئة الحشد الشعبي" العراقية، المظلة الجامعة لأكثر من 70 فصيلاً مسلحاً، اليوم الإثنين، الرواية الأميركية بشأن القصف الذي طاول مليشيات عراقية في منطقة البوكمال السورية على الحدود، ليل الخميس - الجمعة الماضي، وتسبب في مقتل وجرح عدد من عناصر الفصائل المسلحة.

وقال بيان لـ"الحشد الشعبي"، مساء أمس الأحد، إنّ قوات تابعة له "تعرضت قبل أيام لاعتداء من قبل القوات الأميركية"، مضيفاً أنه "ينتظر حتى تكتمل الرواية بشأن هذا الاعتداء، والتحقق من أن مقاتلي الحشد لم يكونوا موجودين في عمق الأراضي السورية، بخلاف ما قالته الرواية الأميركية".

وأشار إلى أن العناصر التابعين لـ"الحشد الشعبي"، كانوا "ضمن الشريط الحدودي بين البلدين لحماية أراضي العراق من الإرهاب"، على حد ما جاء في البيان.

وتابع "بعد هذا التأكد، نعلن رسمياً أنّ قواتنا كانت ضمن خط الدفاع العراقي"، لافتاً إلى أنّ "هذا الاعتداء ينبئ بتطورات مستقبلية خطيرة لابد من الوقوف دون حصولها". ودعا الجهات المختصة والمعنية إلى القيام بواجبها تجاه أبناء "الحشد". 

ولم ينفِ بيان "الحشد الشعبي"، بشكل واضح، وجود عناصره داخل الأراضي السورية، إذ استخدم تعبير "عمق الأراضي السورية"، في مصطلح اعتبره مراقبون أنه إشارة إلى الشريط الحدودي السوري الذي ينتشر فيه خليط من المليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية منذ سنوات، أبرزها "فاطميون" و"الطفوف" و"كتائب حزب الله" و"النجباء" و"البدلاء" وفصائل أخرى معها.

ووفقاً للخبير بالشأن الأمني العراقي، سعد الحديثي، فإنّ القصف الأميركي وقع داخل الأراضي السورية، بدليل أنّ المكان المستهدف تابع لوزارة الداخلية السورية، لكن فعلياً هناك بين 10 و20 كيلومترا من الأراضي السورية باتت عبارة عن ساحة تحرك مدمجة مع الأراضي العراقية منذ سنوات من قبل الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لإيران.

ورأى الحديثي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "اتصال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد القصف الأميركي بنظيره السوري ومن ثم بيان موسكو، دليل على أن الهجوم وقع داخل الأراضي السورية".

والجمعة الماضي، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مقتل 22 شخصاً على الأقل، جميعهم من "الحشد الشعبي"، خصوصاً "كتائب حزب الله" العراقية، بعد أن تم استهداف مواقع وشحنة أسلحة لحظة دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق، ضمن منطقة البوكمال شرقي محافظة دير الزور. 

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في وقت سابق، إنّ الضربات تمّت بإذن من الرئيس الأميركي جو بايدن، رداً على الهجمات الأخيرة في العراق والتهديدات المستمرة لأفراد القوات الأميركية وقوات التحالف.

كما أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ثقته بأنه تم ضرب الهدف الصحيح، مضيفاً "متأكدون من أن الهدف الذي استهدف في سورية كان يستخدم من قبل المليشيات التي نفذت الهجمات الصاروخية في العراق". 

وصعّد نواب في تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) ضد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي؛ بسبب موقفه من الضربات الأميركية للمليشيات في سورية. 

وتساءل عضو البرلمان عن التحالف، أحمد الكناني، "من يصدق أن رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، لا يعلم بالجهة التي سربت المعلومات الأمنية إلى قوة أميركية لتنفيذ هجمات ثبتت بالدليل القاطع أنها داخل الحدود العراقية؟"، معتبراً، في إيجاز صحافي، أنّ الجانب الأميركي أحرج الحكومة حين قال إن هذه الهجمات جرت بالتنسيق مع بغداد. 

وتابع "من الضروري سؤال الكاظمي والتحقيق معه في هذا الصدد"، مشدداً على ضرورة وضع حد للهجمات التي تتعرض لها قوات "الحشد" من قبل الأميركيين.

كما أشار عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" مختار الموسوي، إلى وجود "تقصير واضح من وزارة الخارجية العراقية في ملف الانتهاكات الأميركية"، لافتاً إلى عدم وجود تحركات حكومية واقعية بهذا الشأن.

وحذّرت وسائل إعلام مقربة من المليشيات العراقية من وجود "مخطط أميركي لاستهداف مقرات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار (غرب العراق)"، مؤكدة أن قوات أميركية كثفت تحركاتها في المحافظة أخيراً. 

ولفتت إلى وجود علامات استفهام بشأن زيادة عمليات المسح الجوي الأميركي في مناطق تتواجد فيها قوات تابعة لـ"الحشد الشعبي".

المساهمون