"الحشد الشعبي" يعتقل شخصيات حقوقية وأكاديمية جنوبي العراق بتهمة قيادة "مخطط لحزب البعث"

08 سبتمبر 2022
نفذت عمليات الاعتقال في محافظات الديوانية وكربلاء وبابل والمثنى (Getty)
+ الخط -

قالت فصائل "الحشد الشعبي" في العراق، صباح الخميس، إنها أحبطت ما وصفته بمخطط لحزب البعث جنوبي البلاد، يستهدف المراسم الدينية لأربعينية الإمام الحسين التي توافق منتصف الشهر الحالي، والتي يتوافد خلالها مئات الآلاف من داخل البلاد وخارجها إلى مدينتي كربلاء والنجف

الإعلان الذي لم تتبنّه خلية الإعلام الأمني الرسمية المكلفة بإعلان الأخبار الأمنية والعمليات التي تنفذها في عموم مدن البلاد، أثار لغطا واسعا في العراق، بعد الكشف عن اعتقال أكاديميين وحقوقيين جميعهم من محافظات جنوبية، ويشتركون في كونهم من المؤيدين للاحتجاجات الشعبية التي قادها الناشطون والحراكات المدنية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019. 

ونفذت عمليات الاعتقال في محافظات الديوانية وكربلاء وبابل والمثنى، جنوبي البلاد.

وذكر بيان "الحشد الشعبي" أن "عملية استباقية واسعة، تم من خلالها إحباط مخطط معاد ضد أمن بلدنا وزيارة الأربعين يقوده حزب البعث المحظور"، متحدثا عن اعتقال "شبكة فاعلة، منهم أعضاء قيادات قطرية وقيادات فروع وشعب"، في حزب البعث العراقي. 

 إلا أن مصادر في مديرية شرطة الديوانية، جنوبي العراق، قالت، لـ"العربي الجديد"، إن "قوة قادمة من خارج المحافظة دخلت واعتقلت 4 شخصيات، بينهم زعيم قبلي، وغادرت دون أن تتمكن الشرطة من التحقق من هوياتهم أو الجهاز الأمني الذي ينتمون إليه".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن من بين المعتقلين "الأستاذ الجامعي إقبال دوحان، والدكتور بكلية القانون نصير الجبوري، والمحامي منعم مليوخ، والشيخ عادل البديري"، كما تم اعتقال شخصيات أخرى، بينهم محام في كربلاء، وموظف بوزارة التعليم العالي في بابل، جنوبي بغداد. 

وقال مسؤول بوزارة الداخلية العراقية ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "المعتقلين لا توجد عليهم أي مؤشرات أمنية، ونسعى للتواصل مع الحشد الشعبي لمعرفة الموضوع"، مؤكدا أن غالبيتهم من أصحاب المواقف السياسية المؤيدة للاحتجاجات، وبعضهم شارك فيها بنهاية عام 2019.

عشيرة مرمض العربية، وبحسب بيان لها صدر مساء الخميس، أدانت "عملية اعتقال الشيخ إقبال دوحان چلاب المرمضي، شيخ عشيرة مرمض، وطريقة الاعتقال، والتي تخللتها إجراءات تعسفية كونه من وجهاء محافظة الديوانية، وأحد رموز عشائر الأكرع الشمرية".

وأضاف البيان: "نطالب الجهات المختصة وأصحاب القرار بالتدخل الفوري، ولا بد أن يكون هناك رد اعتبار فوري من الجميع، كونكم مسؤولين جميعاً، فالمعتقل رمز عشائري ويمثلنا جميعاً". 

الناشط المدني أحمد حقي اعتبر أن العملية التي كشف عنها "الحشد الشعبي" واحدة من ردود فعله على بيان صدر للصدر قبل أيام، مطالباً بإبعاده عن مهمة تأمين زيارة الأربعين وترك الأمر للقوات العراقية. 

وأضاف حقي، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أنها "محاولة للتأكيد على دوره والرد بشكل غير مباشر على الصدر"، معتبرا أن "المعتقلين يشتركون في كونهم معارضين للأحزاب الحليفة لإيران بشكل واضح". 

 لكن القيادي في "الحشد الشعبي" أحمد العوادي رد على تلك الاتهامات والتشكيك بالعملية، في حديث مع "العربي الجديد"، بأنها "مبنية على معلومات دقيقة"، وأضاف أن "العملية نفذت في أربع محافظات، وتم اعتقال 17 شخصا متهمين بالانتماء لحزب البعث والعمل على زعزعة الأمن".

ويضيف العوادي: "نفذت العملية من قبل أمن الحشد، لكونه الجهة التي كشفت المخطط، وهذا الأمر لا يخالف القانون، لأن الحشد مؤسسة أمنية تتبع للقائد العام للقوات المسلحة". 

وتداول ناشطون جانبا من صور ومواقف ومنشورات للمعتقلين التي تؤيد الحراك المدني العراقي في معرض تشكيكهم ببيان الحشد الشعبي.  

المساهمون