نظمت فصائل "الحشد الشعبي" في العراق، اليوم السبت، استعراضاً مسلحاً هو الأول من نوعه في الذكرى السابعة لتشكيلها عام 2014، في محافظة ديالى(شرقاً)، بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وعدد من القيادات الأمنية وسياسيين ونواب في البرلمان.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن فعاليات الاستعراض انطلقت برعاية الحكومة العراقية في محافظة ديالى، فيما أكد مراسل "العربي الجديد"، نقلاً عن مصادر مقربة من "الحشد الشعبي"، مقاطعة عدة فصائل مسلحة للاستعراض الذي هيمنت عليه الفصائل الحليفة لإيران من حيث عروض السلاح والمقاتلين، وتحديداً كتائب "حزب الله"، و"النجباء" و"البدلاء" و"عصائب أهل الحق"، و"سيد الشهداء" و"كتائب الإمام علي"، وفصائل أخرى يمتلك أغلبها أجنحة مسلحة تقاتل في سورية إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.
ووفقاً لمصادر أمنية في محافظة ديالى، فإن الاستعراض الذي أقيم بمعسكر سابق يتبع منظمة "مجاهدي خلق"، الإيرانية المعارضة قرب بلدة الخالص، شهد إغلاقاً كاملاً وفرض إجراءات مشددة بما فيها تحليق طيران مسير تابع للفصائل المسلحة.
وكشفت المصادر إياها، لـ"العربي الجديد"، أن فصائل عدة مرتبطة بالنجف إضافة إلى "سرايا السلام"، التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، تغيبت لغاية الآن عن الاستعراض المقرر أن يستمر لنحو أربع ساعات.
من جهته، قال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في تغريدة على "تويتر": "حضرنا استعراض جيشنا البطل، وأيضاً الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي. نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا. نعم للعراق.. نعم للعراق القادر المقتدر".
حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 كانون، وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي.. نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) June 26, 2021
نعم للعراق.. نعم للعراق القادر المقتدر.
ونُشرت صور عن منصة العرض الرئيسة تضم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ومستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، إلى جانب قيادات عسكرية، فضلاً عن زعيم "الحشد الشعبي"، فالح الفياض والقيادي بمليشيات كتائب "حزب الله"، الذي يشغل بالوقت ذاته رئيس أركان الحشد الشعبي، عبد العزيز المحمداوي المعروف بـ"أبو فدك".
ونقلت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة صوراً للعرض المسلح، وتظهر فيه دبابات وراجمات صواريخ وعربات مدرعة وطائرات مسيرة إلى جانب أسلحة مختلفة.
وكان رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، فالح الفياض، قد أكد في مقابلة متلفزة مساء الجمعة، أن "غداً (السبت) يمثل يوماً مهماً لأنه سيشهد استعراضا منسجما مع "الحشد" وتضحياته"، مضيفاً أن "الحشد" مؤسسة مرتبطة قانونياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وتحت إمرة القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأشار إلى أن "الحشد الشعبي" واجه ظروفاً صعبة في اختيار القادة، لكنه اجتاز تلك المرحلة، وهو الآن سباق في تطوير إمكانياته، مضيفاً أن "الأليات المدنية التي نستخدمها تجعلنا في حرج، ونعمل لتوحيد الزي ولون المركبات".
ولفت إلى وجود نية لإصدار أرقام خاصة لسيارات "الحشد"، بالتنسيق مع مديرية المرور التابعة لوزارة الداخلية، رافضاً وصف فصائل "الحشد الشعبي" بالمليشيات، مهدداً برفع دعاوى قضائية ضد من يطلق تلك الأوصاف.
وكان استعراض "الحشد الشعبي" مقرراً أن يجرى قبل نحو أسبوعين في الذكرى السابعة لتشكيله على خلفية دخول تنظيم "داعش" الإرهابي للموصل ومدن عراقية أخرى في يونيو/حزيران 2014، إلا أن قيادات "الحشد" قررت تأجيل الموعد لأسباب قيل إنها تتعلق بالخلافات مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قبل أن تعلن لاحقاً أنه سيقام بمحافظة ديالى في السادس والعشرين من الشهر الحالي.
ومنذ أسابيع، دخلت حكومة الكاظمي في توترات كبيرة مع فصائل في "الحشد الشعبي" حليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"النجباء"، على خلفية اعتقال القيادي في مليشيات "الطفوف" قاسم مصلح بتهمة اغتيال ناشطين مدنيين في كربلاء، جنوبي العراق.