قصفت قوات النظام السوري صباح اليوم السبت، قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي، وسط تحليق طائرات استطلاع روسية في سماء المنطقة، فيما بدأ "الجيش الوطني السوري" الجمعة، عملية أمنية ضد خلايا "التنظيمات الإرهابية" في ريف حلب.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري قصفت فجر وصباح اليوم قرى وبلدات بليون والفطيرة وكنصفرة وسفوهن وفليفل وبينين والرويحة وأطراف البارة بريف إدلب الجنوبي، والعنكاوي وقليدين بسهل الغاب شمال غربي حماة، بالتزامن مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على محاور التماس بسهل الغاب وجبل الزاوية، بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام.
كذلك حلّقت في الوقت نفسه طائرات استطلاع روسية في أجواء ريف إدلب الجنوبي، بهدف رصد تحركات عناصر الفصائل، وتصحيح الرمايات لقوات النظام.
من جهة أخرى، شهدت مناطق الشمال السوري، أمس الجمعة، خروج مظاهرات في مناطق عدة تحت عنوان "لا شرعية للأسد وانتخاباته". وأشارت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خروج مظاهرتين في مدينتي أعزاز وقباسين شمال حلب وشرقها، عبّر المتظاهرون خلالهما عن رفضهم للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد. كذلك خرجت مظاهرة أخرى في مركز محافظة إدلب، طالب خلالها المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المجرمين، من جانب مجلس الأمن تحت الفصل السابع، ورفضوا انتخابات الأسد وأكدوا عدم شرعيتها.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أمس الجمعة أن "الجيش الوطني السوري" بدأ عملية أمنية وعسكرية ضد خلايا "التنظيمات الإرهابية" في ريف حلب.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن شعار "الجيش الوطني" في هذه العملية سيكون "اجتثاث الإرهاب وبسط الأمن والاستقرار والحفاظ على حقوق الإنسان والتقيد بنصوص القانون الدولي"، مشيرة إلى أنه سيواصل عملياته لغاية تحقيق الغاية المرجوة منها.
وجاء البيان استناداً إلى ما أُقرّ في الاجتماع الذي عُقد مطلع الشهر الجاري وضمّ الحكومة المؤقتة وقادة فيالق "الجيش الوطني" ومديري إدارات الشرطة العسكرية والقضاء العسكري، و"ذلك بعد استكمال الاستعدادات التي اتخذها الجيش الوطني السوري من أجل تحسين الوضع الأمني في المناطق المحررة"، وفق البيان.
وكان عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، قد قال في سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في "تويتر" إنه خلال الاجتماع المذكور اتُّخِذَت قرارات "نأمل أن تحدّ من الأعمال الإرهابية وتخفف من العبء الأمني".
ومن القرارات التي اتُّخِذَت، "تفعيل عمل اللجان الأمنية المركزية والفرعية، وإحالة القضايا المتعلقة بالأعمال الإرهابية على القضاء العسكري، وإنزال أشد العقوبات بحق مرتكبيها"، إضافة إلى "تشديد الإجراءات لضبط الحدود الداخلية ومكافحة التهريب ومحاسبة المقصرين"، وفق مصطفى.
ويأتي ذلك عقب التفجيرات التي ضربت مناطق عدة في الشمال السوري وراح ضحيتها عشرات المدنيين.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن أرتالاً عسكرية كبيرة تابعة لـ"الجيش الوطني" شوهدت صباح اليوم تجوب شوارع مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، فيما شنّت وحدات من هذا الجيش أمس الجمعة حملة دهم واعتقال في بلدة الباسوطة بريف عفرين شمالي حلب، واعتقلت أكثر من 25 شخصاً بعد مداهمة منازلهم، وذلك على خلفية التفجير الذي وقع في منزل، وراح ضحيته شاب وفتاة في أثناء صنعهما عبوات ناسفة في بلدة الباسوطة قرب مدينة عفرين.
وفي جنوب البلاد، ذكر "تجمّع أحرار حوران" أن مجهولين استهدفوا فجر اليوم السبت مواقع لقوات النظام السوري في السوق والمدرسة الشرعية ومبنى الأمن الجنائي بمدينة الصنمين شمالي درعا، ليعقب ذلك اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين المهاجمين وعناصر تلك القوات.
من جانب آخر، نجا القيادي السابق في الجيش السوري الحر معاذ الزعبي، من محاولة اغتيال على الطريق الزراعي الواصل بين مدينة طفس واليادودة في ريف درعا الغربي، بينما أصيب أحد مرافقيه بعيارات نارية.
وذكر موقع "درعا 24" أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على الزعبي في أثناء وجوده على الطريق الواصل بين بلدة اليادودة ومدينة طفس.
والزعبي قائد سابق في أحد تشكيلات الجيش الحر في مدينة طفس (جيش المعتز)، وهو من الشخصيات العسكرية الرافضة للتسوية والتعامل مع النظام غربي المحافظة.
وكانت "الفرقة الرابعة" واللجنة الأمنية في مدينة درعا قد طالبتا خلال مفاوضاتها مع اللجان المركزية بترحيل الزعبي برفقة خمسة آخرين باتجاه الشمال السوري، واتهمته بإيواء عناصر من تنظيم "داعش"، وذلك عند محاولة اقتحام مدينة طفس منذ نحو شهر، ثم انتهت المفاوضات بإلغاء الاقتحام وإلغاء مطلب الترحيل، ودخول قوات النظام مدينة طفس بعد سلسلة اجتماعات ومفاوضات.
كذلك حاول مجهولون اغتيال شخص يعمل سائقاً بين سورية ولبنان، وذلك بإطلاق النار عليه في بلدة غصم بريف درعا الشرقي، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.