يوم في مستشفى الأطفال

08 مايو 2016
+ الخط -
لم يهمني مشهد السيدات الصغيرات في الغرفة الصغيرة، إذ كان سبب وجودي في مستشفى النصر للأطفال زيارة صديقتي، حيث يوجد طفلها الذي لم يتجاوز عمره الأربعة شهور، فهو ولد يعاني أمراضاً كثيرة لم يعرف سببها.
ظننت لحظة أن السيدات الصغيرات، كما أطلقت عليهن، لم يكترثن بالوضع العام للغرفة التي لا تتجاوز مساحتها أمتاراً قليلة، حيث رتبت على وجود خمسة أسرة صغيرة الحجم بداخلها، بسيطة الأثاث، وتنقصها أساسياتٌ كثيرة يحتاجها طفل مريض يحتاج رعاية خاصة جداً، حتى لا تنتقل إليه الأمراض الكثيرة، من أطفال آخرين موجودين في الغرفة نفسها.
في البلدان الأخرى، تعتبر شريحة الأطفال الأهم والأحق بالرعاية الصحية، حتى أنه يمكن تخصيص غرفة لكل طفل صغير مجهزة بكل الإمكانات الصحية، حتى تساعده على الشفاء التام والعودة إلى منزله، فلقسم الأطفال في أي مستشفى هناك الترتيبات الخاصة به، حتى يليق بالرعاية الصحية للأطفال، ناهيك عن وجود كادر طبي مؤهل لرعاية الطفل، منذ دخوله إلى خروجه.
ما إن جلست على كرسي، في مقابل صديقتي، حتى بدأت الحديث معها عن أخبار طفلها، وما حدث معه من مضاعفات أجبرتها للاستقرار في المستشفى منذ أيام، تعاني ويلات الألم والإرهاق، نتيجة سهرها الليل منذ اليوم الأول لوجودها في مشفى الأطفال، والذي ليس الوحيد المهمل في غزة، فهناك مناشدات وتصريحات عديدة تكشف عن العجز الذي تعانيه المستشفيات في قطاع غزة بكامله، وليس فقط مستشفى الأطفال.
الرعاية الصحية كفلتها المواثيق الدولية للأطفال والنساء والشيوخ، لكن غزة تعاني من تدني مستوى الخدمات الصحية لتلك الفئات، بل هناك مناطق تعتبر منعدمة، وليست متدنية، فحسب.
B6734628-A4F4-4972-9ADC-E9DAF7D1E240
B6734628-A4F4-4972-9ADC-E9DAF7D1E240
هبة كريزم (فلسطين)
هبة كريزم (فلسطين)