سينما المرأة والتغيير

16 نوفمبر 2016
+ الخط -
منذ أيام، ونحن ننتظر الكرنفال السينمائي لأفلام المرأة " نساء من أجل التغيير"، الأضخم في غزة، فهذا الكرنفال تعرض فيع أفلام وثائقية ودراما تتطرّق إلى أهم القضايا المجتمعية المطروحة على الساحة الفلسطينية، صنعها فلسطينيون بإمكانات محدودة لأفكار رائعة التنفيذ واختيار أجمل لمن يجسّد تلك الأدوار الحياتية من خلال دور درامي يوصل من خلاله رسالة واضحة الملامح والتفاصيل لأشخاصٍ مهمّشين، ليس لديهم دراية بحقوقهم وواجباتهم في الحياة.
مخرجات أبدعن في طرح الواقع السيء الذي يعيشه قطاع غزة في ظل الحصار والمتغيرات السياسية والثقافية، وتدهور في الوضع الاجتماعي.
على مدار ثلاث ساعات متواصلة، نقل الجمهور من الواقع إلى عالم السينما الافتراضي في قاعة رشاد الشوا الثقافي، وذلك لعدم توّفر دور سينمائية في غزة، فالمكان الحقيقي لتلك الأفلام هي قاعات السينما الحقيقية التي تجلب لك السعادة والاستمتاع في المشاهدة.
يتحدث فيلم النصف الآخر عن قضية حرية التنقّل من بلد إلى آخر، إذ أصبح كابوس المعابر يهدّد أحلام الشباب بالسفر، فآلاء الشابة الحالمة لم تكن تعتقد أن أحلامها ستنهار أمامها، بسبب بوابة تغلق وتفتح بأمر السجان، في حين أنّ فيلم الرحلة يتناول قصة ياسمين النجار، أوّل فلسطينية وعربية تتسلّق أعلى قمة في أفريقيا برجل اصطناعية. ويخوض الفيلم غمار تفاصيل حياة ياسمين، وشخصيتها التي تمثّل أملاً وإلهاماً للجميع، ليأتي فيلم أمل، مسلّطا الضوء على واقع فتاةٍ صنعت فرصتها بنفسها في ظل واقع سيء يعاني منه الخريجون.
كان للجانب الاقتصادي أيضا نصيب في فيلم "لازالوا على قيد الحياة"، إذ يحكي عن الفقر ومعاناة المرأة الفلسطينية في توفير الطعام لأولادها مع تردّي الأوضاع الاقتصادية، ونتيجة الضغط الاقتصادي، يزداد العنف لدى الزوج ضد زوجته التي تضطر إلى بيع أشياء من المنزل، لسد جوع أطفالها وتوفير متطلبات المنزل.
وتناولت المخرجة، ريما محمود، في فيلمها "أرواح معلّقة"، واحدةً من صور الحرب الإسرائيلية في صيف 2014 على غزة (قصة عائلة تفصلها 5 دقائق عن الموت) تتلّقى اتصالاً هاتفياً من الاحتلال الإسرائيلي مبلغاً إياهم بخمس دقائق لإخلاء البيت قبل أن تستهدفه طائرات الاحتلال الإسرائيلي .
حين نكون في قلب حدثٍ نعيشه، لا نستطيع أن نفرّق ما بينه وبين الآخر، ونبقى عالقين بين الواقع ورفضه، لمجرد أنّك غير مستهدف وتعيش آمن في بيتك، خمسة دقائق تفصلك عن الموت أو الحياة، إنّها غزة بما تحمل من الحياة والحرب.
هدفت مسابقة هذا العام للكرنفال، وسعت إلى إنتاج أفلام تعبّر عن واقع النساء في قطاع غزة، وتقديم صورة فلسطينية واقعية عن الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي تعايشه النساء، ودعم الإنتاج السينمائي للمرأة الفلسطينية، والنهوض بالحركة السينمائية في قطاع غزة وتشجيع المخرجين للإبداع والإنتاج.
يحمل هذا الكرنفال في طياته جهداً وعملاً دؤوباً من أجل تقديم أفلام جديدة تحمل الحب والسلام للجميع وللوطن.
ومن هنا، تأتى أهمية السينما في نقل الواقع الفلسطيني، وقولبته وفق مخرجاتٍ سينمائية وفنية، تعكس يوميات المواطن، لتأتي بخطوة لاحقة بضرورة المهرجانات الفنية في إيصال رسالة الشعب، وإظهار معاناته المتفاقمة.

B6734628-A4F4-4972-9ADC-E9DAF7D1E240
B6734628-A4F4-4972-9ADC-E9DAF7D1E240
هبة كريزم (فلسطين)
هبة كريزم (فلسطين)