أخطاء لطيران التحالف في اليمن

11 يوليو 2015
+ الخط -
أصدرت وزارة الدفاع اليمنية، المؤيدة للشرعية (لا نعلم مكانها بالضبط)، من مقرها في "العالم الافتراضي" بياناً صحفياً، نعتْ فيه استشهاد جنودا وضُباط، وأفراداً من المقاومة الشعبية الذين استشهدوا في قصف قوات التحالف العربي مركز القيادة المتقدم في وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان العامة، ومقر اللواء 23 ميكا في منطقة العبر، في محافظة حضرموت، ووعدت بالتحقيق في الحادث.
ليس البيان هو المهم، الأهم منه أن حكومتنا الموقرة، الهاربة في الرياض منذ شهور، أفاقت من غفوتها فجأة، على هذه الحادثة، وتتحدث بلغة وكأنها المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأخطاء، ونحن نعذرها، فهي تعيش في كوكب آخر، غير الذي نعيش فيه نحن اليمنيون.
قبل يومين من هذا البيان "الحنَّان الطنَّان"، حصدت أخطاء طيران التحالف أرواح 42 يمنياً، في سوق شعبي للمواشي، في قرية الفَيُوش في محافظة لحج، وقبل هذه الحادثة بثلاثة أيام، قصف الطيران سوقاً شعبياً في محافظة حجة، أودى بحياة العشرات، وفي يوم الخميس الموافق 18 يونيو/حزيران المنصرم، أعلن عن مقتل 11 شخصاً من أبناء الصبَّيْحَة، شمال غرب عدن، في غارة جوية على مصنع الحديد بمنطقة الوهط، بحسب موقع "عدن الغد".
قبل ذلك، وتحديداً في الـ 26 من شهر مايو/أيار الماضي، قصف طيران التحالف منزلاً في منطقة "دار النصر" في صبر في محافظة تعز، وقبلها بمدة قُصف منزلاً في حي المرور، وكلها أوقعت قتلى وجرحى، بينهم نساء وأطفال، كما قُتل وأصيب عشرات، في غارة استهدفت سوقاً شعبيا في مدينة زبيد بمحافظة الحديدة، في وقت سابق من الشهر نفسه.
وحتى المقاومة نفسها، لم تسلم من تلك الأخطاء القاتلة، ففي الجوف قُتل قرابة 15 وأًصيب عشرات من عناصر المقاومة الشعبية، مطلع يونيو/حزيران الماضي، في غارة خاطئة استهدفت مواقع في منقطة "اليتمة"، كانت قد استولت عليها المقاومة بعد معارك مع الحوثيين، وفي مأرب سقط 10 أفراد من المقاومة الشعبية، بين قتيل وجريح، في غارة استهدفت موقع تابع لهم في "الجفينة"، أواخر شهر مايو/أيار الماضي، بحسب تقرير نشره موقع "يمن برس" في 18 من يونيو/حزيران الماضي، عدا عن الضحايا من المدنيين الذين سقطوا في محافظة صعدة التي نالت نصيب الأسد من الضربات الجوية.
ما ذكرناه عينة بسيطة من مسلسل أخطاء كثيرة ومتعددة، وقع فيها تحالف عاصفة الحزم، منذُ بدْئه قبل ثلاثة أشهر ونصف، والذي لم ينتهِ، على الرغم من كل الصيحات المتعالية، المنددة بتلك الأخطاء الكارثية، التي حصدت، ولاتزال، أرواح أبرياء من اليمنيين بشكل متكرر، وهو مسلسل لا يبدو أن له نهاية قريبة، على الرغم من الحديث عن هدنة بين حين وآخر، وكأن أرواح اليمنيين أصبحت بلا ثمن، خصوصاً بعد مؤتمر الرياض الذي منح صك البراءة لقوى التحالف سلفاً، وجعل من اليمن بأكمله كلأً مستباحاً، وبتفويض من اليمنيين أنفسهم.
لن نُخفي رؤوسنا في الرمال كالنعام، ولن "نُدَعْمِمْ" هذه المرة، وسنقولها بعالي الصوت، الموضوع خطير ويحتاج إلى فتح تحقيق حقيقي، لمعرفة الجهات والأشخاص التي أعطت للتحالف تلك الإحداثيات الخاطئة، أو أن طيران التحالف يقع فيها من تلقاء نفسه.
مطلوب تحقيق مستقل تقوم به جهة محايدة، وليس مجرد حديث عن فتح تحقيق، على طريقة الحكومة اليمنية القابعة في الرياض، والذي لن يكون ذا جدوى بحال، فمئات من اليمنيين الأبرياء أزهقت أرواحهم، ولا تزال، بسبب تلك الأخطاء التي تتحمل مسؤوليتها، بالدرجة الأولى، كل تلك القوى والمكونات السياسية التي وقعت على وثيقة الرياض، والتي منحت التحالف تفويضاً كاملاً، في استباحة الأراضي والأجواء اليمنية، من دون حسيب أو رقيب.
8A4CCA6F-5F3E-4C7B-BF41-CB7A3D872F05
8A4CCA6F-5F3E-4C7B-BF41-CB7A3D872F05
حبيب العزي (اليمن)
حبيب العزي (اليمن)